أعلن التحالف العربي الذي تقوده الرياض دعماً للحكومة اليمنية ضد المتمردين، تبادل تسعة سعوديين مع 109 يمنيين، في أحدث خطوات تهدئة تسبق استئناف المحادثات بين طرفي النزاع اليمني الشهر المقبل.

Ad

وعملية التبادل التي أنجزت الأحد وأعلن عنها الأثنين، هي الثانية منذ التوصل إلى تهدئة حدودية بين السعودية والمتمردين في وقت سابق هذا الشهر، في خطوات غير مسبوقة منذ بدء تدخل التحالف نهاية مارس 2015 دعماً لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، ضد الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وأوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «أعلنت قيادة قوات التحالف لإعادة الشرعية في اليمن في بيان أصدرته اليوم إنه جرى أمس الأحد استعادة تسعة محتجزين سعوديين وتسليم مئة وتسعة من المواطنين اليمنيين ممن تم القبض عليهم في مناطق العمليات بالقرب من الحدود السعودية الجنوبية، وذلك في إطار التهدئة التي سبق الإعلان عنها».

ودخلت هذه التهدئة حيز التنفيذ في الثامن من مارس بموجب وساطة قبلية، بهدف إتاحة المجال لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق شمال اليمن التي يسيطر عليها المتمردون.

ولم يحدد التحالف ما إذا كان السعوديون المفرج عنهم جنوداً أم مدنيين.

وأعربت قيادة التحالف عن «ترحيبها باستمرار حالة التهدئة وتأمل في بدء التهدئة في مناطق الصراع داخل الجمهورية اليمنية بما يفسح المجال لتكثيف وصول المواد الإغاثية لكامل الأراضي اليمنية ودعم الجهود التي ترعاها الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي».

ويأتي التبادل قبل نحو أسبوعين من دخول وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ منتصف ليل العاشر من أبريل، قبل استئناف محادثات السلام بين الحكومة والمتمردين برعاية المتمردين في 18 أبريل في الكويت، بحسب ما أعلن موفد الأمين العام للأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ.

تبادل

وشملت عملية التبادل الأولى التي أنجزت في التاسع من مارس، عريفاً سعودياً مقابل سبعة يمنيين، ووضع التحالف في حينه الخطوة غير المسبوقة بين السعودية والمتمردين، في إطار التهدئة الحدودية.

وعلى رغم التهدئة، أفادت وكالة الأنباء السعودية ليل الأحد نقلاً عن الدفاع المدني، عن «سقوط عدة مقذوفات عسكرية بمحافظتي صامطة والطوال (جنوب غرب) من داخل الأراضي اليمنية، نتج عنها إصابة ثمانية أشخاص بينهم أربعة أطفال»، نقلوا إلى المستشفيات للمعالجة.

وشهدت المناطق الحدودية خلال الأشهر الماضية قصفاً وتبادلاً لإطلاق النار، أدى إلى مقتل أكثر من تسعين شخصاً في الجانب السعودي.

وبدأ التحالف في 26 مارس 2015 شن غارات جوية ضد المتمردين، ووسع عملياته بعد أشهر لتشمل تقديم دعم مباشر لقوات الرئيس هادي، ضد الحوثيين وحلفائهم الذين سيطروا على صنعاء في سبتمبر 2014، وتابعوا التقدم للسيطرة على مناطق أخرى.

وتمكنت القوات الحكومية بدعم من التحالف، من استعادة خمس محافظات جنوبية أبرزها عدن منذ يوليو، إلا أن الحكومة تواجه صعوبة في بسط سلطتها بشكل كامل في المناطق المستعادة جنوباً، حيث أفاد الجهاديون من النزاع لتعزيز نفوذهم وشن هجمات وتفجيرات.

وبدأ التحالف منذ نحو أسبوعين باستهداف معاقل الجهاديين في مدينة عدن بقصف جوي، للمرة الأولى منذ بدء عملياته، وتحظى المدينة برمزية للحكومة، إذ أعلنها هادي عاصمة مؤقتة بعد سقوط صنعاء.

القاعدة

والأحد، أعلن مسؤول عسكري يمني أن خمسة مسلحين من تنظيم القاعدة قتلوا الأحد في سلسلة غارات لقوات التحالف العربي في محافظة ابين، وكان قصف جوي أميركي على معسكر للتنظيم الجهادي الثلاثاء في محافظة حضرموت، أدى إلى مقتل 71 عنصراً على الأقل من التنظيم.

وبحسب الأمم المتحدة، أدى النزاع في اليمن إلى مقتل زهاء 6300 شخص نصفهم تقريباً من المدنيين، منذ بدء عمليات التحالف قبل عام.

ويواجه التحالف في الفترة الأخيرة انتقادات متزايدة من الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية، تحمله المسؤولية عن غالبية الضحايا المدنيين.

وكان المتحدث باسم التحالف العميد الركن أحمد عسيري قال لوكالة فرانس برس قبل اسبوعين أن العمليات الأساسية أوشكت على الانتهاء، معتبراً أن التحالف «حقق انجازاً كبيراً تجاه السلام والاستقرار في اليمن».

والاثنين، رأى وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية انور قرقاش، والذي تعد بلاده أبرز الدول المشاركة في التحالف، أن الأخير حقق أهدافه.

وقال في مقابلة مع صحيفة «الاتحاد» الإماراتية، أن التدخل العسكري كان لثلاثة أهداف هي «عودة الحكومة الشرعية إلى التراب اليمني»، و«تأصيل أن مسألة أي حل سياسي يجب أن يكون على أساس القرار 2216»، و«ارسال رسالة واضحة لايران بأنه لا يمكن أن تقبل دول الخليج بتوغل النفوذ الإيراني من دون أن ترد عليه».

وينص القرار الصادر العام الماضي، على انسحاب المتمردين المقربين من طهران، من المدن التي سيطروا عليها، وتسليم الأسلحة الثقيلة.

أضاف «هذه كلها أهداف تحققت، واليوم نحن في مرحلة أفضل بكثير، لكن لا بد من استغلال هذه الأهداف للانتهاء من هذا الفصل المأساوي والبدء في بناء يمن جديد، يرسم ملامحه اليمنيون».