الرياض تجدد الثقة بتهدئة اليمن وترسل مساعدات إلى صعدة

نشر في 16-03-2016 | 00:04
آخر تحديث 16-03-2016 | 00:04
No Image Caption
• عسيري: لجنة لمراقبة وقف إطلاق النار ونزع الألغام

• مقتل 40 في غارة لـ «التحالف» على حجة
مع تواصل الجهود الرامية لاستئناف محادثات السلام بين الأطراف اليمنية، أكد التحالف العربي صمود التهدئة في المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية، وفي حين تدفقت مساعدات من مركز الملك سلمان للمستشفى الوحيد الموجود بمعقل الحوثيين في صعدة، واصلت مقاتلات التحالف استهداف مواقع الميليشيات الحوثية في تعز.

بينما تتواصل الجهود السياسية والدبلوماسية الرامية إلى استئناف محادثات السلام بين الأطراف اليمنية، أكد المستشار بمكتب وزير الدفاع السعودي المتحدث باسم تحالف إعادة الشرعية في اليمن العميد أحمد عسيري، أمس، أن التهدئة وتوقف القتال على الحدود بين المملكة واليمن مستمر، كذلك العمل على إزالة الألغام الأرضية.

ونقل حساب قناة "العربية الحدث" على "تويتر" عن عسيري قوله، إن "توقف القتال مؤكد، وأن وساطة قبائل محلية بين الجانبين لا تزال مستمرة"، في حين ترددت أنباء عن تعزيز الوساطة بلجنة ميدانية تشرف على تثبيت وقف إطلاق النار ونزع الألغام، مما يمثل تقدماً واضحاً على صعيد التفاهمات غير المعلنة بين الرياض والحوثيين.

مساعدات سعودية

في موازاة ذلك، قام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتعاون والتنسيق مع قوات التحالف والجهات المختصة في المملكة، بإدخال المزيد من المواد الإغاثية والمستلزمات الطبية، إلى محافظة صعدة معقل التمرد الحوثي في اليمن.

وتأتي هذه المساعدات تأكيداً على حرص المركز على إيصال مساعداته إلى محافظات اليمن كافة، ومنها صعدة، التي تم إرسال 220 طناً من المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية لها، والتي ستدعم أعمال مستشفى "السلام"، الذي لا يزال يقدم خدماته للمواطنين اليمنيين دون تمييز بدعم وتمويل كاملين من المملكة.

يذكر أن صعدة لا يوجد فيها سوى مستشفى "السلام"، الذي تم انشاؤه بمنحة سعودية عام 1982.

مخرج وخلافات

على صعيد آخر، قالت قناة "العربية" الفضائية، إن مصادر سياسية مقربة من الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح كشفت عن فشله للمرة الثالثة في الحصول على مخرج آمن لمغادرة اليمن، وسط حديث عن اتساع هوة الخلافات بين صالح وحلفائه الحوثيين الباحثين أيضاً عن مخرج، بعيداً عن العقوبات الدولية المفروضة على قادتهم من مجلس الأمن.

تطورات ميدانية

في المقابل، وعلى الرغم من التقدم السياسي، لا تزال التطورات الميدانية تتصاعد في الجبهات الداخلية باليمن، حيث أكد عسيري، أمس، أن الوضع العسكري في مدينة تعز يتحسن بشكل إيجابي؛ بعد تمكن القوات الحكومية بدعم من التحالف من فك حصار الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي صالح عنها جنوباً وغرباً.

محاور تعز

وشن التحالف، الذي تقوده السعودية، أمس، غارات جوية على عدة مواقع للميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق في مدينة تعز، بالتزامن مع اندلاع اشتباكات عنيفة وانفجارات في منطقة جبل هان ومحيط موقع الدفاع الجوي شمال غربي المدينة.

وشمل قصف التحالف شمال تعز وشرقها، إلى جانب جبل أومان، فيما تستمر الاشتباكات غربي المدينة.

وقالت مصادر عسكرية، إن "23 من المتمردين قتلوا في معارك عنيفة، عقب سيطرة الجيش وقوات المقاومة الموالية للحكومة على معسكر الدفاع الجوي، وتبّة الدفاع الجوي في شارع الستين، بالأطراف الشمالية لتعز".

وأكد قائد محور تعز العميد يوسف الشراجي، أن الجيش والمقاومة يقاتلان من أجل فك الحصار عن المدينة بالكامل واستعادة السيطرة على كافة مناطقها، بعد فتح الطريق الرابط بين تعز وعدن من الجهة الجنوبية الغربية.

من جانب آخر، شنت الميليشيات الحوثية حملة اعتقالات في أوساط الشباب وسكان الأطراف الشرقية لتعز، كما نشرت تعزيزات عسكرية في جبال منطقة القاعدة المطلة على ضاحية الجند ومطار تعز.

ولا تزال المناطق الشمالية من اليمن، بما فيها العاصمة صنعاء، تحت سيطرة الميليشيات المتمردة، منذ انقلابها على الشرعية في سبتمبر من عام 2014.

استنزاف للانقلابيين

في غضون ذلك، ندد محافظ تعز علي المعمري، بالحرب الوحشية التي تعرضت لها تعز على أيدي عناصر الميليشيات المتمردة.

وقال: "رغم العدوان الغاشم الذي خلف نحو 1800 شهيد و9 آلاف جريح، فإن تعز مثلت جبهة استنزاف للانقلابيين"، مضيفاً أن "القصف الذي مارسه الانقلابيون على مدى عشرة أشهر على أحياء تعز تسبب في تدمير شبه كلي للبنية التحتية".

غارة حجة وتحرير البيضاء

في سياق آخر، قتل حوالي 40 شخصاً في غارة لطائرات التحالف العربي على منطقة في محافظة الحجة الحدودية مع السعودية.

وقالت إذاعة مونتي كارلو الفرنسية، إن الغارات أصابت سوقاً شعبياً.

وأكد محافظ البيضاء، نايف القيسي، قرب تحرير المحافظة من ميليشيات الحوثي وصالح، عبر خطة عسكرية وضعت من قبل الجيش الوطني وقوات التحالف، يتوقع بدء تنفيذها خلال أيام.

وأضاف القيسي، في تصريحات، أن الخطة ستعتمد على تحرك "اللواء 117" المعد لعملية تحرير البيضاء، وتأمينه وتحصينه من أي عملية إرهابية قد تقوم بها الميليشيات كردة فعل، إضافة إلى دخول كتيبتين أنهتا تدريباتهما العسكرية في قاعدة "العند"، وجهز أفرادهما بكل ما يحتاجونه من قطع عسكرية ومدرعات مخصصة للمواجهات.

وأشار محافظ البيضاء، إلى أن المقاومة لديها القدرة على طرد المتمردين وتحرير مركز المحافظة في وقت قياسي، لكن المشكلة تكمن فيما بعد عملية البيضاء، التي تعد أحد أبرز معاقل تنظيم "القاعدة" في اليمن.

في السياق، واصلت القوات الأمنية في عدن تطبيق المرحلة الثانية من خطتها الأمنية لاستعادة الاستقرار وملاحقة عناصر "القاعدة" التي تتحصن بمديرية المنصورة.

back to top