نادية مراد تروي لـ الجريدة• قصتها من لحظة أسرها على يد «داعش»

نشر في 22-01-2016
آخر تحديث 22-01-2016 | 00:05
No Image Caption
الناجية الأيزيدية: أحمل رسالة سلام... ولابد من وقفة إسلامية تقتص من الإرهاب

قالت نادية مراد، الفتاة الأيزيدية ابنة العشرين ربيعاً، إنها تحمل رسالتها وقضيتها الإنسانية لكل العالم لفضح «داعش»، وما يقوم به من أفعال يندى لها الجبين باسم الإسلام، وروت
لـ «الجريدة» قصتها منذ لحظة أسرها إلى فرارها ثم جولاتها على الدول العربية والإسلامية، وفي ما يلي نص الحوار:
•ما هدف جولاتك في الدول؟

ـ هدفي هو فضح جرائم "داعش"، وأحمل رسالة إنسانية عن المرأة والطفل، وكيف لم يرحمهم هذا التنظيم الإرهابي الذي خاض حرب إبادة في قضاء سنجار، وهي حرب لاتزال مستمرة ضدنا.

نحن منذ الأول من شهر أغسطس 2014، وجدنا أمامنا كائنات فقدت إنسانيتها، وتركت وراءها الآلاف من الضحايا من المسلمين والمسيحيين. كل ما أطلبه من الدول العربية والإسلامية الوقوف مع قضيتنا، فهناك فتيات أيزيديات لايزلن مختطفات لدى "داعش"، فالمرأة لم تخلق للبيع أو التأجير أو للتهادي.

• أين كنت عندما هاجم "داعش" شمال العراق؟

ـ أنا كنت في قرية كوجو بقضاء سنجار، عندما هاجمنا مقاتلو "داعش". لقد كنا بعيدين عن جبل سنجار، فحاصرونا أياما عدة، لكن لم يساعدنا أحد. لو كنا تلقينا مساعدة لما حدث ما حدث.

في البداية، طلبوا منا تغيير ديننا، وأخذوا منا ما نرتديه من ذهب وموبايلات ونقود، أما الأولاد فكانوا يكشفون عن تحت إبطهم، فإذا وجدوا شعرا يقتلونهم، أو يأخذونهم كي يربونهم على طريقتهم. ثم عزلوا المتزوجات من غير المتزوجات، وتركوا المتزوجات 40 يوما على أساس أنهن زوجات كفرة، ومن ثم اغتصبوهن.

أخذوا آلاف البنات وأنا منهن، ووزعونا على مقاتليهم في الموصل، بعدما أخذونا لما أسموه "المحكمة الشرعية"، وطلبوا منا نطق الشهادة، ومن ثم عرضونا للبيع أمام مجموعة من الرجال، وفعلا اشتراني شخص، وبعد عدة أيام عرضني للإيجار، فأخذني شخص آخر. وحرقوا معبدنا بمن فيه من الذين لجأوا إليه من كبار السن والمعاقين، وقتلوا أكثر من 80 سيدة كبيرة في السن في وقت واحد، بعدما جمعوهن ومن بينهن والدتي، كذلك قتلوا 6 من إخوتي، وما شاهدته وعشته وما فعلوه في أجسادنا لم أره حتى في خيال كاتب أو مؤلف فيلم أو كتاب. وما يقوم به هؤلاء المجرمون هي أفعال يندى لها الجبين، وكل ذلك باسم الإسلام.

• كيف هربت منهم؟

ـ هربت في إحدى المرات، ولكنهم نجحوا في إمساكي، وبعدها سجنوني بحراسة 6 مقاتلين لمنعني من الفرار. وخلال ذلك قام 12 شخصا باغتصابي وآخرهم أخذني لمنزله، وقال لي سأذهب وأحضر لك ملابس جديدة كي أبيعك، فهربت مرة أخرى، ووجدت بيتا بعيدا عن المنطقة التي كنت أنا بها، طرقت الباب، وأنا لم أكن أعلم أن هذا البيت لـ "الدواعش" أم لأناس عاديين، لأنني أنهكني التعب والخوف والجري من دون ماء أو أكل لفترة طويلة متخفية، ولكن الحمد لله، كانت أسرة مسلمة تعاطفت معي وخبأتني 17 يوما.

وبعد هروبي بدأ مقاتلو "داعش" يبحثون عني، وبعدما هدأت الأمور، حصلت على هوية مزورة على أنني مسلمة ولبست خمارا، وكان لدي أخ نجا من بطش "داعش" موجود في المخيمات بكردستان، فاتصلت به وكلمته، واتفقنا على أن نلتقي عند الحدود بين الموصل وكركوك وأربيل، ومن هناك أخذني، وخلال هذه الرحلة كنت أرى صورتي معلقة في "السيطرات"، ولكن الحمد لله الخمار والهوية أنقذاني، وقبلهما رحمة رب العالمين من بطش "داعش".

•وماذا بعد ذلك؟

ـ بعد خروجي، كنت أريد أن أزور الدول العربية والإسلامية، وأوصل صرختي وصرخة كل فتاة وسيدة ورجل وشاب وطفل، كي يوضحوا لنا ما هي صورة الإسلام الحقيقية، هل هي الصورة التي قدمها لنا "داعش"؟، لأن هناك الكثيرين من الأيزيديين أصبح لديهم نوع من الخوف وردة فعل سلبية عندما يسمعون كلمة مسلم.

الدواعش كانوا يقولون لنا "لن يدخل الجنة إنسان قط إلا عن طريقنا نحن، لأننا نحن الإسلام الحقيقي، أما البقية فهم كفرة"، هكذا يرددون ويقولون ويأخذون الشباب من هذا المنطلق، فلابد من وقفة إسلامية حقيقية وإنسانية كي نقتص من هؤلاء القتلة.

وكل ما أسعى إليه الآن هو أن يتم تحرير بقية الفتيات الأيزيديات وغير الأيزيديات، وتخليص الناس من هؤلاء المجرمين. أنا أعمل من أجل السلام، وألا يقف السني ضد الشيعي أو العكس، بل أن يقفوا بوجه هؤلاء القتلة.

back to top