أكد خبير مكافحة الإرهاب الدولي اللواء رضا يعقوب، أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين العمليات الإرهابية في سيناء والتفجيرات التي حدثت أخيراً في كل من فرنسا وبلجيكا، مطالباً بضرورة تفعيل دور قوة الدفاع العربية المشتركة، واعتبر في مقابلة مع «الجريدة» أن هناك قصوراً أمنياً وراء حادثة اختطاف الطائرة المصرية الأسبوع الماضي من مطار برج العرب في محافظة الإسكندرية الساحلية، مشيراً إلى افتقاد المطارات المصرية الأجهزة الحديثة، التي تعد وقائية لمنع مثل هذه الحوادث. وفيما يلي نص المقابلة:
• هل العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش حالياً في سيناء كافية لدحر الإرهاب؟ - العمليات العسكرية الكبيرة، التي ينفذها الجيش الآن في سيناء وتُسمى «حق الشهيد» تعد عملية استباقية تستهدف تحجيم العمليات الإرهابية، من خلال القضاء على البؤر الإرهابية الموجودة هناك، لكن الواقع على الأرض يؤكد أن القضاء على الإرهاب يحتاج إلى وقت طويل وربما يصل إلى عدة سنوات، لذلك ما لم تقم الدولة بدورها في إعداد ملف لمكافحة الإرهاب وتقديمه إلى لجنة مكافحة الإرهاب الدولي في مجلس الأمن، خصوصاً أن الفرصة مواتية بعد فوز مصر أخيراً بالعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي، فإن الإرهاب لن يتوقف أبداً، وإعداد هذا الملف؛ سيترتب عليه تجفيف منابع الإرهاب؛ ومحاصرة الإرهابيين والمتطرفين دولياً، وإنهاء الملاذ الآمن لهم في الخارج، إضافة إلى مصادرة أموالهم.• إلى أي مدى يمكن الربط بين ما يحدث في سيناء وما يحدث من إرهاب في دول أوروبية؟- ثمة ارتباط وثيق بين ما يحدث من عمليات في سيناء والعمليات الإرهابية، التي حدثت أخيراً في كل من فرنسا وبلجيكا، وزيارة وزير الداخلية الألماني إلى مصر الأسبوع الماضي، وتوقيعه اتفاقية مشتركة مع نظيره المصري بشأن مكافحة الإرهاب، هي خير دليل على هذا الارتباط بين ما يحدث في مصر ودول المنطقة، وما يحدث من إرهاب في بعض الدول الأوروبية.• هل يمكن وضع اجتماع وزراء دفاع دول «تجمع الساحل والصحراء» الذي عُقد أخيراً في شرم الشيخ في هذا الإطار؟- بكل تأكيد، هذا الاجتماع يصب في إطار سعي جميع دول العالم إلى مكافحة الإرهاب الدولي والتصدي للمنظمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم «داعش»، وأفضل ما خرج عن هذا الاجتماع، هو إنشاء قوة ردع مشتركة، سيكون مقرها في القاهرة، لكن ما أخشاه هو عدم تفعيل دورها، مثلما حدث مع تكوين قوة الدفاع العربي المشترك، التي مازالت حبراً على ورق حتى الآن.• برأيك أين يكمن القصور في حادثة اختطاف الطائرة المصرية؟- في البداية، لابد من التأكيد على أن قانون مكافحة الإرهاب الدولي تم وضعه خصيصاً من أجل حوادث خطف الطائرات، ومن المفترض وجود إجراءات تأمين وقائية في المطارات قبل دخول الركاب إلى الطائرة، تبدأ بالفحص الجيد لحقائبهم، مروراً بأجهزة الكشف عن المعادن والأسلحة والمتفجرات، لكن للأسف مازلنا نفتقد إلى الأجهزة الحديثة المتطورة الموجودة في المطارات العالمية، وذلك بسبب تكلفتها العالية.• من خلال متابعتك للحادث كيف رأيت تعامل طاقم الطائرة مع عملية الاختطاف؟- أرى أن هناك قصوراً شديداً في توفير التدريبات اللازمة لطواقم الطائرات للتعامل مع مثل هذه الحوادث الإرهابية، وهي تصنف على أنها حادثة إرهابية، بغض النظر عن دوافع منفذها، حتى لو لم يكن مسلحاً، فمن المفترض أنه يتم عمل تدريبات دورية لطاقم الطائرات للتعامل مع هذه المواقف، وكيفية التصرف خلالها، حفاظاً على أرواح الركاب، لكن هناك تقصيراً واضحاً من شركات الطيران المصرية في توفير هذه التدريبات، نظراً لتكلفتها العالية.• كيف يمكن تفادي تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً؟- هذه الحوادث ستظل تتكرر؛ في حال عدم توفير الأجهزة الحديثة في المطارات، وتأهيل الطواقم الأمنية، وطواقم الطائرات على التعامل مع مثل هذه المواقف.
دوليات
يعقوب لـ الجريدة•: ارتباط وثيق بين إرهاب سيناء وتفجيرات أوروبا
03-04-2016