استبقت موسكو استئناف مفاوضات «جنيف3» ووجهت، أمس، رسالة علنية عبر الإعلام إلى حليفها السوري بشار الأسد، دعته فيها إلى إبداء المرونة  في الجولة الثانية المرتقب انطلاقها في العاشر من أبريل الجاري، بالتزامن مع اتهام باريس وواشنطن لنظامه بخرق الهدنة وارتكاب أعمال مروعة في غوطة دمشق. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في مؤتمر صحافي عبر الهاتف، «نأمل أن تستمر هذه المشاركة لوفد دمشق بطريقة بناءة، وإظهار المرونة اللازمة بالطبع في إطار الحدود الممكنة»، مضيفاً: «يجب أن تشمل المفاوضات الجميع، بما في ذلك الأكراد من أجل التوصل إلى حل دائم حقيقي، وتمكين السوريين من تقرير مصيرهم بأنفسهم». ووصف وزير الخارجية سيرغي لافروف، أمس، تقارير عن اتفاق مزعوم بين روسيا والولايات المتحدة بشأن مصير الأسد وترحيله إلى دولة ثالثة، بأنها «تسريبات قذرة».

Ad

وقال لافروف، خلال مؤتمر صحافي: «شركاؤنا الأميركيون لايستطيعون التشكيك علناً في هذه المعادلة، التي تنص على أن الشعب السوري وحده هو الذي يقرر جميع الأمور المتعلقة بمستقبل سورية».  وأضاف لافروف: «من خلال هذه التسريبات القذرة، التي تشوه الواقع، نرى بوضوح عجز واشنطن عن إجبار بعض حلفائها في المنطقة وأوروبا على منح الشعب السوري الحق السيادي في تقرير مصيره واختيار من سيقوده».

ومع ارتفاع حصيلة قتلى غارات الأسد على منطقة دير العصافير في غوطة دمشق الشرقية إلى 33 معظمهم أطفال ونساء، اتهمت فرنسا، أمس، دمشق بخرق الهدنة بقصفها المدنيين، وضرب الجهود التي تبذلها الأسرة الدولية لإيجاد حل سياسي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال، إن «استهداف المدنيين عمداً يظهر أن النظام يواصل ممارساته وينتهك الهدنة». وأضاف: «هذا العمل الدنيء يهدف إلى ترويع الشعب السوري وتقويض جهود الأسرة الدولية لإيجاد حل سياسي» للنزاع. وفي وقت سابق، أكدت وزارة الخارجية الأميركية، أنها «رُوعت باستهداف مدرسة ومستشفى في ريف دمشق»، مشيرة إلى أنها «تدين بأشد العبارات جميع الهجمات التي تستهدف المدنيين مباشرة». وذكرت وزارة الخارجية، في رد فعلها النادر لإدانة غارات الأسد، أن «النظام تعهد بالتنفيذ الكامل للقرار 2254 الصادر من مجلس الأمن للأمم المتحدة، والذي يدعو إلى وقف فوري لجميع الهجمات ضد المدنيين». إلى ذلك، قال المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل ستيف وارين، لمراسلي وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس، إن واشنطن بدأت تدريب "عشرات" من مقاتلي المعارضة السورية، لمواجهة "داعش"، في إطار برنامج معدل يهدف لتجنب أخطاء شابت أول مسعى لتدريب أولئك المقاتلين في تركيا العام الماضي، موضحاً أن البرنامج الجديد لم يخرج حتى الآن أي مقاتلين.