المشهد الثقافي يجب أن يكون أكثر متعة وإثارة للحواس، وعلى الندوات أن تكون مختصرة ومفيدة وممتعة وتحتوي على وسائل تشويق، وعدا ذلك لا أجد أن تسمية مهرجان "هلا فبراير الثقافي" صحيحة، بل هي أقرب لمهرجان ندوات ومحاضرات تفوقت على بعضها في نشر الملل بين الجمهور مع كل أسف.

Ad

حقيقة لا أعرف إن كان من سوء حظي أو بسبب دعوة دعا بها أحدهم عليّ جعلتني أحضر فعاليات "هلا فبراير الثقافي" الذي يقام لأول مرة هذا العام، فلم أكن لأتوقع أن الفعالية ستكون 3 محاضرات يومياً، وتسرد بشكل ممل جداً.

من المفترض أن تكون الفعالية الثقافية مسلية وممتعة، وتتماشى مع العصر من خلال ربط الماضي بالحاضر، واستضافة أهالي الشهداء للحديث عن تجاربهم، وعرض لوحات وطنية، وإقامة مسابقة ثقافية تنافسية تحثك على المشاركة وتثير فيك الحماسة، هذه كانت توقعاتي على سبيل المثال.

لكن اقتصار مهرجان ثقافي يتزامن مع شهر فبراير، وهو شهر الأعياد الوطنية للكويت، على محاضرات يقدمها أساتذة جامعة لم يلتزموا أولاً بعناوين أوراقهم التي يجب أن تركز على الإشراقات في تاريخ الكويت، وإظهار صور تلاحم الكويتيين في الماضي جعلته مملا.

 فمشكلة بعض أساتذة الجامعة في الكويت هي عدم مقدرتهم على جعل عرضهم مشوقاً؛ لذا تجده شبيها لمحاضراتهم في الجامعة التي يضطر الطلبة لحضورها مجبورين، وتجدهم يسترسلون باستعراض المعلومات التي يعرفونها ويسردون مواضيع لا تمتّ لموضوع أوراقهم بصلة.

السرد الممل كان سيد الموقف في مهرجان هلا فبراير الثقافي، كنت أفضل لو شاهدت أفلاما وثائقية لشهداء الكويت وتكاتفهم سوياً، والتي جسدت بطولات في هذا القرن.

كنت أتمنى لو جرت مسابقة بين الأطفال لرسم لوحة تجسد حبهم للكويت، وتوجد لجنة محكمة في آخر يوم للفائزين، تقوم معهم برحلة لبيت القرين على سبيل المثال.

المشكلة أن الفعاليات الثقافية في حالة من النشاط المفرط في الكويت، مما أدى إلى عدم جودة الكثير منها، فتجد الجمهور قليل، ويقتصر على المهتمين بموضوع الندوات، وهم قلة، أو الصحافة لأنهم مجبورون كطلبة الجامعة تماما.

المشهد الثقافي يجب أن يكون أكثر متعة وإثارة للحواس، وعلى الندوات أن تكون مختصرة ومفيدة وممتعة وتحتوي على وسائل تشويق، وعدا ذلك لا أجد أن تسمية مهرجان "هلا فبراير الثقافي" صحيحة، بل هي أقرب لمهرجان ندوات ومحاضرات تفوقت على بعضها في نشر الملل بين الجمهور مع كل أسف.

قفلة:

نحن شعب حين تقترب أعياده الوطنية يخاف من الفرح، لأن استهتار المراهقين مبالغ فيه بسبب الكبت وقلة الفعاليات المسلية للنشء طوال العام، لذا نتمنى ألا نسمع عن حوادث دهس وموت للمشاركين في المسيرة الوطنية ككل عام!