في مساء هادئ ورتيب اتصلت بي صديقتي العزيزة لولوة، وهي بحالة من الهلع بعد أن تناولنا غداءنا سويا، وقضينا يوما ممتعا، تصرخ وتقول ذهبت أختي لإجراء أشعة الرنين المغناطيسي لكتفها في مستشفى الرازي، ولأن لديها فوبيا الأماكن المغلقة طلبت أن يتم تخديرها، وكان لها ما تريد، لكنها الآن في العناية المركزة!

Ad

وكانت تلك الطامة الكبرى، إذ انتقلت الأخت للعناية المركزة إثر جرعة البنج غير المدروسة التي أعطيت لها على عجالة، ودون أي دراسة مسبقة، وظلت تعاني المريضة رجفة وارتعاشا في جسدها كاملا، وبالفعل تم نقلها للعناية المركزة!

هلعت لولوة وذهبت للاطمئنان على أختها، في البداية العناية المركزة كانت مليئة بالقاذورات، والجميع يدخل دون تعقيم، والإهمال وصل إلى أهم مكان في أي مستشفى وهو العناية المركزة، لذا كيف لنا أن نلوم طبيب التخدير على إهماله؟ الجميع كان يتهرب من مسؤولية تحمل ما حدث للمريضة، التي جاءت لتفحص كتفها، وانتهت برقودها في العناية المركزة!

في كل يوم كان لدى لولوة قصة جديدة عن المستشفى تصلح لأن تكون مسلسلا دراميا، جميع الأطباء تهربوا من مسؤوليتهم، والممرضات كنّ حاقدات لحصول المريضة على غرفة في مبنى المستشفى الجديد، وهو الشيء الوحيد الذي أشادت به لولوة صديقتي.

وفي خضم إجراءات الشكوى في كل ليلة بعد أن يغادر الزوار يحضر الطبيب ليقنع المريضة بتوقيع أوراق تخلي مسؤوليتهم، دون أي احترام لعقلية المريض وتعبه، كل ما كان يهمهم التخلص من مسؤولية تحمل الخطأ.

في هذه الأثناء زار المريضة الطب الرياضي، على أساس أن إصابتها إصابة ملاعب لا إصابة رنين مغناطيسي، وطبيب الأطراف الصناعية انتهاء بالطب النفسي، ومحاولة إقناع المريضة أنها مهمومة لذا فجسدها ما زال يرتعش! تخاذل وإهمال وإسفاف مع كل أسف من مستشفى حكومي يخدم قاعدة كبيرة من المرضى.

 لن أطيل الحديث عن كيفية تعامل المستشفى مع الشكوى، سأترك لكم حرية الخيال، ولكن السؤال: إلى من يلجأ المريض في حالة تعرضه لخطأ طبي أو تحايل من المستشفى؟ لأن المستشفى نفسه غير مستعد للاعتراف بالخطأ ومحاسبة المسؤول أساسا، لذا أقترح أن يتم إنشاء جهة مستقلة تراقب جودة وخدمات المستشفى وتتلقى الشكاوى وتتعامل معها بحيادية وطريقة قانونية، المحاسبة والعقاب من أهم أسباب تطور الخدمة في أي جهة من المفترض أنها تساهم في حماية حياة الناس ومعالجة أمراضهم!

قفلة:

كل التعازي لضحايا الإرهاب أينما كانوا، في بلجيكا وباكستان، على أمل أن يستوعب العالم أن المسلمين أنفسهم أكثر من تضرر من الإرهاب لا دول الغرب فقط، على أمل أن يقوم صناع السينما العربية بالتطرق لمواضيع الإرهاب اقتداء بالسينما العالمية التي أجادت حتى اليوم تصوير مأساة هجمات 11 سبتمبر في نيويورك ومحرقة اليهود، في حين نحن لا نقدم سوى فن يناقش قضايا اجتماعية فقط لا تهم سوى السكان المحليين مع كل أسف!