أكد العيسى السعي إلى «إصدار قانون إنشاء الجامعات الحكومية لدعم جامعة الكويت، وتهيئة فرص التعليم لشبابنا ضمن منظومة متكاملة من الجامعات الحكومية والأهلية التي تساند نظيراتها في إتاحة فرص التعليم العالي لأبنائنا في جميع التخصصات».

Ad

شمل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد برعايته وحضوره الحفل السنوي لأوائل الخريجين المتفوقين في جامعة الكويت للدفعة الخامسة والأربعين للعام الجامعي 2014/2015، صباح أمس على مسرح الشيخ عبدالله الجابر في الحرم الجامعي بالشويخ.

وحضر الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، والشيوخ والوزراء، وعمداء الكليات بالجامعة، وجمع غفير من أهالي الخريجين المتفوقين.

وقال وزير التربية وزير التعليم العالي الرئيس الأعلى للجامعة د. بدر العيسى إن جامعة الكويت تتشرف اليوم بالرعاية الكريمة لصاحب السمو لحفل الخريجين المتفوقين في كلياتها، ولتزهو بهذا الشرف الكبير الذي عودتم عليه أبناءكم المتفوقين كل عام.

وتابع العيسى "إن زهونا يا صاحب السمو ليتضاعف هذا العام ويكتسب أهمية خاصة من هذا الاحتشاد الوطني الاحتفال بمناسبات وطنية مجيدة تمثلت في ذكرى استقلال الكويت، وانتصارها على الغازين المعتدين، بالإضافة إلى تولي سموكم حفظكم الله مقاليد الحكم، وهي مناسبات تحمل في طياتها من المعاني العميقة ما يجعل هذا الاحتفال لأبنائنا المتفوقين الخريجين جزءاً من النهج الكريم الذي اختطه قاداتنا الكرام لهذا الوطن العزيز في مسيرته المباركة التي تستهدف الارتقاء المتواصل بكافة مناحي الحياة على هذه الأرض الطيبة والتي تترجم خطى قيادتنا السابقين ومثابرتهم الدؤوبة لصياغة الحياة الكريمة لأبناء هذا الوطن".

النهضة المأمولة

وأوضح "ان وقفتكم هذا العام وكل عام بين أبنائك المتفوقين من طلبة الجامعة وأقرانهم من الطلبة المتفوقين في مؤسسات التعليم العالي كافة لهي تجسيد لهذه القيم الخالدة التي تؤصل للنهضة المأمولة لأي مجتمع، وذلك من خلال الحرص الكريم على توفير كل ألوان الرعاية المطلوبة والاهتمام الواجب الذي يشعر هؤلاء الأبناء المقبلين على الانخراط في ميادين العمل الوطنية المختلفة بأن المجتمع كله في مقدمته قيادته السياسية الرشيدة معني بهم وذلك في إطار الرؤية العامة التي تجعل ازدهار الوطن وتقدمه مسؤولية الجميع".

تحديات الجامعة

وذكر "اننا يا صاحب السمو لنسترشد دائماً بتوجيهاتكم السامية وأقوالكم الحكيمة التي تعلنون فيها أن أغلى ثرواتنا وأفضل استثماراتنا أبناؤنا فهم محور أي تنمية وغايتها ووسيلتها، والتنمية الحق هي التي تتخذ من الإنسان محوراً ومن العلم سبيلاً ومن الإخلاص دافعاً".

