المتنبي... والتركيبة السكانية

نشر في 12-01-2016
آخر تحديث 12-01-2016 | 00:00
 يوسف عبدالله العنيزي  يحكى أن رجلاً أنعم الله عليه بكثير من الخيرات: مزارع مليئة بالأشجار المثمرة، وبحيرات وينابيع مياه عذبة، فكان محل حسد من جيرانه، ونظراً لحاجته إلى المساعدة فقد ذهب إلى المدينة المجاورة، حيث قام بشراء ثور ضخم قوي، وعاد الرجل إلى مدينته ساحباً ثوره بحبل متين، وأثناء سيره أمطرت السماء وبرق البرق وعصف الرعد، فبحث الرجل عن شجرة وارفة استظل بها وأسند رأسه على جذعها، وراح في سبات عميق والثور بجانبه.

 في تلك الأثناء خرج من بين الأشجار أسد ضخم قام بافتراس الثور بأكمله، ونزع الحبل من رأس الثور ووضعه في رقبته وجلس بجانب الرجل، استيقظ الرجل من سباته، وقد أسدل الليل ستائره على الكون، فأمسك طرف الحبل يجره، وهو يظن أن من يمشي خلفه هو ثوره الذي اشتراه، في الطريق التقى الرجل بأحد معارفه، فأبلغه بذهابه إلى المدينة لشراء هذا الثور الذي يجره.

 نظر الصديق إلى الأسد وقد برزت أنيابه، وهي تقطر دماً من لحم الثور الذي افترسه، فتذكر قول المتنبي:

إذا رَأيْتَ نُيُوبَ اللّيْثِ بارِزَةً    فَلا تَظُنّنّ أنّ اللّيْثَ يَبْتَسِمُ

ثم نظر الصديق إلى الرجل قائلا: "يابو فلان إذا برق البرق شوف اضروس ثورك".

ومنا إلى من يهمه الأمر.

وماذا بعد؟

كتبنا عن التركيبة السكانية، وعن الفيل الذي كبر، كما تناول الموضوع عدد من الإخوة والأخوات كتّاب الرأي بالصحف المحلية، وكل الشكر والتقدير لوزارة الداخلية ورجالها المخلصين، في متابعة مخالفي الإقامة والمطلوبين للعدالة وإبعادهم عن البلاد، ولكني أعتقد أن تلك الإجراءات تحتاج إلى تعاون من كل وزارات الدولة ومؤسساتها، ومتابعة لأصل المشكلة المتمثل بالشركات الوهمية وفئه تجار الإقامات، ثم ما الذي يمنع من منح بعض الشركات الخاصة الامتياز في إنشاء مدن عمالية تتميز بالنظافة، وتتوافر فيها مقومات الحياة كالصحة والأمان؟

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top