موسم «نصف العام»... إيرادات مخيّبة للآمال
جاءت إيرادات السينما المصرية خلال موسم «نصف العام» على مدار أكثر من ثلاثة أشهر مخيبة لآمال كثير من صانعي الفن السابع. كذلك تفاوتت الإيرادات بشكل غريب، وفي حين لم يحصد بعض الأفلام إلا الفتات ورُفع بعد أيام قليلة، ظلّ البعض الآخر قادراً على حصد المزيد.
جاء فيلم «أوشن 14» بأكبر الإيرادات حاصداً حتى الآن أكثر من 15 مليون جنيه بعد نحو عشرة أسابيع على بدء عرضه، مع أن عدداً من أبطاله يشاركون في السينما لأول مرة. تولّت البطولة مجموعة من فريق «مسرح مصر» أبرزهم عمر متولي ومصطفى خاطر وحمدي الميرغني، بينما تصدّى للإخراج شادي الرملي.أما فيلم «الهرم الرابع» فتخطى حاجز الخمسة ملايين جنيه. ويحكي عن عالم القرصنة الإلكترونية وخباياه، من بطولة كل من أحمد حاتم وتارا عماد وميريهان حسين ومحسن منصور ومصطفى أبو سريع، بالإضافة إلى مجموعة من ضيوف الشرف أبرزهم ريهام عبد الغفور ويوسف شعبان، ويتولى الإخراج بيتر ميمي.بدوره تخطّى فيلم «كدبة كل يوم» الأربعة ملايين ونصف المليون، وكان متوقعاً له أن يحصد نجاحاً أكبر خلال 10 أسابيع لوجود النجمين عمرو يوسف ودرة بين أبطاله، بالإضافة إلى الكوميديان محمد ممدوح، والفنانة الكبيرة شيرين رضا، والمخرج خالد الحلفاوي.أما الفيلمان {من ضهر راجل} و{الليلة الكبيرة} فلم يحققا الإيرادات المتوقعة، إذ لم يتجاوزا معاً التسعة ملايين جنيه رغم الدعاية الضخمة التي سبقتهما. وفيما تولى إنتاجهما أحمد السبكي وشارك بهما في فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، أدّى بطولة العمل الأول كل من آسر ياسين ومحمود حميدة وياسمين رئيس، مع المخرج كريم السبكي. أما الثاني فجسد بطولته كل من زينة ووفاء عامر وسمية الخشاب وعمرو عبد الجليل، مع المؤلف أحمد عبد الله والمخرج سامح عبد العزيز.الإقبال الضئيل كان من نصيب {المشخصاتي 2} و{أسد سينا} و{سلاح التلميذ}، ورُفعت هذه الأعمال من دور العرض سريعاً.خرج {سلاح التلميذ} بإيرادات لم تتعدَّ حاجز المئة ألف جنيه، مع الأبطال: نسمة ممدوح وإيمان السيد وحسن عبد الفتاح وياسر الطوبجي، وإخراج تامر حربي. وهو يناقش علاقة التلامذة بمدرسيهم، يسلط الضوء على قضايا التربية والتعليم. وجمع {أسد سيناء} 90 ألف جنيه فقط، وهو يحكي قصة الشهيد سيد زكريا، أحد أبطال قوات {الصاعقة} المصرية أثناء حرب الاستنزاف. جسد البطولة كل من عمرو رمزي ورامي وحيد ونهى إسماعيل.أما {المشخصاتي 2} فتسبّب حصوله على مبلغ 20 ألف جنيه في أول أيام إطلاقه في إعلان بطله تامر عبدالمنعم اعتزال الفن نهائياً، إذ شعر بخيبة أمل شديدة لأن الفيلم الجديد يجب أن يحصد إيرادات أكبر في الأيام الأولى حتى إن عرض في أكثر من ثلاثين داراً في آن. شارك في البطولة: يوسف شعبان وأحمد عبدالوارث، مع المؤلف تامر عبدالمنعم والمخرج محمد صلاح أبو سيف الذي دخل في حالة اكتئاب شديدة ويرفض الرد على هاتفه بسبب انتقادات حادة طاولت الفيلم.آراء نقاد السينماأبدى المخرج بيتر ميمي سعادته بنجاح فيلمه {الهرم الرابع} جماهيرياً، مشيراً إلى أنه ناقش قضية تلمس الشباب العربي وهو السبب المباشر في تفاعل الجمهور معه، موضحاً أن فريق العمل كان متجانساً وهو ما ظهر على الشاشة للجمهور، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من ضيوف الشرف الذين آثروا العمل كمجموعة، مشدداً على أن القرصنة الإلكترونية أصبحت محل اهتمام كثيرين، وهي قضية ناقشها الفيلم.ويرى الناقد السينمائي نادر عدلي أن {سينما المول} تسيطر على إيرادات الأفلام، ما يؤكد أن مشاهدة الأفلام السينمائية بالنسبة إلى الجمهور أصبحت أمراً غير أصيل فيهم وأشبه بشراء الملابس والمثلجات وتناول المشروبات، موضحاً أن الجمهور يرتاد المتاجر للمتعة والشراء، ثم يفكر بعد ذلك في مشاهدة فيلم كوميدي ليختم يومه بالضحك.أما بالنسبة إلى {كدبة كل يوم} فأوضح عدلي أن عمرو يوسف سبب إخفاق الفيلم جماهيرياً لكثرة ظهوره على الشاشة بمسلسلات طويلة (30 حلقة) وعبر برامج تلفزيونية، مؤكداً في المقابل أن {الهرم الرابع} حقق إيرادات كبيرة وغير متوقعة لأنه يغازل الشاب الذي يتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة.الناقد السينمائي أحمد سعد الدين بدوره أوضح أن غالبية الأفلام الراهنة صنعت وأنتجت بسرعة شديدة من دون إتقان، ويفيض بعضها بالإفيهات فقط بينما يعتمد البعض الآخر على استنساخ أعمال نجحت سابقاً، مشيراً إلى أن الأعمال السينمائية والفنية تدار بمنطق الشللية اليوم، كذلك تؤسس كل مجموعة من الأصدقاء {ورشة كتابة}، ما يجعل معظم الأعمال ساذجاً.