واشار الى "ان جامعة الكويت بكافة هيئاتها الأكاديمية والبحثية والإدارية لترفع إلى مقام سموكم الكريم أسمى آيات الشكر والامتنان والعرفان لما تحيطون به مسيرتها الموفقة من رعاية كريمة، وما تقدمونه لها من أسباب النجاح المتمثلة في فهم طبيعة العمل الجامعي ومتطلباته، وتوفير الدعم لها في مسيرتها، ولا يخفى على سموكم التحديات التي تقابل الجامعة مع ازدياد أعداد الطلاب الملتحقين بها حيث تضم الجامعة في رحابها اليوم نحو سبعة وثلاثين ألف طالب وطالبة يدرسون في ١٧ كلية، الأمر الذي يتطلب توفير الإمكانات المادية والبشرية والميزانيات اللازمة لدعم البرامج الأكاديمية وبرامج الأبحاث، كما لا ننسى يا صاحب السمو أن نشكر دعمكم لنا في توفير احتياجات البناء والتعمير لموقع مدينة صباح السالم في الشدادية، والتي بدأت الإدارة الجامعية في تنفيذ عقود بنائها مما سيوفر للجامعة بإذن الله مواقع جامعية وفق أفضل المستويات العالمية للمباني الجامعية".

قانون الجامعات

وأردف العيسى قائلاً "أن جامعة الكويت لهي في أمس الحاجة إلى الخبرات البشرية الوطنية والعالمية للمشاركة في رفع اسمها، وذلك من خلال سعي الجامعة وكلياتها إلى متابعة متطلبات الاعتماد الأكاديمي لمختلف الكليات والتخصصات العلمية فيها، مما يرفع من مستوى مركز هذه الكليات بين نظرائها في العالم، ونحن جادون يا صاحب السمو في السعي لإصدار قانون إنشاء الجامعات الحكومية لدعم جامعة الكويت وتهيئة فرص التعليم لشبابنا ضمن منظومة متكاملة من الجامعات الحكومية والأهلية التي تساند نظيراتها في إتاحة فرص التعليم العالي لأبنائنا في جميع التخصصات".

وأضاف "ولتحقيق ذلك ينهض أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة وفي مؤسسات التعليم العالي بأعمالها وبأداء رسالتهم على خير وجه، وهذا هو عصب الجامعة وأهم قواها المحركة، لذا فنحن جادون مع الهيئات المعنية في الدولة في توفير الدعم لهم".

مشعل منير

من جانبه، قال مدير جامعة الكويت د. حسين الأنصاري "إنها لمناسبة كريمة أن تحتفل بتكريم نخبة من أبنائنا المتفوقين في كليات الجامعة للعام الجامعي ٢٠١٤/٢٠١٥، والكويت تزهو بأعيادها وتتألق بحلة احتفالاتها بالذكرى الخامسة والخمسين لاستقلالها والذكرى الخامسة والعشرين لتحريرها والذكرى العاشرة لتولي سموكم حفظكم الله ورعاكم مقاليد حكم البلاد، ومرور عشر سنوات على تولي سمو الشيخ نواف الأحمد ولاية العهد".

وأشار الأنصاري إلى أن الإدارات المتعاقبة في الجامعة بذلت أقصى الجهود لتحقيق أهدافها ورسالتها السامية، وبهذه المناسبة تقدم بجزيل الشكر والتقدير للأخ الفاضل الأستاذ الدكتور عبداللطيف البدر مدير الجامعة السابق وإدارة الجامعة السابقة على ما بذلوه من جهود مخلصة طوال مدة إدارتهم للجامعة.

وأوضح أن جامعة الكويت منذ افتتاحها، وهي مشعل ينير الطريق لتقدم بلدنا الحبيب ومؤسسة أكاديمية لإعداد الأجيال من الكفاءات البشرية المتخصصة والكوادر القيادية، مشيراً إلى أنه "في نوفمبر القادم سيمر نصف قرن من عمر الجامعة التي تحولت إلى حقيقة مشهودة بفضل جهود طيبة بذلها الرواد المخلصون نذكرهم ونشكرهم، فبفضلهم وعلى أساس بنيانهم سنحتفل اليوم بتخريج الدفعة الخامسة والأربعين من خريجي هذه الجامعة لينضموا إلى رفاقهم السابقين ليبلغ عدد من خرجتهم الجامعة ١١٣١٦٦ خريجاً وخريجة".

