قدر رباني رائع
في يوم الثلاثاء الموافق 9 فبراير الجاري استمعت من إذاعة البرنامج الثاني بدولة الكويت إلى البرنامج الجماهيري "همس الحبايب" الذي يعده ويقدمه الدكتور الفاضل أيوب الأيوب، ويخرجه ماهر السيب، وقد أعجبتني قصة حقيقية ذكرها الدكتور أيوب حدثت منذ سنوات مضت، وأحببت أن أذكرها لقراء "الجريدة" لنأخذ منها العظة والعبرة. رجل إيراني صاحب "وانيت" يعمل في دولة الكويت، أوقف "وانيته" في أحد الأماكن وذهب ليقضي حوائج بيته، وبعد رجوعه لم يجد "وانيته" في مكانه، بحث عنه مراراً دون جدوى، فذهب إلى مخفر الشرطة وأبلغهم عن سرقته، وفي المخفر حقق وكيل النيابة جاسم المطوع مع الرجل الذي كان مهموماً وحزيناً ومتضايقاً، لا لسرقة "وانيته" فقط لكن بسبب مبلغ كبير كان داخل درج "الوانيت"، فقد وضع ألفي دينار هي تحويشة عمره، جمعها فلساً فلساً ليعالج بها أولاده الثلاثة المصابين بالعمى، فقد حجز لهم تذاكر سفر إلى إيران لعلاجهم هناك، ولكن سرقة "الوانيت" قضت على كل آماله في علاجهم. بعد أن استمع وكيل النيابة جاسم المطوع إلى الرجل طمأنه وذكّره بالآية الكريمة "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ"، خرج الرجل من المخفر ماشياً على قدميه مكتئب الحال، وبعد يومين عثرت الشرطة على "الوانيت" في منطقة الوفرة، ولكن من دون بنزين وبداخله الألفا دينار، وبعد التحريات اتضح أن مجموعة من الشباب قاموا بسرقته للاستعراض والتقحيص، وبعد نفاد البنزين تركوه في مكان بعيد عن الأنظار.
وقام وكيل النيابة بالاتصال بالرجل وبشره بالعثور على "وانيته" وبداخله الفلوس، فقال الرجل لوكيل النيابة وأنا كذلك عندي لك خبر أحلى، لقد أبصر أولادي الثلاثة بقدرة الله سبحانه وتعالى، فيا سبحان الله هذا الرجل قد حجز تذاكر سفر لعلاج أولاده في إيران، ولكن سرقة "الوانيت" حالت دون ذلك، وخلال يومين فقط رد الله سبحانه وتعالى البصر إلى أولاده، ورد إليه "وانيته" المسروق والألفي دينار، يا سبحان الله، الإنسان لا يعلم ماذا يخبئ له القدر، ولكن عليه عند المصيبة أن يتحلى بالصبر والدعاء والتوكل، وتفويض الأمر لله سبحانه وتعالى القائل: "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ".