لنتأمل في حالنا الخليجي
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
وباليمن قد تقتنع إيران بجناحها المعتدل، وهو الآن في موقع الرابح تقريباً، بأن تحريض الحوثيين لا جدوى منه، وأنه لا حل إلا بتوافق كل اليمنيين بجميع طوائفهم وقبائلهم، ولابد أن تكون لنا قناعة بأن ما يجري الآن هو حرب استنزاف للسعودية بالدرجة الأولى، وبقية دول الخليج بالتبعية، رأس الحربة فيها علي عبدالله صالح، وإذا استمرت هذه الحرب إلى ما شاء الله فالمنتصر في النهاية هو الراقص على رؤوس الأفاعي، أي الرئيس المخلوع ذاته، فهو القائل بحكمة الأفاعي، وهو من كان أكثر الرؤساء العرب بقاء وفساداً على كرسي الحكم.لا نملك أن نقرأ تعويذة تزيد معدل التنمية في الصين كي يزيد عطشها لنفط المنطقة ويرتفع السعر، ولا يمكن أن نحضر أرواح جن ألف ليلة وليلة ليغلقوا منافذ النفط الصخري في الولايات المتحدة، فلا مكان للجن في زمن العلم، فبينما كنا منتشين وغارقين كسالى في ربيع الاستهلاك والإنفاق كانوا بالغرب يعملون ويخططون ليوم يستغنون فيه عن نفطنا، ولا يظلون رهائن لإدمانهم على نفط المنطقة، فاجتهدوا وعملوا وواصلوا الليل بالنهار كي يطوروا مكامن النفط الصخري، بينما غرقنا نحن في شعبويات العنتريات الاستعراضية والمزيد من النهم الاستهلاكي، وكانت أنظمتنا تدفع بذلك، حتى ننسى غدنا ومستقبلنا وحرياتنا ونغرق في يومنا بوعي مزيف.لننظر إلى البيت الداخلي في خليجنا، ونفتح نوافذ الحوار والإصلاح، فالإصلاح السياسي - الاقتصادي ليس ترفاً، بل واجب غير قابل للتسويف والتطويل.