لم يعد عدم توفر النصاب القانوني للجلسات الانتخابية الرئاسية حدثاً يدرج في سجلات السياسة اللبنانية، فبعد 38 جلسة عقيمة أبى خلالها فريق قوى "8 آذار" باستثناء كتلة "التنمية والتحرير" عدم المشاركة، حدد رئيس مجلس النواب نبيه بري 10 مايو موعداً للجولة 39 الرئاسية، بعدما خرقها أمس تراجع إضافي في نسبة الحضور النيابي، الذي كان سجّل إثر عودة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى لبنان مشاركة 72 نائبا، قبل ان يصبح في الجلسة الماضية 62 ليصل أمس إلى 53 نائبا فقط، غاب عنهم الحريري ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط.
وقالت مصادر مطلعة، إن "جملة عوامل تضافرت على الساحة المحلية أخيرا تحمل على الاعتقاد ان حظوظ انتخاب مرشحي الصف الاول انعدمت، وبدأت مسيرة البحث عن مرشح توافقي من الصف الثاني". وتتردد في هذا المجال ثلاثة اسماء كشفها وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي في حديث صحافي مساء أمس الأول هي قائد الجيش العماد جان قهوجي، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والوزير السابق جان عبيد.السنيورة و عدوانإلى ذلك، أكد رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة من مجلس النواب أمس أن "من يستمر بالتعطيل يتحمل المسؤولية الكبرى، ومن يعطل هما حزب الله والعماد ميشال عون، وهذا الأمر برسم اللبنانيين ويقابل دوليا بكثير من الاستغراب والاستهجان".كما اعتبر نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان من مجلس النواب أمس ان "حزب الله لم يفعل شيئا لدعم العماد عون رغم ان المرشح الآخر هو من صلب فريق 8 آذار"، مشيراً الى أنه "من يتحمل المسؤولية الكبرى في التعطيل هو حزب الله فأعلن دعمه للعماد عون وعندما أعلنا دعمنا للعماد عون انكفأ الحزب".وعن الجلسة التشريعية، قال عدوان: "تمنيت على الرئيس السنيورة أن يكون هناك تمسك بطرح قانون الانتخاب" خلال الجلسات. وأضاف: "هناك تمايز مع المستقبل، ولكن مشروعنا واحد هو قيام الدولة اللبنانية، ومشروعان جديان للمختلط واحد تقدمنا به مع التقدمي والمستقبل، وآخر تقدمت به حركة أمل فلنأت إلى الهيئة العامة للتصويت على الفوارق".وأشار الى أن "القانون الذي يمكن ان يحظى بأكبر تأييد ممكن هو المختلط، لأن النسبية المطلقة او الأكثرية المطلقة مرفوضة من الأطراف المتقابلة". وختم: "سنبقى إلى جانب العماد عون حتى آخر لحظة، وإذا وضع قانون الانتخاب على جدول الأعمال وتمت مناقشته فلن يتحمل ايا كان عدم تمريره والتصويت عليه أمام الرأي العام".وعاد مجلس الوزراء إلى الاجتماع أمس لاستئناف البحث من حيث انتهت الجلسة الماضية في معالجة مشكلة المديرية العامة لأمن الدولة، بعد محاولات جرت خلال الأيام الماضية لإيجاد المخارج الممكنة، وآخرها الاجتماع الذي عقد أمس الأول بين رئيس الحكومة تمّام سلام ووزير السياحة ميشال فرعون الذي يتابع الملف، ولكن لم يتم التوصل الى حلول.واعتبر وزير الاعلام رمزي جريج قبيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء في السراي الكبير أمس أن "الحل لمسألة جهاز أمن الدولة يكون بتفعيل المؤسسة واعطائها كل الامكانات المادية، أما المشكلة الادارية فينبغي حلها وفق ما ينص عليه القانون".من جهته، اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أن "الحل جايي لعنّا ونحنا رافضينو". بدوره، قال وزير البيئة محمد المشنوق: "لا شيء واضحاً حتى الآن بالنسبة لملف جهاز أمن الدولة، وهناك اقتراح سيتم درسه".أما وزير الاقتصاد آلان حكيم فقال: "باقون على موقفنا من المخصصات السرية لجهة صرفها كاملة". وطالب وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب بأن "تتعامل كل الأجهزة الأمنية بسواسية".وحيدي: قدرات «حزب الله» تضاعفتقال رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية الدفاعية وزير الدفاع الإيراني السابق، العميد أحمد وحيدي، إن قدرات «حزب الله» في لبنان قد تضاعفت عشرات المرات، مقارنة مع آخر حرب خاضها ضد إسرائيل في عام 2006.وفي مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء «فارس»، القريبة من الحرس الثوري، نفى العميد وحيدي ما يقوله البعض من أن قدرات حزب الله قد انخفضت بسبب قتاله في سورية، وقال: «لن يكون كلامنا جزافا لو قلنا إن قدرات المقاومة قد تضاعفت عشرات المرات، مقارنة مع آخر حرب خاضتها ضد الكيان الصهيوني»، وأضاف أن «القضية السورية زادت قدرات المقاومة، ولو لم يتدخل أصدقاؤنا في هذه القضية لكان لبنان اليوم يحترق في نيران الإرهاب، لأن محاولات محمومة كانت قد جرت لنشر الإرهاب في الجنوب وحتى داخل بيروت».
دوليات
لبنان: الجلسة الرئاسية الـ 38 هزيلة وهمس عن عودة «المرشح التوافقي»
19-04-2016