شكراً عام 2015... علمتَنا الكثير
![سناء راشد السليطين](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1543417442796908200/1543417448000/1280x960.jpg)
شكراً 2015 فقد اتسعت فيك دائرة علاقاتنا وتعرفنا بأناس عُظماء هم رصيدنا الحالي في النجاح، وشكراً على بعض العلاقات التي خسرناها، لأنها كانت من صالحنا، فربما ما كُنا نحسبه خسارة كان جزءاً من نقاط الفوز. شكراً 2015، فقد تعلمنا أنه عندما نزرع نبته شوكية ونهتم بها ونرعاها فإنها ستنمو وتكبر وتظل نبتة شوكية، فرعايتنا لها واهتمامنا بها لن يغيرها أو يزيل عنها الشوك، لأن الله خلقها هكذا ولو أزلنا أشواكها عنها لماتت، ولكي نستمتع بوجودها علينا أن نتعامل معها بحذر شديد كي لا تُؤذينا، كذلك هم بعض البشر إذا أُجبرنا على العيش معهم ولم نستطع تغييرهم فعلينا قبولهم كما هم، لنعيش معهم بسلام ونتقي وخزاتهم. وتعلمنا أنه مهما حرصنا على انتقاء كلماتنا فسنجد من يسيء تفسيرها، فلا نضيع وقتنا في تفسير تصرفاتنا دائماً، فالناس غالباً لا يقتنعون إلا بما يرغبون في الاقتناع به. شكراً 2015 فقد كنا نظن أن هناك حدوداً ليس علينا تجاوزها لأنها من المستحيل، لكننا أدركنا لاحقاً أن من وضع لنا تلك الحدود هم الآخرون، أي بشر مثلنا، وهم من غرس فينا الاعتقاد بأنه من المستحيل أن نبلغ ذلك الحلم، فليس كل ما يراه الآخرون مستحيلاً يكون بالفعل مستحيلاً، لذا علينا التحرر من الإيمان بأفكار الآخرين وعدم الوقوف معهم خلف الأبواب الموصدة، فأبواب النجاح والسعادة كثيرة، ولكن البشر أحياناً يقفون عند الباب المغلق ولا ينتبهون للأبواب الأخرى المفتوحة.شكراً عام 2015 فقد غرست فينا حُب عروبتنا وهويتنا الإسلامية، فعندما نُقلد الغرب بتفاهاتهم فإننا نساعدهم في نشر حضارتهم في بلادنا، فنُنقص من أهمية أنفسنا ونطمس هيبتنا ووجودنا، ونكون كمن خلع رداء الحكمة ولبس رداء المهرج، ولكن حاشانا أن نكون كذلك.شكراً لعام مضى ولم تمضِ معه ذكرياته الجميلة وإنجازاته الرائعة، بل ستظل محفوظة بذاكرتنا ومخلدة للأبد.