على دول الخليج العربية دور مهم لبحث صيغة حل الملف اليمني وتحويله من خط الحرب إلى خط السلام، وهذا ما يمكن أن تواجه به إيران، وسيكفينا ذلك مشاكل مقبلة تأتي من وزير في حكومة لبنانية هجينة!

Ad

أول العمود:

 إلغاء قرار تخفيض مخصصات العلاج بالخارج مؤشر على صعوبة اتخاذ القرارات في الكويت.

***

غالبا ما تأتي نتائج تأزم العلاقات العربية العربية على قوت المواطن العربي وأمنه الاجتماعي، هذا يحدث اليوم مع اللبناني بعد توتر العلاقات الخليجية اللبنانية. السبب السطحي هنا موقف وزير الخارجية اللبناني من ملف الاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران الذي دانته الأخيرة، ولأن الوزير باسيل قريب من حزب الله.

هذه قشور فالمسألة عميقة وتحتاج إلى جهود خارقة تتوجه نحو السلام في منطقة الخليج، آخر الأقاليم العربية أمنا، تستطيع أن تعيد لطاولة الحوار قيمتها وفعاليتها على الأرض، وعلى أكثر من جبهة، فالحروب العبثية في المنطقة يجب أن تتوقف لأنها سبب تفريخ عشرات الأزمات الشبيهة بما حدث بين الخليجيين ولبنان، والأيام حبلى.

أموال المنطقة العربية والخليجية تحديداً ستذهب إلى جيوب بائعي السلاح وسنجني من ورائها قتلى ومهجرين، وقد ينتقد قولي هذا من يعتقد أن إيران هي سبب كل مآسي المنطقة، وهو قول فيه من الصواب الكثير، فبصمات هذا النظام موجودة في البحرين واليمن والعراق وسورية ولبنان الذي أوجع مؤخرا بالقرار السعودي بحجب دعمها المادي عن الجيش والاقتصاد.

أعتقد أن على دول الخليج العربية دوراً مهماً لبحث صيغة حل الملف اليمني وتحويله من خط الحرب إلى خط السلام، وهذا ما يمكن أن تواجه به إيران، وهي خطوة ستكفينا مشاكل مقبلة تأتينا، كما حدث الآن من وزير في حكومة لبنانية هجينة!

دخولنا في نقاشات عقيمة، وكيل الاتهامات، ولعبة الفوز على الخصم، لن تجني سوى مزيد من الكراهية، يجب أن نعي وبشكل واضح أن جزءاً كبيراً من مشاكلنا جاء بشكل مباشر من أزمات تعيشها الدول الكبرى يتم تصديرها  لموقعنا الجغرافي، فها هو ملف الأزمة الروسية-الأوكرانية يترجم بعبث عسكري في سورية التي استبيحت من أكثر من ١٠ أطراف ما بين دول وتنظيمات إرهابية، وها هي أميركا تسير بدبلوماسية تفضيل النظام الإيراني على الأنظمة الخليجية تحت شعار انشغالها بـ"انفراج الملف النووي"، وأمام هذه الأزمات الحقيقية يأتي نفر من السذّج ليحولوها إلى "مشادات سنية- شيعية" يعربد على ضفافها تنظيما "داعش" و"القاعدة" اللذان برعا بشدة في استخدام آلة الإعلام والصورة الفوتوغرافية تحديدا.

لن تنصلح حال لبنان طالما وُجِد فيه حزب الله كدولة، وسيطول مرضه ما لم يعمل اللبنانيون على نبذ الطائفية والحكم على الهوية التي باتت مادة لبرامج "التوك شو" على شاشات تلفزيونات الأحزاب السياسية اللبنانية!

تداعيات القرار الخليجي ستحرم خزينة لبنان ٦٠٪ من الـ١٠ مليارات دولار التي هي تحويلات المغتربين في الخارج، وهذه النسبة المئوية تأتي من الخليج وحده، هذا عدا فقدان مليارات الدولارات الخليجية السياحية هذا الصيف والتي يستفيد منها مواطنون لبنانيون بسطاء، فلا الإيرانيون ولا حزب الله سيعوضون خزينة لبنان