وأكد الأنصاري أن الجامعة قدمت خلال نصف قرن من عمرها، أعمالاً متميزة وإنجازات هامة في المجالات العلمية والبحثية والمساهمة بشكل فاعل في خدمة المجتمع والارتقاء به في كافة الميادين، وانتشر خريجوها في مختلف قطاعات العمل والإنتاج، وتبوأوا المناصب الرفيعة وتحملوا مسؤولية العمل الوطني.

الدورة العلمية

وأضاف الأنصاري: "لأن الجامعات يكتمل نموها ودورها باكتمال الدورة العلمية من خلال الدراسات العليا فقد أنشأت الجامعة 84 برنامجاً للدراسات العليا على مستوى الدبلوم العالي والماجستير والدكتوراه، هذا ويتم تقييم ومراجعة البرامج بشكل دوري من قبل مستشارين أكاديميين من ذوي الكفاءة العلمية العالمية، مما يحقق مستوى رفيعاً لخريجي هذه البرامج ويعزز قدراتهم ويبرز كفاءتهم".

وأشار الأنصاري إلى أن الجامعات في دول العالم هي مصادر الأفكار والتطوير والنهضة لدولها، وهي مسؤولة عن توفير التعليم العالي الجامعي للأجيال الصاعدة التي تتطلع إلى تحقيق ذاتها وطموحاتها في مستقبل مشرق، وبقدر ما نوفره لهذه الأجيال من إمكانات النجاح والتفوق، يزداد الوطن تقدماً وازدهاراً ورفعة.

وذكر أن الجامعة تسعى إلى الارتقاء بجودة التعليم والمناهج الدراسية ونوعية الأبحاث وتبني أفضل المعايير والممارسات الأكاديمية وتوظيف التقنيات الحديثة لتسريع وتحسين جودة الخدمات.

وبين الأنصاري ان "الجامعة تتطلع في خطتها الجديدة إلى تبني الأفكار الإبداعية للشباب وغرس ثقافة الريادة وروح المبادرة وتحمل المسؤولية وتعزيز الروح الوطنية وغرس قيم العمل الإنساني والتطوع لديهم، وهذا ما استلهمناه من توجيهاتكم السامية والداعية لرعاية الشباب وتلبية طموحاتهم".

وأضاف: "لذا نحن نتطلع إلى اليوم الذي ينتهي فيه بناء وتشييد الحرم الجامعي المتكامل في مدينة صباح السالم الجامعية بالشدادية، والذي سيكون بمشيئة الله صرحاً علمياً شامخاً نفتخر به، كما نطمح أن يقر قانون الجامعات الحكومية حتى يتحقق إنشاء جامعات أخرى وتمنح تلك الجامعات استقلالا إدارياً ومالياً يوفر المرونة بما ينعكس إيجابياً على مستوى أدائها".

 قلعة العلم والعلماء

وبدورها ألقت الخريجة عهود الشمالي من كلية العلوم الإدارية كلمة أوائل الخريجين المتفوقين، والتي قالت فيها: "إن سعادتنا اليوم يا صاحب السمو غامرة بتشريفكم لنا في رحاب جامعة الكويت قلعة العلم والعلماء، فأهلاً وسهلاً يا والدنا العزيز وراعي نهضتنا وشكراً لقلبك المفتوح دائماً لأبنائك وبَنَاتِك شباب الكويت، فلك منا عاطر الثناء وصادق المحبة والولاء، ونحن يا صاحب السمو أبناؤك وبناتك، نعاهدكم ونحن في هذا المقام على أن نكون بذرة حب وانتماء إلى وطننا الغالي الذي قدم لنا الكثير وغمرنا بفيض الحب والحنان إلى أن جاءت هذه اللحظات الكريمة التي نترجم فيها كل معاني الحب إلى بلدنا الغالي ونهدي تفوقنا إليك يا حضرة صاحب السمو والى وطننا الحبيب والذي جاء بعد عناء وجد واجتهاد حتى نسهم في دعم مسيرة بلدنا الحبيب من أجل أن تكون الكويت دائما منارة العلم والعلماء".