إرغوفين، التي شاركت أليس وينوكور في كتابة Mustang، لا تُعتبر واقعية متشددة. فيحتوي هذا العمل عنصراً من الاحتجاز والهرب (سواء صدقته بالكامل أو لا) شبيهاً بما نراه عادة في القصص. تعيش الفتيات مع جدتهن (نهال كولداس، التي تروح تتكلم بسرعة كالدجاج حين تتعرض للضغوط) وعمهن المتشدد إرول (أيبيركم بيكان). لا يستطيعان فهم الفتيات بأساليبهن الغربية، ميولهن الجنسية المتفتحة، سراويلهن القصيرة من الجينز، ونظرتهن الوقحة إلى ما يعنيه كون المرأة خاضعة ومطيعة في هذه المنطقة من العالم.

Ad

مصنع للزوجات

تصور الثرثرات في القرية الفتيات كفتيات هوى فقط لأنهن يلهين قليلاً في الماء مع بعض الصبية المحليين. فتقرر الجدة والعم، نتيجة لذلك، احتجازهن إلى حد ما في المنزل الذي لا يبعد كثيراً عن البحر الأسود. فيتحول المنزل، كما تخبرنا الراوية لال، إلى "مصنع للزوجات” حيث يأخذن دروساً في طريقة صنع "الدولما”، يخضعن "لفحوص عذرية” يمنعها الطب، ويقمن بتمرد مشوق حين ينضممن سراً إلى النساء في القرية لمشاهدة مباراة في كرة القدم في القرية المجاورة.

تُعتبر المسائل التي يتناولها Mustang جدية إلى أبعد الحدود، إلا أن وتيرة هذا العمل ونبرته حادتان، مندفعتان، وحيويتان على نحو ذكي، على غرار النساء اللواتي يروي قصتهن. لكن النص لا يخصص دوماً الوقت والمشاهد الكافية ليوضح الصعوبات التي تواجه الأخوات الخمس. على نحو مماثل، يبدو ظهور سائق الشاحنة المحلي المتعاطف المتكرر مناسباً أكثر منه مقنعاً. رغم ذلك، يحفل Mustang بالمشاعر، فضلاً عن الإحساس بمرور الوقت بسرعة، حتى مع رفض تقاليد الأجداد التبدل. نتيجة لذلك، يكون الحل الوحيد بالنسبة إلى شابة في ظروف مماثلة، وفق هذا الفيلم، التخطيط للهرب.

لكن بعض النقاد الأتراك (من الرجال بالتأكيد) اعترضوا على تصوير Mustang للمناطق الريفية التركية العصرية بهذه الطريقة، ووصف إرغوفين الرجل المسلم كشخصية متسلطة عنيدة. لا أستطيع تحديد مدى دقة الفيلم في هذا المجال، فضلاً عن أن هذه رواية خيالية. وهكذا يشكل هذا العمل الفيلم السينمائي المؤثر والشامل الأول لهذه المخرجة.