مع تواصل جهود الأمم المتحدة لعقد جولة جديدة من مفاوضات السلام بين الحكومة اليمنية والمتمردين، اجتمع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بالمبعوث الأممي الخاص إسماعيل ولد الشيخ، الذي وصل إلى الرياض صباح أمس، قادماً من العاصمة اليمنية (صنعاء)، التي عقد فيها مشاورات مع ممثلين عن جماعة "أنصار الله" الحوثية وحزب "المؤتمر"، بزعامة الرئيس اليمني السابق علي صالح.

Ad

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر يمنية في الرياض، أن ولد الشيخ استعرض مع هادي، المقيم في الرياض، شروط جماعة الحوثي وحزب صالح للدخول في مشاورات سياسية جديدة تؤدي إلى السلام وعودة الشرعية في اليمن.

وأنهى المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس الأول، زيارة إلى صنعاء استمرت ثلاثة أيام، بعد مشاورات أجراها في سلطنة عمان.

المخلافي

في غضون ذلك، أعرب وزير الخارجية اليمني د. عبدالملك المخلافي، عن ترحيب بلاده بموافقة الكويت على استضافة جولة مشاورات سلام، التي يتوقع عقدها نهاية الشهر الجاري، أو بداية أبريل المقبل، مؤكدا دور الكويت الكبير الذي قامت وما زالت في دعم القضايا اليمنية، ولاسيما الحوارات اليمنية ـ اليمنية، متمنياً أن تكون الكويت المحطة الأخيرة التي تحل فيها المشكلات اليمنية كافة.

وأشار إلى ترحيب الأمم المتحدة باستضافة الكويت للمفاوضات، لافتاً إلى أن عقد المشاورات مرهون بـ"موقف الانقلابيين حيال المشاورات، حيث لم يفصحوا عنه".

وعقد طرفا النزاع جولة مباحثات في سويسرا من 15 إلى 20 ديسمبر الماضي، من دون التوصل إلى نتائج تذكر.

حشد صالح

في موازاة ذلك، سعى صالح إلى احتواء تداعيات تسريب أنباء عن مطالبته بخروج آمن من اليمن، بدعوة أنصاره إلى الاحتشاد بكثافة في ميدان السبعين صباح السبت المقبل.

وأفادت تقارير يمنية، أمس، بأن صالح سيصدر بيانا رسميا في وقت قريب، يؤكد فيه أنه لن يغادر اليمن، وليس لديه أي خيار سوى البقاء فيه، أو الموت بوطنه، وسط أنباء عن اتساع هوة الخلاف بين الحوثيين وحزب صالح.

في المقابل، تمسك وزير الإعلام اليمني محمد قباطي، برأي الحكومة الشرعية الرافضة لمناقشة أي خروج آمن للمتمردين، معتبرا أن "صالح فوَّت على نفسه فرصة لا تعوض من أجل مواصلة العبث وإضاعة الوقت".

خسائر حوثية

في هذه الأثناء، تواصلت المعارك بين القوات الحكومية والميليشيات على عدة جبهات بأنحاء اليمن.

وأكدت مصادر عسكرية مقتل 36 عنصراً من الحوثيين في مواجهات مع المقاومة الشعبية في محافظات تعز وشبوة والبيضاء.

وتزامنت الاشتباكات مع غارات جوية لمقاتلات التحالف، حيث استهدفت تعزيزات عسكرية للميليشيات في منطقة عقبة القنذع، التي تفصل بين محافظتي البيضاء وشبوة، كانت قادمة من محافظة البيضاء.

وفي السياق، كشف مصدر في المقاومة، أن قيادياً في جماعة الحوثي يدعى حميد المكرمي قتل في مواجهات مع قوات الحكومة، أمس الأول، في محافظة الجوف المحاذية للحدود السعودية.

يأتي ذلك، فيما أكد نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء خالد بحاح ضرورة تعزيز الوحدات العسكرية في محافظة تعز ومدها بالعتاد اللازم، وذلك خلال اجتماعه بقيادات عسكرية يمنية في عدن.

من جهة أخرى، حذرت مصادر بـ«مقاومة تعز» من نفاد ذخيرتها بالمناطق التي استعادتها قبل 10 أيام من قبضة الميليشيات الحوثية غرب مدينة تعز. وقالت مصادر محلية إن الميليشيات تمكنت من استعادة حدائق الصالح ونقطة الضباب، وفرضت الحصار مجددا على المدينة من الجهة الغربية.