تعثرت جهود المصالحة بين مصر وتركيا، التي تقودها المملكة العربية السعودية، بعدما أكد مصدر مصري رفيع المستوى لـ"الجريدة"، أمس، أن القاهرة لن تمضي قدماً في إتمام المصالحة، طالما ظل النظام التركي برئاسة رجب طيب إردوغان على موقفه التهكمي من النظام المصري، والتعليق على أحكام القضاء المصري بصورة تطعن في نزاهة الأخير، فضلا عن أن القاهرة لديها تحفظات على أنقرة، في ضوء دعم الأخيرة لجماعة "الإخوان" المصنفة إرهابية في مصر، والميليشيات المسلحة في ليبيا، والتي تعتبرها القاهرة خطراً على أمن حدودها الغربية.

Ad

ودخلت العلاقات المصرية- التركية مرحلة الجمود والقطيعة، عقب نجاح ثورة "30 يونيو" في إطاحة نظام الرئيس "الإخواني" محمد مرسي، 3 يوليو 2013، إذ جاءت خطوة تنحية النظام الإخواني على غير هوى إردوغان، الذي عقد تحالفات قوية مع "الإخوان" في العالم العربي، لذلك لم يتوان في وصم ما حدث بـ"الانقلاب"، رافضاً الاعتراف بشرعية النظام المصري الجديد، معلناً تأييده للإخوان ومهاجماً النظام المصري، ما أدى إلى سحب متبادل للسفراء بين البلدين نهاية  2013.

المصدر -الذي طلب عدم نشر اسمه- أكد أن الحديث عن انفراجة في إجراءات المصالحة غير صحيح، بسبب التعنت التركي، وعدم استجابة أنقرة لشروط القاهرة لإتمام المصالحة، وفي مقدمتها وقف حملات التصعيد ضد الدولة المصرية، وإيقاف التصريحات العدائية من الجانب التركي، فضلا عن إيقاف بث الفضائيات الإخوانية من الأراضي التركية، وتسليم مطلوبين للسلطات المصرية، وأشار إلى أنه مع استمرار التجاوزات التركية فإن "المصالحة مع أنقرة متوقفة إلى حين إشعار آخر".

وكشف المصدر أن القاهرة رفضت أي حديث عن تنظيم لقاء على مستوى القمة بين مصر وتركيا في الوقت الحالي، خصوصا أن السلطات المصرية رفضت طلبا تركيا منذ نحو أسبوع بعقد لقاءات بين مسؤولين في الخارجية التركية ونظرائهم من الجانب المصري، وجاء الرفض لأن القاهرة ترى "أن أنقرة لم تنجز أية خطوات تبين وضوح نيتها في إتمام المصالحة، بل على العكس استمر الخطاب التركي الاستفزازي".

بدوره، توقع الكاتب والمحلل السياسي المصري، عبدالله السناوي، في تصريحات لـ"الجريدة"، أنه "لا مصالحة مصرية تركية في الفترة الحالية"، مؤكداً أن "حدوث تحسن في العلاقات أمر مستبعد، على الرغم من الجهود السعودية المبذولة لتقريب وجهات النظر بين القاهرة وأنقرة"، مضيفاً أن "التعنت التركي وانحياز إردوغان لجانب الإخوان يقف حجر عثر أمام إنجاز المصالحة"، متوقعاً عدم حضور الرئيس السيسي القمة الإسلامية في تركيا، أبريل المقبل، والاكتفاء بتمثيل ضعيف.