لا تزال مواقف التيارين السياسيين الأساسيين على حالها من مبادرة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لترشيح رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون. فرئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري مستمر في خياره القاضي باستغلال الفرصة والذهاب نحو انتخاب رئيس للجمهورية ونقل الوضع اللبناني إلى حالة من الانفراج السياسي في ظل الأوضاع الإقليمية المضطربة، في حين يلف الغموض موقف "حزب الله" الذي أرجأ لقاء كتلة "الوفاء للمقاومة" إلى أجل غير مسمى.

Ad

جعجع

إلى ذلك، أعلن جعجع أن "ما دفعنا لترشيح النائب عون أولاً الشغور الرئاسي المتمادي منذ سنة ونصف، والسبب الثاني هو ترشيح زعيم تيار المردة النائب سليمان فرنجية الذي قطع الطريق على أي مرشح وسطي أو من 14 آذار".

وأضاف جعجع في مقابلة تلفزيونية أمس أنه "من المبكر الحكم على مواقف الفرقاء انطلاقاً من ان المبادرة كانت غير متوقعة، ولذا الفرقاء بحاجة إلى وقت لاستيعابها وبناء موقف عليها"، لافتاً إلى أن "أول من تلقفها بإيجابية كان رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، فالبيان الذي صدر عنه بالأمس لم يحسم ترشيحه لعون، بل اعلن ان الاحتمالات مفتوحة".

وشدد على "أننا سنصل لانتخاب رئيس جمهورية في نهاية المطاف، انما الأمور تأخذ مداها، ومن غير المحسوم ان تنتج جلسة 8 فبراير رئيساً"، مضيفاً: "الإطار السياسي لهذا الترشيح من خلال النقاط العشر في الترشيح وهي تمثل مبادئ 14 آذار وهذا مكسب رئيسي".

وأكد أنه "لا يجوز أن يتشاور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مع الرئيس تمام سلام في الموقف اللبناني ويعودون لينقضوا عليه في الحكومة"، مشدداً على أنه "من أكثر الأشخاص الذين يعرفون العماد عون وعلى هذا الأساس على المشككين أن يثقوا كاملا بخطوتي".

وقال: "لا اتصال بيننا وبين حزب الله، إنما العماد عون على اتصال معه، وإذا لم يؤيد العماد عون فسيكون لهذا الموقف تداعيات كثيرة عليه"، مشيراً إلى أن "من يطرح فرضية انني أترك تحالفي مع الدول العربية لأتجه إلى إيران لا يعرفني فأنا دخلت طواعية السجن الانفرادي 11 سنة لعدم تغييري قناعاتي".

وختم جعجع: "آخر اتصال مع سعد الحريري كان بعد ترشيح فرنجية، والعلاقة ليست على ما يرام بالوقت الحالي، بل سأعمل بجهدي لتعود الأمور إلى ما كانت عليه".

كنعان

إلى ذلك، التقى أحد أبرز مهندسي اتفاق معراب أمين سر "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ابراهيم كنعان جعجع أمس موفداً من عون. وأكد كنعان بعد اللقاء أن "لقاء معراب فتح صفحة جديدة للمسيحيين وللبنان"، داعياً إلى "توسيع الاتفاق حول مشروع الرئاسة ليشمل كل الكتل السياسية".

وقال: "نحن ننظر الى التوافق المسيحي كتمهيد لتوافق وطني كبير، ونحن نظرنا الى اتفاق 18 يناير كاتفاق سياسي لا كاتفاق طائفي، لأن التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية اتفقا بالسياسة".

فتفت

إلى ذلك، رأى عضو كتلة "المستقبل" النيابية أحمد فتفت أن عدم اجتماع نواب "حزب الله" أمس الأول "دليل إرباك وليس إفساحاً في المجال أمام ترتيب بيت 8 من آذار"، قائلاً: "الحزب مربك لأنه يعاني مشاكل داخلية، إضافة الى التأني في درس موقفه من تبني جعجع ترشيح عون".

واعتبر فتفت، أن "سعي الحزب لعدم إجراء الانتخابات الرئاسية هو بناء على الرغبة الإقليمية بدليل التعطيل المستمر منذ سنة ونصف السنة".

وعما إذا كان الحديث عن الاتفاق على السلة المتكاملة سيشكل ذريعة لعدم انتخاب الرئيس، قال: "سبق لرئيس كتلة الوفاق للمقاومة النائب محمد رعد ان تكلّم عن الموضوع في وجه النائب سليمان فرنجية، فهذا الأمر هو المشروع السياسي لحزب الله حيث النائب نواف الموسوي كان قد ذكّر في اجتماعات سان كلو في فرنسا عام 2007 أن الحزب يريد ان يكوّن الناظم الأمني، اما اليوم فتم تجاوز هذه المرحلة، لأن الحزب بات يريد أن يصبح تدريجياً الوحيد الذي يقرّر في جميع الأمور من قانون الانتخابات النيابية ليكون على قياسه ليحقق الفوز، كما يريد إعادة توزيع السلطة بمعنى تغيير النظام رغم رفضه لهذه التسمية، وأيضاً تسمية رئيس للجمهورية".

وأضاف: "جميع هذه الأمور تجعلنا نترحّم على طريقة تعاطي النظام السوري بالوضع الداخلي اللبناني، فالسوري كان يأخذ في عين الاعتبار التوازنات الداخلية، أما الحزب كناظم أمني فلا يأخذ إلا بمصالحه والاستقواء بسلاحه".

الحريري يهاجم باسيل بسبب «اجتماع جدة»

رداً على موقف وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الإسلامي، في جدة أمس الأول، الذي نأى بنفسه عن البيان الختامي الذي تضمن إدانة إيران، شن زعيم تيار "المستقبل" رئيس الحكومة سعد الحريري هجوماً لاذعاً على موقف باسيل.  

ورأى الحريري أن "انفراد وزارة الخارجية بما زعمت أنه نأي بالنفس عن موقف عربي جامع للتضامن مع المملكة العربية السعودية، هو موقف لا يعبر عن غالبية الشعب اللبناني، وخروج مرفوض للمرة الثانية عن سياسة الوقوف مع الإجماع العربي، التي شكلت قاعدة ذهبية للدبلوماسية اللبنانية منذ الاستقلال".

وحذر الحريري من أنّ "هذا التغريب المتكرر للبنان عن عروبته وعن قواعد دبلوماسيته التاريخيةن إنما هو نذير شؤم عن محاولة الهيمنة على القرار الوطني ضد إرادة غالبية اللبنانيين، وعلى حساب مصالحهم ومصلحة لبنان العليا".

وختم بالقول: "إنني على ثقة تامة بأن إخواننا العرب يعرفون أن مواقف الخارجية اللبنانية هي رهينة ذرائع يتبرأ منها اللبنانيون المخلصون لوطنهم وعروبتهم وقيمهم، الذين لن يسمحوا لهذا الوضع الشاذ أن يطول ويتجذر".