يوسف لـ الجريدة•: شواغل مصر الأمنية تُقيِّدها خارجياً

نشر في 04-04-2016 | 00:00
آخر تحديث 04-04-2016 | 00:00
No Image Caption
قال المدير الأسبق لمعهد البحوث العربية، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة أحمد يوسف إن شواغل مصر الأمنية تقيد تحركها خارجياً، مضيفاً في مقابلة مع "الجريدة" أن تأجيل القمة العربية يؤشّر إلى تنامي المخاوف من تحلل المؤسسات العربية، ومنها «جامعة الدول»، وفي ما يلي نص المقابلة:

• كيف تقيِّم أداء الرئيس عبدالفتاح السيسي عربياً بعد عامين في الحكم؟

ـ العلاقات العربية تطورت في عهد السيسي، وحدث انفتاح خارجي بصفة عامة في محاولة للتغلب على العزلة الدولية، وكان الانعكاس الأهم عربياً هو علاقة مصر بقطر، التي تأثرت بسبب اعتبار قطر ما حدث انقلاباً عسكرياً، وفي المقابل هناك تطور إيجابي ملحوظ في العلاقات مع باقي دول مجلس التعاون الخليجي خاصة السعودية والكويت والإمارات والبحرين، أما عُمان فلم يحدث تغيير سلبي أو إيجابي في العلاقات، أما العلاقات مع باقي الدول العربية فهي عادية.

• هل هناك تقييد لمصر خارجياً؟

ـ الشواغل الأمنية المصرية هي التي تقيد أي تحرك مصري خارجياً، وهذا بدا في موقف مصر الرافض للتدخل برياً في سورية واليمن.

• ما مصير القمة العربية بعد التأجيل؟

ـ فكرة التأجيل بحجة أن الظروف غير مواتية تهدم دورية القمة، لأن الانعقاد الدوري لمؤسسات أو هيئات الجامعة لا يتوقف على الظروف، بل هو جزء من مؤسسة الجامعة العربية، ويمكن أن يؤثر موقف المغرب على القمة بالنسبة لمستوى التمثيل، ومصير القمة لا يمكن فصله عن الوضع بالغ السوء للنظام العربي، ويمكن أن يكون التأجيل بداية لتحلل في المؤسسات العربية ومنها "الجامعة العربية".

•كيف ترى مستقبل سورية بعد الانسحاب الروسي ومؤتمر "جنيف 3"؟

ـ هناك عدد من الاتجاهات غير المؤكدة في الموقف السوري، أولها وقف إطلاق النار، ومحاولات التسوية التي تشير إلى أن جميع الأطراف أنهكت من الصراع، خاصة أن التدخل الروسي خلق نوعاً من التوازن، وأن هناك إحساساً بأنه آن الأوان للتسوية والجولة الأخيرة من مفاوضات جنيف تشير إلى ذلك، الأمر الثاني أن عملية التسوية ليست سهلة لكثرة أطراف الصراع عربياً وإقليمياً ودولياً، وسوف تتحقق التسوية حال اتفاق الدولتين اللتين تمسكان بزمام الأمر: روسيا بجانب النظام السوري، والسعودية من جانب تحالف المعارضة، ثالثاً تنفيذ التسوية حال إقرارها صعب جداً، بداية من وقف إطلاق النار وإجراء الانتخابات ودحر الإرهاب، الأمر الذي قد يستغرق ثلاث سنوات لالتقاط الأنفاس وإعادة إعمار سورية.

• هل الوضع مرشح لتصاعد الخلافات العربية - العربية؟

ـ الوضع العربي به ما يكفي لتصاعد الخلافات، فهناك استقطاب حاد في الوطن العربي وقضايا خلافية شديدة، فالوضع في العراق واليمن غير مستقر، وخطير جدا في سورية وليبيا، ونتيجة لسوء الأوضاع العربية تحدث خلافات بين الدول كالخلاف السعودي – العراقي بسبب الموقف من "حزب الله" وإيران.

• هل ترى آفاقاً جديدة للتسوية الفلسطينية؟

ـ سوء الوضع العربي أدى إلى تراجع القضية الفلسطينية إلى قاع الأولويات العربية، ولم يعد هناك حديث عن أية مبادرات عربية تتعلق بتسوية القضية الفلسطينية ونسمع جعجعة ولا نرى طحيناً والقضية لم يعد لها إلا أبناء فلسطين.

• ما تعليقك على قرار اعتبار "حزب الله" منظمة إرهابية؟

ـ هذا قرار سياسي يعبر عن موقف سياسي وتنفيذه في لبنان مستحيل ولا تترتب عليه أية التزامات بالنسبة للدول العربية الأخرى، وهو موضوع بالغ التعقيد، لأن "حزب الله" له صفتان، الأولى أنه مقاوم لإسرائيل وبالتالي يحظى بتقدير أطراف عربية، والثانية أنه حزب قوي سياسياً ومسلح في لبنان، بما يُكسبه "فيتو" على السياسة اللبنانية، وهذا مرفوض، كما أن تنفيذ القرار غاية في الصعوبة داخل لبنان، ويعقد الأوضاع هناك.

• كيف ترى الاتفاق الأخير بين مصر و«حماس»؟

ـ مصر لا تستطيع أن تتخلى عن ورقة "حماس"، كما أن "حماس" حريصة على علاقاتها مع مصر لموقفها من القضية الفلسطينية، ولذلك من المتصور وجود مباحثات لتوضيح بعض الأمور، ومنع العلاقة من التدهور ولضمان مصالح الطرفين.

back to top