«رائحة القهوة» يطلق العنان لإمكانات ممثلة فرنسية ثمانينية

نشر في 22-04-2016 | 00:01
آخر تحديث 22-04-2016 | 00:01
No Image Caption
«من الجبهة ومن الخلف» يظهر قدرات البولندي نواك
أظهر عرضان أحدهما فرنسي والثاني بولندي إمكانات ممثلة عمرها 86 عاماً وقدرات شاب في تجسيد عدة شخصيات.

ضمن فعاليات مهرجان الكويت الدولي للمونودراما، قُدم عرضان، أمس الأول، على مسرح الدسمة، كان العمل الأول من فرنسا بعنوان "رائحة القهوة" من تأليف وإخراج مهند الهادي وتمثيل الفرنسية جاكلين جاكو، والثاني من بولندا بعنوان "من الجبهة ومن الخلف" تمثيل مونيسيس نواك.

العرض الأول "رائحة القهوة" عمل مستوحى من ديوان "ذاكرة للنسيان" للشاعر الراحل الفلسطيني محمود درويش، كان قد كتبها أثناء حصار بيروت عام 1982. يتناول العرض حكاية امرأة طاعنة في السن تعيش وسط الحرب، الوحدة، والعزلة، والخوف، بعد أن استنفذت القوت، والوقت، والدواء، تصحو على صوت منبه الساعة، وعندما استمعت إلى النشرة الإخبارية تأكدت من أنها لا تزال على قيد الحياة.

وتذهب هذه الشخصية إلى الجمهور كي تشركه في اللعبة المسرحية، فما جرى لها ربما يحدث لأي امرأة موجودة على الخشبة، أو في العالم أجمع، إنها تشبه نساء كثيرات في بلدان مختلفة.

ثقافة الموت

إنها لا تريد مغادرة المكان خوفاً من أن يأتي أحد أولادها ليأخذها معه، وتبقى تنتظر على أمل الخلاص من شبح الموت والقتلة، الذين يغتالون الهواء إذا مر قربهم.

وعندما سمعت صوت الناس أثناء تجمعهم لمباراة كرة، اعتقدت أن السلام قد عمّ، لتكتشف أن المباراة قد جرت بين المتحاربين، وتصفية الحسابات، حيث تسيدت ثقافة الموت في كل مكان.

الإرهاب هنا غير محدد في هوية ما، هل هو الإرهاب الأيديولوجي، أو إرهاب السلطة أو الإرهاب الأسري أو الإرهاب النفسي؟ هي امرأة معزولة، فمن الممكن أن يكون نوع الإرهاب الممارس عليها من قبل أسرتها، كي تعيش هذه العزلة، وأولادها كل واحد منهم بمكان مختلف، أي عائلتها وخذلانها وحبها السابق والقادم وزواجها وفقدانها زوجها، كل هذه الأمور تؤدي إلى عزلة الإنسان، وبالتالي هو إسقاط على الإرهاب غير محدد الهوية.

واللافت في هذا العرض أن الممثلة جاكلين جاكو على الرغم من بلوغها سن 86 عاماً، تثبت حيويتها ولياقتها المبهرة.

العرض البولندي

أما العرض الثاني "من الجبهة ومن الخلف"، فقد تناول الحقبة القديمة من التاريخ البولندي عندما كانت جزءاً من الإمبراطورية الروسية الكبرى والدور الذي لعبته الملكة "جوليانا" في جعل حياة الشعب البولندي مليئة بالمآسي، فكانت المعاناة للكبار والصغار، الأغنياء منهم والفقراء.

امتاز الممثل بصوت جهوري وبقدرة فائقة على إرسال جمل موسيقية عبر الغناء بقوة، وجسد أنماطاً أخرى من الشخصيات ببراعة، وبمشهدية بصرية جميلة.

«مايا» يجمع بين الزوجين بوسهلة وجناتي

وقبيل العرضين، عقد مؤتمر صحافي للعرض المسرحي الجزائري "مايا" في قاعة المؤتمرات في مسرح الدسمة، واستضاف كلا من بطلة العمل الفنانة سعاد جناتي، والمؤلف والمخرج هاشم بوسهلة.

من جهته، أبدى المؤلف والمخرج هشام بوسهلة سعادته بحضور المهرجان وفي دولة الكويت الرائدة في مجال المسرح، ثم أشار إلى أن نص "مايا" قدم عام 1967، وتم عرضه في دول عربية منها السودان والإمارات، وكذلك على الصعيد العالمي، ونال عدة جوائز بينها في بولندا، مضيفاً أن أجمل شيء في هذا المهرجان أن عائلة المونودراما في العالم تجمعت في الكويت بفضل جمال اللهو.

لفت بوسهلة إلى أن هذا النص من تأليفه، وعندما اشتغل فيه عمل عليه برؤيته الإخراجية، ورأى أن أجمل ما في عرض "مايا" أنه جمعه بزوجته الممثلة، وكانت حياتهما طوال الوقت مسرحاً، كونهما من عشاق ومحبي الفن المسرحي.

من جانبها، عبرت الفنانة سعاد جناتي عن الامتنان والتقدير لهذه المشاركة حيث عايشت اللحظات الأولى لهذا المهرجان الجميل، والذي حقق نجاحاً على المستويين العربي والعالمي، وأصبح تظاهرة مسرحية تجمع محبي هذا الفن المسرحي سنوياً، مؤكدة أن تجربة مسرحية "مايا" كانت جديرة بالاهتمام، ومن الأعمال المقربة إلى نفسها.

back to top