«متتالية الأرض» أنشودة تشكيلية للحب والانتماء بالقاهرة

نشر في 16-02-2016
آخر تحديث 16-02-2016 | 00:01
• معارض استعادية للرواد في الرسم والنحت والخزف والتصوير
شهدت القاهرة فعاليات تشكيلية عدة منها «متتالية الأرض» للفنان علي حسان، بقاعة نهضة مصر بمركز محمود مختار الثقافي، و«منحوتات» للفنان معاوية هلال بقاعة الباب، واستضاف غاليري قرطبة «أحلام عروسة حلاوة» للفنانة د. مرفت الشاذلي، وأقامت مؤسسة «آرت مارت» معرضاً استعادياً للفنان الكبير د. عمر النجدي، بحضور لفيف من النقاد ومحبي الفنون الجميلة.   

لفت د. خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصرية، أنّ لوحات «متتالية الأرض» تجسّد حالة وجدانية مرهفة في مشاهد تصويرية، ودراما مفعمة بمشاعر الحب والانتماء للأرض، وتُعبّر عن رؤية مميزة للفنان، وتسجيل ما اختلج بداخله من أحاسيس تجاه البسطاء، وتقديم صورة فنية شعرية تتغنى بدورهم وأهميته.

ويقول الفنان علي حسان إنّ لوحاته تجسد تعانق سيقان المزارعين بالطمي الأسود، ويظهر للرائي أنهم  ينبتون منها وجذورهم ضاربة في عمق تربتها، وتتساقط حبات العرق على شفاه الأرض، فتبدأ أشكال زينتها المتوالية تُبهج كل من حولها، وتتحول من النبت إلى الحصاد، ويترقب الجميع «متتالية الأرض» ما بين القدوم والرحيل.

وأشاد الحضور بلوحات حسان، واستلهامه مفردات الحياة الريفية، وحضور اللون الأخضر، ودلالته الموحية بالخصب والنماء، وتناغمه مع ملامح الوجوه ورداءات الرجال والنساء، وفضاءات جمالية زاخرة بقيمة العمل، وارتباطه الوثيق برحلة عطاء ممتد، وأصداء لأزمنة بعيدة من تاريخ الأسلاف.   

كذلك افتتح وزير الاتصالات المصري المهندس ياسر القاضي، المعرض التشكيلي الأول بقاعة المؤتمرات بالقرية الذكية، ونظمه غاليري قرطبة للفنون، وضم أعمال 9 فنانين من أجيال مختلفة، وهم محمد مندور، ومحمد عبلة، وسمير فؤاد، والراحل عدلي رزق الله، وعمر طوسون، ومحمد رزق، ومعتز الإمام، ومحمد خضر، وعبدالوهاب عبدالمحسن، بحضور لفيف من الفنانين والشخصيات العامة.

لفت محمد الجبالي مدير الغاليري إلى أنّ المعرض بادرة مهمة لنقل الفعاليات التشكيلية إلى فضاءات جديدة، والتعريف بإبداع الرواد والشباب، وإتاحة الفرصة للشركات والمؤسسات الكبرى، لاقتناء قطع فنية لكبار الفنانين المصريين في التصوير والنحت والحفر والخزف.  

لمسات سوريالية

في سياق متصل، نظّمت مؤسسة «أرتس مارت» معرضاً استيعادياً للفنان التشكيلي الكبير عمر النجدي، وضمّ  ثمانين لوحة فنية جسّدت ملامح إبداعه في نصف قرن، وأيضاً ثلاث لوحات عملاقة هي «العشاء الأخير في القدس» و«غزة ورفح» و» 25 يناير- 30 يونيو}، وتعبر عن أحداث فارقة في تاريخ مصر المعاصر.

يذكر أن الفنان عمر النجدي (85 عاماً) من أبرز رواد الفن التشكيلي بمصر، وتخرج في كلية الفنون الجميلة 1953، وحصل على منح دراسية في روسيا وإيطاليا، وتخرج من أكاديمية الفنون الجميلة بفينيسيا 1965، وتعدّدت مواهبه في فنّ الخط العربي، والرسم التجريدي، وتحتوي لوحاته على لمسات سوريالية، ورؤى فلسفية.  

معارض دولية

يعد النجدي الفنان العربي الوحيد الذي عرض مع بيكاسو وسلفادور دالي في معارض دولية خلال  الستينيات، واقتنيت أعماله في كثير من المنظمات الفنية والمتاحف في إيطاليا وأميركا واليابان، وافتتح في عام 2000، متحفاً خاصاً للوحاته بفرنسا، وحصل على أكثر من ست عشرة جائزة دولية.  

من جهة أخرى، افتتح  د. خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصرية، معرضاً للنحات الشاب معاوية هلال بقاعة الباب، وضمّ مجموعة نحتية بخامات الغرانيت والخشب، وتراوحت بين السوريالية والتعبيرية، بحضور لفيف من النقاد والفنانين. ارتكزت منحوتات هلال على تدفق شعوري ورؤية عميقة لعلاقة الإنسان بالكون، وإطلاق الوعي الكامن {السوريالي} والتمرّد على ميكانيكية الحركة والشكل، وتناغم الكائنات والآلات، ودلالة الألوان الداكنة، وتأثيرها البصري والوجداني على الرائي، والإيحاء بالتوق إلى الانفلات من الجاذبية، والتحليق نحو الأعالي.  

قال الناقد د. ياسر منجي، إنّ تجربة هلال الفنية تطرح بُعداً تطويرياً جديراً بالرصد والتنوير، فهو من جهة نحات متمكّن يجيد السيطرة على أدواته التقنية، ويمتلك موهبة تلقائية وبساطة تطبعان شخصيته الفنية، وتميزانه بين أقرانه من شباب النحاتين، وتشهدان على قدرته الهائلة على معالجة الوسيط الخشبي والغرانيتي.    

أحلام عروسة

أقامت الفنانة د. مرفت الشاذلي معرضها الجديد «أحلام عروسة حلاوة» بغاليري قرطبة للفنون، وضمّ 40 لوحة ترتكز على الرمز ومفردات الحياة النوبية، وعالم المرأة المصرية، وتستلهم الموروث الثقافي الشعبي، بحضور لفيف من الفنانين والنقاد.

اتسمت لوحات {أحلام عروسة حلاوة} بطابع حالم ينحاز إلى فضاء الجنوب المصري، وإضاءة مشهد إنساني مفعم بثراء التفاصيل، ومخزون من العادات والتقاليد الموروثة، والمجسدة لنقاء السرائر، وحياة تنهض بين تراث الأسلاف، وتسرد تاريخاً حافلاً بالانتماء، ورسوخ المكان في الذاكرة، وانطلاق المشاعر نحو فضاء سماوي، واستلهام رسومات وزخارف المعابد الفرعونية، ولفت الانتباه إلى عطاء المرأة المصرية عبر العصور.  

يذكر أن الفنانة مرفت الشاذلي من مواليد أسوان جنوب مصر عام 1969، وتُعدّ من أبرز الفنانات المصريات في مجال التصوير، وقد حصلت على الدكتوراه بكلية الفنون الجميلة 2009، ولها معارض عدة منها {نبض امرأة} 2010، و«من وحي المشاعر} 2012، وشاركت في فعاليات دولية في باريس وجوهانسبرغ.

وحصلت الشاذلي على العديد من الجوائز وشهادات التقدير، واقتنيت أعمالها لدى أفراد في مصر وأميركا واليابان وإيطاليا، وبعض الدول العربية.

back to top