المُخرجون... {عدسة} صاغت مفردات الأم على الشاشة

نشر في 21-03-2016 | 00:00
آخر تحديث 21-03-2016 | 00:00
أدوار عدة للنجمات جسدن خلالها شخصية الأم، لكن في كثير منها لا نجدها متشابهة بسبب عدسة ورؤية مُخرجين قرر كل منهم تقديم الشخصية بمنظور مُختلف، لتظلّ الأعمال خالدة في تاريخ السينما المصرية.

ناقش المُخرج عاطف سالم، رائد الواقعية، هموم الطبقة المتوسطة ودور الأم في التغلب على الأزمات والحفاظ على قيم المنزل من خلال دور تحية كاريوكا في «أم العروسة»، التي تساعد الأب (عماد حمدي) في تدبير تكاليف زواج ابنتهما، وهو دور خالد في السينما المصرية أظهرت فيه تحية تلقائية شديدة تحت إشراف سالم.

وبعد مرور 10 أعوام، استطاع المُخرج نفسه تجسيد دور الأم في عمل علق أيضاً في ذاكرة الجمهور، وهو «الحفيد» كجزء ثان من «أم العروسة»، ولم يخذله اختياره كريمة مختار، حيث نجدها الأم الحنونة الطيبة حسنة النية، التي تراعي أولادها وبناتها حتى بعد أن يتزوجن.

عندما نتحدث عن أبرز الفنانات اللاتي قدمن دور الأم على الشاشة، نتذكر فوراً أمينة رزق في فيلم «بائعة الخبز» عام 1953 للمُخرج حسن الإمام، الذي صور شخصية الأم في أروع المشاهد السينمائية، مقدماً نموذجاً رائعاً للأم التي توفي زوجها تاركاً لها طفلين، فعانت بعده الكثير لأجل تربيتهما، رافضة الزواج مرة ثانية، رغم جميع الإغراءات.

كذلك برع المُخرج حسن الإمام في فيلم «بين القصرين»، حينما قدم الفنانة آمال زايد في أشهر شخصيات السينما بدور أمينة في ثلاثية نجيب محفوظ، حيث جسدت الأم الحنونة العطوفة على أولادها، بكل صدق وأصبحت نموذجاً لشخصية الأم الطيبة المعطاءة. ورغم أن شادية لم تستطع أن تحقق حلم الأمومة الذي ظل يراودها طوال حياتها، فإنها جسدت أكثر من شخصية أم برعت فيها، لا سيما في «المرأة المجهولة» و»لا تسألني من أنا».

وبرعت فردوس محمد في تجسيد دور الأم على مدى مشوارها الفني، لكن المُخرج حلمي رفلة نجح في أن تكون لها بصمتها الخاصة في «حكاية حب»، حيث قدمها بشكل أكثر صدقاً عبر عدسته في أحد أبرز أدوارها، بشخصية الأم الضريرة التي تخاف على ابنها وتهتم بمستقبله، وجاء تميزها في الفيلم بالصدق والتلقائية لدرجة تشعر معها أنها لا تمثل، ويرجع الفضل إلى عبقرية المُخرج حلمي رفلة.

دور الأم الأرستقراطية في الأعمال تطرّق له المُخرج فطين عبد الوهاب بالاعتماد على زوزو ماضي بسبب ملامحها التي توحي بانتمائها إلى هذه الطبقة خلال فيلمه «نادية» عام 1949.

وقدم المُخرج طارق العريان حديثاً «الأم المتحررة» التي تأتي احتياجاتها الخاصة على رأس أولوياتها، وتطلق المساحة لأبنائها للعيش حياة مستقلة من دون التدخل في أي من أمورهم، سواء السلوكية أو العلمية، أو الصدقات المنفتحة المتحررة لكلا الجنسين كما جسدته رجاء الجداوي في «السلم والثعبان». كذلك صوّر المُخرج خالد يوسف الأم في «كف القمر» بدور محوري وهي تجمع أبناءها ليكونوا ككف اليد الواحدة، وتكافح لأجل ذلك. جسدت شخصية الأم ببراعة أيضاً وفاء عامر، وأشاد بها النقاد معتبرين أنها حققت دوراً مهماً في السينما المصرية أخيراً.

آراء

الناقد محمود قاسم قال إن ثمة مخرجين كثراً أظهروا شخصية الأم على شاشة السينما بجدارة، وقدموا نماذج واختيارات رائعة لفنانات ارتبط بهن هذا الدور، كذلك بيّنوا اللمحات الإنسانية للأم كما في الواقع حتى لو لم تكن الممثلة صاحبة الدور أماً، مثلما حدث مع أمينة رزق في فيلم «دعاء الكروان»، الذي من خلاله شكّل المخرج العبقري هنري بركات حالة من المصداقية في دور أمينة كأم، ليتأكد اعتماده على مخزون الفنان الداخلي وبراعته وتعزيز نظرته الصائبة في اختيار الممثل لدور معين، وهو الأمر نفسه الذي حدث مع شادية في «لا تسألني من أنا» مع المُخرج أشرف فهمي.

وأضاف قاسم: «رغم تواجد مخرجين كبار راهناً، لم يستطع أي منهم تقديم عمل يجسد شخصية الأم، ربما لعدم وجود نص جيد يبرز صورة الأم بشكل دقيق».

back to top