«الكنيسة المرقسية»... تحكي تاريخ «المسيحية» في مصر

نشر في 12-01-2016 | 00:01
آخر تحديث 12-01-2016 | 00:01
• الأقدم في إفريقيا والشرق الأوسط

في منطقة محطة الرمل، بوسط مدينة الإسكندرية الساحلية بمصر، وعلى مساحة أرض شاسعة، يقع مقر {الكنيسة المرقسية} أقدم كنيسة في الشرق والأوسط وإفريقيا، بشارع يحمل اسم شارع كنيسة الأقباط.
يعود إنشاء  {الكنيسة المرقسية} إلى عام 62 ميلادية- مع بداية دخول المسيحية مصر- على يد مؤسسها {القديس مارمرقس} وعقب وفاته عام 68 ميلادية وضع جثمانه بالكنيسة وقتها {منزله آنذاك} وظل {المنزل- أو الكنيسة}، يستعمل للصلاة حتى بداية القرن الرابع الميلادي، وبعد ذلك تم هدمه وبناء كنيسة في موقعه، إضافة إلى ما صاحب ذلك من توسعات على مدار التاريخ إلى الآن.

تحظى {المرقسية} بمكانة خاصة لدى الأقباط المصريين، والعرب والأفارقة خصوصاً، حيث تعتبر مقر {الكرسي البابوي} للكنيسة الأرثوذكسية المصرية لذا يطلق على بابا الأقباط المصريين لقب {بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية} نسبة إلى وجود المقر البابوي، بالإسكندرية وخروج المسيحية منها أساسا، حتى منتصف القرن الحادي عشر (1066م) عندما نقل البابا خريستوذولوس مقر البطريركية إلى القاهرة، وكانت قبل ذلك التاريخ، المدينة الساحلية هي المقر الرئيس لبابا الأقباط المصريين.

 وبحسب الأب مكاريوس وهيب- كاهن الكنيسة- يحوي مقر {المرقسية} في الإسكندرية رفات نحو 47 من {بطاركة الأقباط المصريين} ابتداء من مارمرقس – رقم1 حتى البابا شنودة الأول – البطريرك الخامس والخمسين، كذلك فيها تمت سيامة عدد من البطاركة، إضافة إلى مقتيناتهم، لذا يحظى المكان الذي يعتبر مزاراً بمكانة وقدسية خاصة لدى الأقباط المصريين والعرب. وداخل الكنيسة حيث الطراز المعماري الأنيق، لوحة رخامية ضخمة بأسماء الأباء البطاركة الراحلين قرب مرقد رفاتهم، الذي يعتبر مزاراً عالمياً مقدساً للأقباط الشرقيين والأفارقة بوجه عام.

 في عام 1947م، تعرّض بعض مباني الكنيسة للشروخ والتهدم، فأعاد البابا يوساب الثاني – رقم 115، بإعادة تشييد الكنيسة الحالية بصورتها الفخمة مستخدماً الخرسانة المسلحة، وافتتحها في عيد مارمرقس في 9 نوفمبر عام 1952م، وكانت توسعتها الثانية والكبرى في عهد البابا الراحل {شنودة الثالث} عام 1990 على غرار بنائها نفسه، حيث تمت التوسعة ونقل الأعمدة الرخامية الضخمة فيها إلى الخارج وإعادتها مجدداً.

 وتضم الكنيسة عدداً من المقتنيات المقدسة لدى الأقباط المصريين والشرقيين خصوصاً، مما يجعلها مزاراً، لا سيما للأقباط بمن فيهم الأجانب، منها جزء من {حجر الجلجثة} التي أقيم عليها صلب السيد المسيح عليه السلام بأورشليم {القدس} وجزء من خشبه صلب المسيح عليه السلام، أهدت للكنيسة من الفاتيكان، وجزء من حجر قبر السيدة مريم العذراء ، إضافة إلى رفات عدد كبير من {بطاركة الكنيسة} الراحلون حتى نحو عام 800 ميلادية.

 أثناء إعادة بناء الكنيسة وتوسيعها بين عامي 1950م و1952م، تم عمل مدفن {مزار الأباء البطاركة} بسرداب تحت مستوى أرضية الكنيسة الحالية بنحو سبعة أمتار وتم تثبيت لوحة رخامية كبيرة بجانب المدخل مكتوبة عليها أسماء الآباء البطاركة باللغات القبطية والعربية والإنكليزية، خلفاء القديس مرقس الرسول حتى منتصف القرن الحادي عشر (1066م) عندما نقل البابا خريستوذولوس مقر البطريركية إلى القاهرة.

 تزينت الكنيسة المرقسية خلال احتفالات الأقباط المصريين، بعيد الميلاد المجيد أخيراً وشارك الآلاف الأقباط في صلوات القداس التي أقيمت داخل الكنيسة، برئاسة القمص رويس مرقص- وكيل البطريركية ونائب البابا تواضروس الثاني بالمدينة الساحلية- حيث يحرص الأقباط الاسكندريون عادة، على بدء صوات الأعياد بـ{المرقسية} باعتبارها مكاناً يحظى بمكانة خاصة لديهم، بما فيهم {البابا تواضروس} نفسه، الذي يحرص على إقامة {عظته الشهرية} خلال زياراته للمدينة الساحلية بالكنيسة نفسها، التي شهدت مراسم جنازة والدته، منذ قرابة العامين.

back to top