انقسام «حزب الشاي» يشق الجمهوريين

نشر في 23-01-2016 | 00:00
آخر تحديث 23-01-2016 | 00:00
No Image Caption
ساندرز يصعد خطابه ضد كلينتون عشية انتخابات أيوا
عشية بدء أولى الجولات الانتخابية الحزبية في معركة الرئاسة الأميركية في ولاية أيوا ، يصح القول، إن خلطاً كبيراً جارياً لأوراق تلك المعركة، على ضوء استطلاعات الرأي الأخيرة والاصطفافات السياسية والحزبية لدى الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء.

وتبعاً لاستطلاع أجرته شبكة «سي إن إن» المتلفزة، فقد حصل البليونير دونالد ترامب على 37 في المئة من أصوات التفضيل في ولاية أيوا، مقابل 26 في المئة للسيناتور الجمهوري المحافظ تيد كروز، و 14 في المئة للسيناتور ماركو روبيو.

كما حصل المرشح الديمقراطي اليساري السيناتور بيرني ساندرز على 51 في المئة، مقابل 43 في المئة لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.

غير أن المفاجأة كانت في الانقسام الذي شق المؤسسة الحزبية الجمهورية ، حيث عبرت قيادات وازنة فيه أمثال السيناتور جون ماكين وأورين هاتش وبوب دول وحاكم ولاية أيوا تيري برانستد عن تخوفها من انتخاب تيد كروز مرشحاً للحزب، قائلين، إن ربحه للمعركة قد يؤدي إلى خسارة الحزب الرئاسة وتسليمها للديمقراطيين.

واعتبر هؤلاء وغيرهم من الجمهوريين أن خطاب كروز الأيديولوجي ومواقفه العدائية تجاه المؤسسة الحزبية، ووصفه إياها بالفاسدة وعدم قدرته على إدارة علاقة طبيعية مع الديمقراطيين، وتجاربهم معه خلال عمليات التصويت التي أدت إلى إغلاق الحكومة الأميركية مرتين في عهد باراك أوباما على خلفية إقرار الموازنة، هي أمور تجعل من الصعوبة تسويقه مرشحاً قادراً على إعادة توحيد الأميركيين.  

وعلى رغم عدم إنحيازهم إلى ترامب وتفضيلهم لروبيو، فإنهم يدركون صعوبة تسويقه ودعمه مقابل ترامب، الذي كسب على الأقل ثقة الجمهوريين في قضيتين رئيسيتين، ملف المهاجرين غير الشرعيين وإعادة بناء الاقتصاد.

كما فاجأ ترامب الجمهوريين باستمالته سارة بايلن أحد أبرز رموز «التي بارتي» (حزب الشاي) الأكثر محافظة، والتي رشحها جون ماكين نائبة له في مواجهة باراك أوباما عام 2008.

في المقابل، انضم غلين بيك أحد أبرز وجوه «حزب الشاي» ونجوم «التوك شو» إلى حملة تيد كروز، لتكتمل الفوضى التي تضرب الحزب الجمهوري في هذه المعركة المصيرية.

مخاوف المؤسسة الحزبية الجمهورية عززتها استطلاعات الرأي التي كشفت أن المرشح الديمقراطي بيرني ساندرز قادر على هزيمة كل من ترامب وكروز وروبيو، مثله مثل هيلاري كلينتون، في حال فوز أي منهما بترشيح الحزب الديمقراطي.

نتائج أعطت ساندرز جرعة كبيرة من الثقة دفعته الى تصعيد خطابه وهجومه السياسي على كلينتون، مستفيداً من التقدم الكبير الذي يحققه في ولايتي أيوا ونيوهامبشير، حيث يستعد لتكثيف حملته الانتخابية في الولايات ذات الغالبية الملونة والأقليات.

ويرى مراقبون، أن اللقاء المفتوح أو «التاون هول ميتينغ» الذي ستجريه محطة «سي إن إن» بين ساندرز وكلينتون ومارتن أومالي بعد غد، قد لا يغير كثيراً في استطلاعات التفضيل، مع تزايد الضغوط على كلينتون وإعادة تحريك ملف بريدها الإلكتروني، مما وضعها في موقف دفاعي صعب جداً أمام جمهور الحزب الديمقراطي بكل أجنحته، الذي بات أكثر تشكيكاً في نزاهتها السياسية وفي سطوة سلطة المال والمؤسسات المصرفية الكبرى عليها.

back to top