يستعد شرق الولايات المتحدة لعاصفة غير مسبوقة قد "تؤدي الى وقف دورة الحياة الطبيعية" وتشهد تساقطا للثلوج يمكن ان يبلغ 60 سنتيمترا يومي الجمعة والسبت، وخصوصا في العاصمة واشنطن التي اعلنت فيها حالة الطوارىء وتوقفت وسائل النقل المشترك طوال نهاية الاسبوع.

Ad

ونبهت اجهزة الارصاد الجوية من ان "عاصفة شتائية واسعة النطاق ستؤثر على قسم من شرق الولايات المتحدة بين الجمعة ومساء السبت، وتترافق مع رياح عاتية وفيضانات على السواحل".

وقد يتأثر عشرات ملايين الاشخاص من جراء الثلوج في حوالى خمس عشرة ولاية يمكن ان تتراجع فيها درجات الحرارة بعد ظهر الجمعة عندما ستتساقط اكبر كمية من الثلوج وتناهز سرعة الرياح 90 كلم في الساعة.

وفي واشنطن التي يمكن ان تشهد اكبر تساقط للثلوج خلال قرن تقريبا، اعلنت الحكومة الفدرالية وقف العمل في دوائرها ظهر الجمعة، فيما يستعد عدد كبير من الولايات لمواجهة عاصفة ثلجية، حتى كنتاكي التي اعلن حاكمها ايضا اغلاق المكاتب الادارية الجمعة.

واعلنت دائرة الارصاد الجوية الوطنية التي اصدرت تحذيرا من تعرض واشنطن لعاصفة ثلجية، ان "امطارا قوية وثلوجا كثيفة ستؤدي الى ظرووف بالغة الصعوبة وتشكل تهديدا للناس وممتلكاتهم".

واضافت ان "ظروف السفر ستكون محدودة جدا، اذا لم تكن متعذرة عندما ستبلغ العاصفة ذروتها مساء الجمعة والسبت".

وعمدت الهيئة التي تشرف على النقل المشترك في واشنطن الى اتخاذ خطوة استثنائية تمثلت بالاعلان عن اقفال المترو طوال فترة نهاية الاسبوع. وستتوقف الحافلات بعد ظهر الجمعة، فيما سيواصل المترو عمله حتى الساعة 23،00 من مساء الجمعة (الساعة 4،00 ت غ السبت).

وقد ألغيت ايضا مئات الرحلات. واعلنت شركة "امريكان ايرلاينز" الغاء جميع رحلاتها السبت في مطاري واشنطن، وفي مطارات نيويورك الثلاثة، وفي مطاري بالتيمور وفيلادلفيا. واعلنت شركة "يونايتد ايرلاينز" ايضا تعليق رحلاتها الى مطار واشنطن الدولي السبت.

ووجهت تحذيرات الى خمس عشرة ولاية، بدءا بواجهة المحيط الاطلسي (بين نيويورك وكارولاينا الجنوبية) وحتى اركنساس في الجنوب. ويقيم حوالى 70 مليون شخص على امتداد مسار العاصفة التي سميت جوناس.

ومن المتوقع ان تؤدي العاصفة الثلجية الى تساقط ثلوج يمكن ان تبلغ 60 سنتيمترا في بعض الاماكن، وخصوصا في العاصمة الفدرالية، وفي مدن مثل بالتيمور وفيلادلفيا على الارجح.

واعتبر مدير دائرة الارصاد الجوية الوطنية لويس اوكليني في مؤتمر عبر الهاتف مع صحافيين، ان العاصفة "قد تصبح بالغة الخطورة". واضاف "اننا نتحدث عن عاصفة قد تؤدي الى وقف دورة الحياة الطبيعية وهذا ما يحصل الان".

واذا ما صحت هذه التوقعات، فستحتل العاصفة جوناس المرتبة الثانية على صعيد كميات الثلوج الكثيفة المتساقطة خلال يومين على واشنطن، بعد العاصفة المسماة "نيكربوكر" التي تساقطت خلالها 66 سنتيمترا من الثلوج في 1922.

وقد وضعت عمدة واشنطن مورييل بوسير المدينة في حالة "طوارىء بسبب الثلوج" الجمعة، موضحة انها تستطيع بذلك الحصول على مساعدات فدرالية "عندما سنحتاج اليها"، واعلنت اغلاق المدارس الحكومية.

ووضعت ولايتا فيرجينيا وماريلاند المجاورتان في حالة طوارىء ايضا. ويسود تخوف من تراكم الجليد، في الجنوب والشرق، وفي كنتاكي وكارولاينا الشمالية خصوصا.

واعلن عمدة نيويورك بيل دو بلازيو الخميس ان ما بين 20 و30 سنتيمترا من الثلوج قد تتساقط على المدينة بين السبت والاحد.

وعلى غرار مناطق اخرى، شعرت واشنطن بالعاصفة مساء الاربعاء عندما تساقطت الثلوج وتمدد الجليد وتسببا بازدحام سير خانق وعدد كبير من حوادث السير.

وقدمت عمدة واشنطن الاعتذار "لان المدينة لم تتخذ التدابير الضرورية لمواجهة الثلوج"مما ادى الى حصول فوضى شاملة في الشوارع. وذكرت شرطة فيرجينيا صباح الخميس انها تدخلت في 767 حادثا وساعدت 392 سيارة.

حتى باراك اوباما، واجه لدى عودته من معرض السيارات في ديترويت صعوبة في الوصول الى البيت الابيض مساء الاربعاء. فقد احتاج موكبه الذي تعرض لبعض الانزلاقات على الجليد، الى ضعف الوقت العادي من اجل العودة من مطار اندروز في ضاحية العاصمة.

وردا على سؤال عما ينوي الرئيس الرئيس الاميركي فعله خلال هذه العاصفة، قال المتحدث باسمه جوش ارنست "سيبقى دافئا في البيت الابيض على ما اعتقد".