ارتكب مسلحون مجهولون مجزرة مروعة في هجوم على دار لرعاية المسنين بعدن، العاصمة اليمنية المؤقتة، التي تشهد انفلاتاً أمنياً وهجمات دامية منذ تحريرها من قبضة الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي صالح.

Ad

وأسفر الهجوم، الذي لم تتبنه أي جهة عن مقتل 17 شخصاً بينهم 4 ممرضات هنديات. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر، رفض ذكر اسمه قوله، إن «مسلحين يعتقد انتماؤهم لتنظيم القاعدة شنّوا هجوماً مسلحاً على دار للمسنين بحي الشهيد عبدالقوي بمديرية الشيخ عثمان».

وأفادت مصادر أخرى زارت الموقع، بأن المهاجمين طرقوا باب الدار، وأثناء فتحه باشروا بإطلاق النار على العاملين فيه، لافتين إلى أن من بين القتلى حراساً وطباخين وممرضات، دون إصابة أي من المسنين بأذى.

وأشارت المصادر إلى أن المسلحين لاذوا بالفرار عقب تنفيذ الهجوم.

اغتيال الوحيشي

وفي وقت سابق، اغتال مسلحون مجهولون، مساء أمس الأول، القيادي في المقاومة الشعبية حسين الوحيشي، بمديرية المنصورة شمال عدن.

وقالت مصادر، إن مجهولين أضرموا النار في سيارة الوحيشي بعد مطاردته في حي التسعين، مما أدى إلى مقتله وشقيقه، الذي كان إلى جانبه.

وكان الوحيشي أيضاً قيادياً في «اللجان الشعبية» التي شُكلت خلال الحرب التي شهدتها مدينة لودر بمحافظة أبين، بين عناصر تنظيم «القاعدة» من جهة، والجيش و»اللجان الشعبية» من جهة أخرى قبل أكثر من عامين.

صد تسلل

إلى ذلك، أحبطت القوات السعودية المشتركة محاولة تسلل جديدة لمجموعات مسلحة من الميليشيات الحوثية وقوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح إلى منطقة الحرث.

وأفادت قناة «العربية» بأن القوات السعودية استهدفت براجمات الصواريخ والمدفعية أهدافاً تابعة للمتمردين، بعد أن بادرت عناصر الميليشيات بإطلاق قذائف «هاون» و»كاتيوشا» على مناطق في محافظتي الطوال والحرث الحدوديتين.

في موازاة ذلك، اندلعت صباح، أمس، معارك عنيفة بين قوات الحكومة والمتمردين، وأسفرت الاشتباكات عن تقدم نوعي للقوات الشرعية التي سيطرت على منطقة أبو داعر وجبال المعو وخليف الغماره وخليف الزهور، آخر المناطق المحاذية لمحافظة صعدة من جهة محافظة الجوف.

ونقل موقع «إب برس» عن مصادر عسكرية قولها، إن القوات الحكومية تستعد لاقتحام منطقة المهاشمة أولى مناطق صعدة معقل التمرد الحوثي.

هجوم «درون»

في سياق آخر، قتل 4 أشخاص يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم «القاعدة» في هجوم لطائرة دون طيار على سيارة بمحافظة شبوة جنوب البلاد أمس.

وخلال الحرب الممتدة منذ تسعة أشهر، وبعد التدخل العسكري للتحالف الذي تقوده السعودية في مارس الماضي، واصلت الولايات المتحدة الهجمات بطائرات بلا طيار على الجماعات المتشددة في اليمن.

قلق أممي

من جهة أخرى، أعرب مجلس الأمن الدولين في جلسة مشاورات مغلقة مساء أمس الأول، عن «قلقه البالغ إزاء الوضع الإنساني المخيف والمتردي في اليمن»، ودعا أطراف الصراع إلى «حتمية الامتثال الكامل للقانون الدولي الإنساني، وتجنب ضرب المدنيين».

وركزت الجلسة على الأوضاع الإنسانية والجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لإيصال المساعدات للسكان المحاصرين والمتضررين، وتطرقت إلى العراقيلن التي تقوم بها الميليشيات الحوثية وقوات صالح للحيلولة دون تحقيق ذلك.

وقال ستيفن أوبراين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن الأماكن المحمية مثل المستشفيات والبيوت والمدارس،

ما زالت تتعرض للهجوم من جميع الأطراف، مما يتنافى مع القانون الدولي الإنساني.

ولفت إلى أن المنظمة الدولية تخطط لإيصال مساعدات لأكثر من 13 مليون شخص متضرر في اليمن، مما يتطلب توفير تمويل بقيمة 1.8 مليار دولار.