الأغلبية الصامتة: مناورات «شد الأحزمة»
كم مرّة انخفضت فيها أسعار النفط! وكم مرة سمعنا عن شعارات الترشيد وتنويع الدخل وضرورة إيجاد المصادر البديلة! وكم مرة انسحبت الحكومة من ساحة المواجهة مع المورد الوحيد الناضب، وتركت الخبراء والمطبلين ضحية «قباقيب» من صدقوا سياسة الإنفاق الموءودة! لا داعي للعد لكثرتها.
الدفاتر الجديدة والصفراء تقول كلاماً واحداً على ألسنة ووجوه مختلفة، كلما كنا تحت الخطر سرنا أو بشكل أدق ساروا بنا نحو كلام العقل، وما إن يزول ذلك الخطر والناس مشغولة بمناورات "شد الأحزمة" استعداداً للأيام الصعبة، حتى تلفّ الحكومة مقود الدولة دورة كاملة لتأخذ الطريق العكسي وتسير نحو كلام "الحال السايب". الدفاتر الجديدة والصفراء تقول ذلك. كم مرّة انخفضت فيها أسعار النفط! وكم مرة سمعنا عن شعارات الترشيد وتنويع الدخل وضرورة إيجاد المصادر البديلة! وكم مرة انسحبت الحكومة من ساحة المواجهة مع المورد الوحيد الناضب، وتركت الخبراء والمطبلين ضحية "قباقيب" من صدقوا سياسة الإنفاق الموءودة! لا داعي للعد لكثرتها.هذه المرة أضيفت صفحة جديدة للدفاتر القديمة والصفراء، تتضمن رسوما لأمواس حلاقة ومجسم برلمان توسط طاولة اجتماعات مجلس الوزراء صنع من "بسكويت" شركة المطاحن، وكل وزير يشعر بالجوع يأخذ قطعة من المجسم، الصفحة الجديدة فيها كلام غير مسبوق يمسّ جيب المواطن و"كابشرات" فكاهية لتصريحات عن الترشيد، ومعها صور موافقات على ترسية مناقصات دسمة لأشياء توفرها أجهزة رسمية أنشئت لتوفير تلك "الأشياء"!!الصفحة نفسها تختتم ببعض التفاصيل الصغيرة كتطبيق العقاب الجماعي على المستفيدين من العلاج بالخارج، وتحميل المواطن أوزار سياسة هدر لم يقررها، وتبذير لم يوقع عليه، المؤكد في الصفحة الأخيرة الخاتمة لهذا الفصل الذي نعيشه هو أن الحكومة، فور أن يعود مؤشر أسعار النفط إلى الصعود من جديد، ستفعل ما كانت تفعله من قبل من تراجع ونكوص الكلام نفسه على ألسنة ووجوه مختلفة.