البحرين ترحِّل مرتبطين بـ «حزب الله» والرياض تتمسك بالتشدد
• الحريري يدافع عن الجيش: يتعامل مع واقع سياسي على الأرض
• جعجع: أزمة «14 آذار» ليست جوهرية
• جعجع: أزمة «14 آذار» ليست جوهرية
في خطوة قد لا تكون الوحيدة من نوعها، قامت البحرين أمس بترحيل مواطنين لبنانيين مقيمين فيها ثبت لديها ارتباطهم بحزب الله، أسوة بالإمارات.وجاء التحرك البحريني، بعد ساعات من إعلان السلطات السعودية أنها ستبعد أي مقيم يبدي تعاطفا مع الحزب.
بعد ساعات من إعلان السلطات السعودية، أنها ستعمل على إبعاد أي مقيم يبدي تعاطفاً مع ميليشيات حزب الله، وملاحقة أي متعاطف أو متعاون أو ممول للحزب، رحَّلت السلطات البحرينية عدداً من المقيمين اللبنانيين من أراضيها، بعدما ثبت انتماؤهم أو دعمهم لتنظيم "حزب الله"، الذي تصنفه دول مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية إرهابياً.وتلقت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية معلومات دبلوماسية أمس، تفيد بأن "السلطات البحرينية أبعدت 10 عائلات لبنانية تتألف من 25 شخصا، بعد أن ثبت للسلطات الأمنية أن لهم علاقة بحزب الله"، لافتة إلى أنه "تم ترحيل أول دفعة منذ أربعة أيام"، مشيرة إلى أن "معظم أفراد هذه العائلات المرحلة يعمل منذ 10 سنوات في المملكة". وأضاف التقرير أن "من بين هؤلاء من انتهت إقامتهم ولم تجدد لهم وآخرون أوقف العمل بإقامتهم، لأسباب أمنية لم تكشف وقائعها".وكانت وزارة الداخلية البحرينية قالت في تغريدة عبر "تويتر"، أمس، إن "السلطات رحَّلت عددا من اللبنانيين تعتقد أن لهم صلات أو دعموا جماعة حزب الله التي أعلنتها دول مجلس التعاون الخليجي منظمة إرهابية".وشددت الوزارة على أنه "سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المنظمات والأشخاص، مواطنين كانوا أو مقيمين، ممن يثبت تعاملهم أو انتماؤهم بأي شكل للمنظمات الإرهابية، وكذلك من يرفعون صورا أو شعارات أو رموزا للتعاطف معها، أو دعمها، بما في ذلك الاستثمارات والأعمال التجارية والاقتصادية، والأنشطة التي تأخذ غطاء الأعمال الخيرية والحسابات البنكية والتحويلات المالية".وأكدت أن "ذلك يأتي انطلاقًا من التزام مملكة البحرين بمحاربة عمليات التمويل المشبوهة للإرهاب أو عمليات غسل الأموال، بالتنسيق بين مختلف الجهات المعنية بهذا الشأن"، مشيرة إلى أن "هذه الإجراءات تتم بالتنسيق مع دول مجلس التعاون الخليجي، في إطار مكافحة الأعمال الإرهابية بجميع أشكالها".المملكة تشيدوأشادت المملكة العربية السعودية، أمس، بالقرارات الصادرة عن أعمال الدورة الـ 145 لمجلس جامعة الدول العربية، باعتبار "حزب الله" اللبناني "منظمة إرهابية"، واستنكار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية.وأكد مجلس الوزراء السعودي في بيان عقب جلسته الأسبوعية، برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن هذه القرارات "تجسد الحرص على محاربة الإرهاب، والوقوف في وجه كل من يدعمه ويسانده ويحاول إثارة النعرات الطائفية لزعزعة الأمن والاستقرار، بما يتنافى مع حُسن الجوار ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".كما شدد مجلس الوزراء على "ما تضمنه بيان وزارة الداخلية السعودية، من تأكيد أن كل مواطن أو مقيم يؤيد أو يظهر الانتماء إلى ما يسمى حزب الله أو يتعاطف معه أو يروج له أو يتبرع له أو يتواصل معه أو يؤوي أو يتستر على من ينتمي إليه، فسيطبق بحقه ما تقضي به الأنظمة والأوامر من عقوبات مشددة، بما في ذلك نظام جرائم الإرهاب وتمويله، إضافة إلى إبعاد أي مقيم تثبت إدانته بمثل تلك الأعمال". الحريريفي موازاة ذلك، زار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، أمس، قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه بوزارة الدفاع، وانضم إلى الاجتماع لاحقا وزير الدفاع سمير مقبل.