قوات أميركية خاصة تصل إلى العراق وميليشيات شيعية تتوعد بمقاومتها

نشر في 22-03-2016 | 00:00
آخر تحديث 22-03-2016 | 00:00
معتصمو «المنطقة الخضراء» يرفضون «لجنة الرئاسات»
في أزمة جديدة قد تنفجر في وجه الحكومة العراقية، برئاسة حيدر العبادي، ووسط معارضة وتهديدات بعض الميليشيات الشيعية، أعلنت القيادة المركزية لقوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، أمس، عن وصول قوات أميركية خاصة إلى العراق، بالتنسيق مع الحكومة المركزية في بغداد، للمشاركة في الحرب ضد تنظيم داعش.

وقالت القيادة المركزية، في بيان، إن «قوات من وحدة العمليات الخاصة الـ26 المارينز من مشاة البحرية الأميركية التابعة لقاعدة معسكر ليغيون في ولاية نورث كارولاينا وصلت أمس إلى العراق، لدعم العمليات العسكرية للقوات العراقية وقوات التحالف ضد تنظيم داعش».

وأضافت القيادة في بيانها، أن «القوات أرسلت بعد التشاور مع الحكومة العراقية»، مشيرة إلى أن «الوحدة الخاصة الـ26 ستقوم بالتنسيق مع الأسطول البحري الأميركي الخامس الموجود في نطاق منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر، لتأمين الأوضاع الأمنية هناك، فضلاً عن جزء من المحيط الهندي». ولم تكشف القيادة المركزية عن عدد جنود المارينز الذين تم إرسالهم للعراق.

في المقابل، قالت جماعة «عصائب أهل الحق» الشيعي المتشدد المدعوم من إيران، برئاسة قيس الخزعلي، المنشق عن «التيار الصدري»، أمس، إنه سيعتبر قوات مشاة البحرية الأميركية التي نشرت في العراق «قوات احتلال».

وقالت الجماعة من خلال تلفزيون «العهد» التابع لها، إنه «إذا لم تسحب الإدارة الأميركية قواتها فوراً، فإن مقاتليه سيتعاملون معها على أنها قوات احتلال».

جاء هذا التطور، في وقت رفض المعتصمون أمام المنطقة الخضراء، وسط بغداد أمس، ومعظمهم من «التيار الصدري» و«التيار المدني» التعامل مع اللجنة، التي شكلت بعد اجتماع الرئاسات الثلاث مع رؤساء الكتل النيابية، للتفاوض معهم.

وشدد المعتصمون على «ضرورة إنهاء المحاصصة، وتشكيل الحكومة من شخصيات مستقلة تدير مؤسسات الدولة، بعيدا عن سيطرة الأحزاب».

وقال القيادي في «التيار المدني» جاسم الحلفي، إن «مطالب المعتصمين معروفة، وتلخصت بإنهاء المحاصصة، وضرورة البناء السياسي على أساس المواطنة، وتشكيل الحكومة من شخصيات كفوءة ولديها القدرة على أن تدير مؤسسات الدولة، وبعيدة عن سطوة المتنفذين».

وأضاف أن «المطلب الآخر، هو إعادة تشكيل الهيئات المستقلة، وإبعاد جميع الشخصيات ممن جاؤوا نتيجة المحاصصة الحزبية، وأن يكون لدى الحكومة برنامج يستند إلى تخليص القوانين من موضوع المحاصصة، مع ضرورة البناء على أساس المواطنة».

وشدد على «ضرورة فتح ملفات الفساد، ومحاسبة الفاسدين، واسترجاع الأموال التي سرقوها، ومواصلة المعركة من داعش، وبناء وضع أمني سليم وموضوع الخدمات، وإلغاء جميع الضرائب على كاهل محدودي الدخل».

وأكد أن «تشكيل اللجان ليست جديدة، وهي جاءت لامتصاص غضب الشارع»، مبينا أن «وجودنا أصبح أمراً واقعاً، والشعب هو مصدر القوة».

وأضاف الحلفي: «يكفي تشكيل اللجان، والشعب لن يقتنع بها، ما لم تكن ملموسة على الواقع».

بدوره، قال الناشط المدني والمعتصم بهجت طالب، إن «اجتماع الرئاسات الثلاث، هو اجتماع الشيطان، ومطلبنا تشكيل حكومة تكنوقراط».

وأضاف أن «مطالب الصدر والمدنيين واضحة، فالأحزاب فاسدة ودمرت الدولة، وهناك سايكس بيكو جديدة بالمنطقة، لتقسيم البلاد عن طريق الأحزاب السياسية»، مبينا أن «المعتصمين لن يعترفوا باللجان المشكلة بهذا الشأن، ولن نتفاوض مع أي منها».

في المقابل، قال القيادي في ائتلاف دولة القانون، الذي يتزعمه نوري المالكي، عامر الخزاعي، أمس، إن «رئيس الوزراء حيدر العبادي، هو من أطلق الإصلاحات، وليس غيره، وبالتالي يجب ألا يزايد أحد عليه»، مبينا أن «العبادي ليس هو صاحب الرأي الأول والأخير بتوقيت الإصلاحات، بسبب الارتباط بالكتل السياسية».

وأضاف أن «الكتل معرقلة للإصلاحات، من خلال تصريحاتها بوسائل إعلام مؤيدة لها، وخلف الكواليس رافضة».

وبيَّن أن «عدم اتفاق مكونات التحالف الوطني على آلية تنفيذ الإصلاحات، بسبب المصالح الوزارية»، لافتا إلى أن «هذه الكتل أكدت أنها قدمت الوزراء الحاليين، كونها تملك أفضل ما لديها».

العبادي

إلى ذلك، هنأ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، الشعب العراقي بعيد النوروز.

وقال في بيان إن «هذه المناسبة تمر علينا وأبطالنا يحققون الانتصارات على العصابات الإرهابية، وتتواصل معها مسيرة الإصلاحات للسير بالبلد إلى الطريق الصحيح». وأعرب عن أمله بأن «تتوحد جهود جميع العراقيين، لتحقيق الاستقرار والرفاهية لشعبنا، وبناء دولة المؤسسات في بلدنا، وتكون أيامنا أعيادا ومسرات، ويتحقق النصر النهائي على الإرهاب، الذي أصبح قريباً».

back to top