صدقت هذه المرة استطلاعات الرأي حول احتمالات التصويت في الانتخابات التمهيدية التي جرت أمس الأول في ولاية نيويورك بشكل حاسم. فقد فازت هيلاري كلينتون بفارق كبير على منافسها الاشتراكي الديمقراطي بيرني ساندرز، في حين اكتسح دونالد ترامب أصوات الناخبين الجمهوريين وحقق نصرا كبيرا، خصوصا على منافسه المحافظ تيد كروز، حارما إياه من الحصول على أي مندوب في الولاية.

Ad

كلينتون التي عانت متاعب في الولايات الصغيرة، اعتبرت بعد ظهور نتائج التصويت أن معركتها في نيويورك كانت شخصية. فهي مثلتها في مجلس الشيوخ نحو 8 سنوات، وكان من الصعب عليها خسارتها، علما بأنها كانت حققت نصرا مماثلا على الرئيس باراك أوباما في انتخابات عام 2008.

وقد اعتبر خطاب كلينتون الذي ألقته أمام مناصريها، على نطاق واسع، أنه خطاب مخصص لمعركة الانتخابات العامة وليس فقط للديمقراطيين. فقد أعادت تقديم برنامجها السياسي الشامل مركزة على القضايا التي ستعمل عليها فيما لو فازت بكرسي الرئاسة في نوفمبر المقبل. كما حرصت على توجيه رسالة هادئة ومتوازنة تجاه منافسها ساندرز والجمهور الذي صوت له، مشددة على أن وحدة الحزب الديمقراطي في الانتخابات العامة حاسمة وأساسية لهزيمة خطاب الكراهية الذي يلهج به كل من ترامب وكروز. ووجهت نقدا شديدا لكليهما قائلة انهما يعملان على تقسيم الاميركيين بدلا من توحيدهم.

وحين انتقدت اتهاماتهما للمسلمين ومعاملتهم كمجرمين، علت صيحات الجمهور استنكارا للذي صفق لها لدفاعها عنهم وعن الأقليات والمهاجرين.

في المقابل القى ترامب خطابا اعتبر نتاج التغيير الذي أجراه على طاقمه الانتخابي ومديري حملته، ونجح في تقديم نسخة مختلفة تماما عن ترامب السابق.

البعض قال إن ترامب ظهر بعد انتخابات نيويورك مرشحا رئاسيا أكثر منه مرشحا يخوض معركة حزبية.

فهو ابتعد عن أسلوبه الشعبوي السابق في التهجم على خصومه، وقدم خطابا مختصرا ومركزا، نائيا بنفسه عن إثارة الحساسيات التي كلفته خسارة ولايات عدة لمصلحة خصمه كروز، الذي خرج أمس الاول خالي الوفاض، ما اعتبر ضربة شديدة له ولادعاءاته بأنه المرشح الجمهوري الوحيد القادر على هزيمة ترامب وكلينتون معا.

لكن ترامب كرر انتقاد قوانين الحزب الجمهوري، قائلا انه سيعمل على عقد تسويات حاسمة مع قيادته لضمان حصوله على ترشيح الحزب في المؤتمر العام في يوليو المقبل.

وبينما فاز ترامب بنحو 60 في المئة من أصوات الناخبين الجمهوريين في نيويورك، يرجح أن يحصل على نحو 90 مندوبا من أصل 95 عدد مندوبي الولاية، ليرتفع عدد مندوبيه الى 845 مقابل 559 لكروز و147 لجون كايستش.

في المقابل فازت كلينتون بأصوات نحو 58 في المئة من أصوات الديمقراطيين لتحصل على نحو 170 مندوبا، وليرتفع عدد مندوبيها الى 1893، في حين ارتفع عدد مندوبي ساندرز الى 1180.

وأظهرت إحصاءات انتخابية في نيويورك ان كلينتون حصدت أصوات 70 في المئة من النساء ومن السود وبقية الاقليات وعلى 90 في المئة من ثقة الناخبين كسياسية مجربة، وعلى نحو 70 في المئة من أصوات البالغين.

في المقابل، حصد ساندرز على أكثر من 70 في المئة من أصوات الشباب بين 18 و29 عاما.

كما شارك في انتخابات الديمقراطيين نحو مليوني شخص مقابل نحو 800 الف من الجمهوريين، ما يعكس طبيعة هذه الولاية المتعددة الأعراق والمنفتحة في تقاليدها والمصنفة كولاية ديمقراطية في الأصل.

ومن المتوقع أن تجرى الأسبوع المقبل انتخابات في ولايات الساحل الشرقي للولايات المتحدة في كل من بنسلفانيا وميرلاند وكونيتكت وديلاور ونوجيرسي، يتوقع بعدها أن تحسم على الأقل هوية المرشح الديمقراطي الذي سيخوض سباق الانتخابات العامة.