وقال الحريري بعد اللقاء: "منذ 11 عاما، في 14 آذار، طلب من الجيش أن يفتح النار على اللبنانيين، لكنه حمى اللبنانيين وساحات الحرية. نحن شعارنا دائما مع الجيش والقوى الأمنية اللبنانية الشرعية مع الدولة ومؤسساتها في مواجهة أي خطر يهدد لبنان، وشعارنا هو أننا نريد الجيش في لبنان، ولا نريد غيره".وأضاف: "أحببت المجيء إلى هنا، لأقول للجيش ووزير الدفاع وقائد الجيش إننا دائما داعمون للمؤسسة العسكرية، لأنها استطاعت أن تجمع كل اللبنانيين، وأن تحيد نفسها عن كل العواصف السياسية، ونريدها أن تبقى بهذه الروحية".وتابع: "أنا واثق بأن الاخوان العرب لن يتركوا لبنان، فهم لطالما وقفوا إلى جانبه وساعدوه في السراء والضراء".وعن الشريط المسجللـ "داعش" أخيرا، قال: "هؤلاء لا يمثلون الإسلام، ونحن خلف الجيش والقوى الأمنية، ونقول للذين يحاولون تهديد لبنان إن جيشنا قوي، والقوى الأمنية قوية، واللبنانيين موحدون، مسلمين ومسيحيين، أمام أي أحد من داعش أو أي متطرف، وسنقف بالمرصاد، نحن والجيش اللبناني، في وجه من يحاول القيام بأعمال تخريبية".ورداً على سؤال عن قول وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن هيمنة حزب الله على قرارات المؤسسة العسكرية أدت إلى إلغاء الهبة السعودية للجيش، علق الحريري، قائلاً: "حزب الله جزء مكون في هذا البلد. وهناك واقع سياسي على الأرض كلنا نتعامل معه والجيش أيضا يتعامل معه. موضوع حزب الله لا أريد أن أتحدث فيه هنا، لأنني لا أريد انقسامات، لكن هناك مشكلة مع الدول العربية، خصوصا مع دول مجلس التعاون الخليجي، وأردت المجيء في 14 آذار إلى هنا، لأنه في هذا اليوم البعض أعطى الأمر بفتح النار على الناس، لكن الجيش، بعسكره وضباطه وقياداته، هو الذي حمى الثورة ودافع عن الناس، وهذا ما قام به في كل لحظة وفي كل تاريخه".وردا على سؤال بشأن ماذا بقي من 14 آذار بعد 11 عاما، أجاب الحريري: "بقي الناس، و14 آذار ليست أنا ولا أي حزب سياسي، هم الناس الذين نزلوا إلى ساحة الشهداء".جعجعفي السياق، وجَّه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لـ "انتفاضة الاستقلال في 14 آذار 2005"، رسالة من معراب إلى اللبنانيين، قال فيها: "إذا شاءت الظروف ان نستعيض هذه السنة عن الإطلالة الجامعة بإطلالات منفردة، فهذا لا يعني إطلاقا أن 14 آذار انتهت، لأن الأسباب التي استوجبت قيامها ما زالت قائمة، وما زلنا مؤمنين بها".وأضاف أن 14 آذار هي فكرة وروح قبل أن تكون تنظيما، وهي مشروع قبل أن تكون حركة، "وهذا لا يعني التقليل من أهمية الإطار التنظيمي أو المشهدية الجامعة، إنما لا يفترض في الوقت نفسه التمسك بتقاليد وأعراف إذا كان الهدف منهما فقط إخفاء الخلل في الواقع التنظيمي. هناك مشكلة تنظيمية فعلية، لكن هذه المشكلة لا تعني أن 14 آذار انتهت، وعدم الاحتفال بمشهدية جامعة لا يعني أن 14 آذار لم تعد موجودة".وطمأن جعجع "كل الرأي العام الاستقلالي بأن الأزمة داخل 14 آذار ليست جوهرية، إنما مرحلية خرجت إلى العلن مع الانتخابات الرئاسية، وستذهب معها إذا لم يكن قبلها، فيما لا خلاف إطلاقاً في الخيارات الأساسية المتصلة بالشرعيات الثلاث: الشرعية اللبنانية، والشرعية العربية والشرعية الدولية، وربطا بذلك إعادة الاعتبار إلى مشروع الدولة، والتمسك باتفاق الطائف والعمق العربي للبنان".