هولاند للبنانيين: الرئاسة فقانون للانتخابات

نشر في 18-04-2016 | 00:01
آخر تحديث 18-04-2016 | 00:01
No Image Caption
زار مخيماً للاجئين السوريين ووضع 50 مليون يورو في تصرف المنظمات الإنسانية
اختتم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند زيارته إلى لبنان، أمس، وذلك بعد أن أجرى سلسلة لقاءات واسعة شملت مسؤولي الدولة، ورؤساء الأحزاب، وزعماء الطوائف الروحية في قصر الصنوبر في بيروت.

وفي كلمة له أمس، قال إنه قال لكل ممثلي المجتمع السياسي في لبنان الذين التقاهم في قصر الصنوبر "ما هو موقفي وأملي ان يجد اللبنانيون أنفسهم الحل، أي أن ينتخبوا بأسرع وقت رئيسا للجمهورية، ويباشروا إصلاحا للقانون الانتخابي، بما يسمح للبنانيين بانتخاب مجلس نيابي. قلت لهم إن لفرنسا مرشحا واحدا لهذا الانتخاب اسمه لبنان، فلبنان وحده الذي يجب ان يكون مستفيدا من حل لبناني الصنع، ويجب دائما إقصاء ما يأتي من الخارج".

وتابع: "لا أسمح لنفسي بالتدخل، ولكن اقول إنه من أجل لبنان والمنطقة، من المهم جدا ان ينتخب رئيس للجمهورية، لا بل مصيري، تعرفون انه بموجب اتفاقات معقودة قديما، الرئيس سيكون مسيحيا، من المهم جدا أن يكون هناك في هذه المنطقة من الشرق الأوسط رئيس مسيحي".

وكان هولاند التقى أمس زعماء الطوائف الروحية وفي مقدمهم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مساء أمس الأول، رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط وزوجته نورا وابنه تيمور، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ورئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، وفعاليات من المجتمع المدني والسياسي والفرنسيين المقيمين في لبنان.

1500 مخيم

الى ذلك، زار الرئيس الفرنسي مخيما للاجئين السوريين في سهل بلدة الدلهمية المحاذية لمدينة زحلة، يضم 98 خيمة تقطنها 123 عائلة، أي ما يقارب 670 شخصا غالبيتهم من إدلب. وتفقد هولاند مدرسة المخيم، حيث أنشد له الأطفال الأغاني، ومن بعدها التقى عائلتين سوريتين مقيمتين في المخيم.

وقال الرئيس الفرنسي في ختام زيارته: "زرت واحدا من المخيمات العديدة الموجودة في لبنان، نحو 1500 مخيم. تقطنها عائلات هربت من حرب على بعد بضعة كيلومترات من هنا، هذه العائلات كانت تريد من يؤويها معتقدة أن الأمر لن يطول، ثم اضطرت الى البقاء هنا لفترة أطول بكثير مما كانت تعتقده".

ووجه هولاند تحية للبنانيين "الذين أظهروا تضامنا استثنائيا"، وقال: "فكروا بكل هذه القرى التي شهدت تدفق آلاف السوريين، الذين يعرفون هذه المنطقة من لبنان، لأنه لفترة كانوا يأتون للعمل فيها، وبادروا الى الطلب من هؤلاء السوريين البقاء". كما أثنى على عمل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمات الانسانية الأخرى "للمتابعة والدعم بخاصة للأطفال"، لافتا الى ان "المسألة الكبرى هي تعليم الأولاد، نرى مزيدا من الأطفال بدءا من عمر 8 و10 سنوات يضطرون للعمل في ظروف غير مقبولة لإطعام عائلاتهم".

50 مليون يورو

وأعرب هولاند عن اعتقاده بأن "فرنسا يجب أن تنخرط، بدعم لبنان والمنظمات الانسانية، ولهذا السبب انطلاقا من هذه السنة 50 مليون يورو ستوضع في تصرف لبنان، وبالتالي المنظمات الانسانية من أجل تحسين استضافة اللاجئين السوريين، وبخاصة في مجالي الصحة والتعليم".

وتابع: "سيتم استقبال عدد من العائلات في فرنسا. تم استقبال ألف في عام 2015، وسيكون هناك ألفان إضافيان في العامين التاليين"، موضحا: "لكن ما تطلبه هذه العائلات ليس الذهاب الى اوروبا، بل العودة بأسرع وقت الى بلدها، هذا هو المطلوب كأولوية وفورا، التمكن من العودة لإعادة بناء وطنهم. وها ما يرغب به اللبنانيون ايضا، ألا يكون هناك تجذر دائم، فهم وإن أظهروا حسن استقبال لافت، فإنهم لا يريدون أن تقام في السنوات المقبلة مخيمات هنا في لبنان".

وقال: "ما هي إذا مسؤوليات فرنسا أيضا؟ ان تعمل بحيث يكون هناك خروج من الازمة السورية، انتقال سياسي، وهذا ما اقوم به، منذ 4 سنوات. بداية ان نعمل بطريقة تمكننا من مكافحة الارهاب والقول إن ما قام به النظام السوري لا يمكن تحمله بعد، وأن يكون حول الطاولة كل الأطراف السورية ليكون هناك حل سياسي في سورية.

دعم وتضامن

وتابع: عندما يحل السلام، لأن السلام ممكن، ستتمكن هذه العائلات من العودة الى سورية وتعيد بناء حياتها. ولكن يجب أن نعمل لتتم مرافقة الأولاد الذين شهدوا مآسي هائلة وقصفا ومذابح، وتعليمهم، كي لا يضيعوا وقتهم ويتم إعدادهم وتدريسهم ليشاركوا في بناء وطنهم. هذا هو معنى وجودي، الدعم والتضامن مع لبنان، واللاجئين السوريين، ولكن أيضا إرادة سياسية تسمح لهؤلاء اللاجئين بأن يعودوا سوريين يعيشون في بلادهم".

وسئل الرئيس هولاند عن تسليح الجيش اللبناني وبأي قيمة، واذا ما نجح في ايجاد حل لانتخاب رئيس للجمهورية، فأجاب: "رسالتي كانت أولا للاجئين، للمنظمات الانسانية، وللبنانيين، واعلان مساعدة اضافية لفرنسا زيادة عما تقوم به اوروبا والمجتمع الدولي، لنتمكن من المساهمة في تشارك هذا العبء هنا، ولكن أيضا حمل الحل السياسي الذي تحدثت عنه منذ قليل، ولكن يجب أيضا أن نؤمن امن اللبنانيين. لن أعطيكم المبلغ لأنه جزء من اتفاقنا مع اللبنانيين، تعلمون أنه كان ثمة عقد أطرافه السعودية وفرنسا ولبنان، حاليا هذا العقد معلق، لكن فرنسا ستواصل الطلب بإعادة تفعيله، ولكن في الانتظار فإن فرنسا ستقدم من تلقائها مساعدات عسكرية للبنان".

back to top