• بعد أن كنت أبرز الوجوه في حملة الرئيس عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية، ما سر انقلابك على الرئيس وهجومك على سياساته؟

Ad

- في البدايات كنت من أشد داعمي الرئيس، لكن ظهرت خلال الفترة الماضية العديد من القضايا التي دفعتني إلى تغيير تلك القناعة، ومن بين هذه القضايا مقتل الناشطة اليسارية شيماء الصباغ، فضلا عن تنفيذ وإعلان مشاريع قومية لم تكن لها دراسات جدوى، ولعبت وسائل الإعلام دورا كبيرا في الترويج إلى أنها ستحل مشكلات المصريين، وهي في الحقيقة غير ذلك.

• هناك تحسن ملحوظ في أداء قطاعات عديدة في الدولة؟

- بالفعل هناك تحسن إيجابي في المجال الأمني، مقارنة بالفترة التي تلت 30 يونيو 2013، وبعض التحسن في شبكة الطرق، لكن كل هذا ليس كافيا، ومع الأسف الرئيس يتبع سياسات من سبقوه فيحيط به أهل الثقة والولاء والمقربون، ولا يعتمد على أهل الكفاءة والأهلية، وكثير من القرارت التي تخرج عن الدولة تأتي بطريقة فوقية من أجهزة سيادية لا يتم إشراك أهل الاختصاص فيها، كما لا تشارك الأحزاب السياسية في اتخاذ القرار، خلال الفترة الانتقالية التي غاب فيها البرلمان.

• لكن ألم يكن تحسن الوضع الأمني أمرا يشفع للدولة، وخطوة على طريق تحقيق النمو وجذب الاستثمار؟

- نعم تحسن الوضع الأمني أمر مهم للغاية، لكن ما قيمة ذلك التحسن في ظل استمرار انتهاك حقوق الإنسان والحريات، فبزعم الوضع الأمني تكدست السجون بالمحبوسين اشتباها، فضلا عن استمرار الحبس الاحتياطي مددا طويلة، وفي كل الأحوال الرئيس هو المسؤول عما يجري في البلاد، والقول إن الأجهزة الأمنية تعمل بمعزل عن الرئيس غير صحيح، فلو أراد الرئيس التغيير، فسوف يطالب وزير الداخلية بذلك.

• أليس دليلا على مساحات الحرية المتاحة عدم تعرضك لأي تهديد أو خطر بعد نشر شهادتك مطلع العام الحالي؟

- للأمانة لم أتعرض لأي تهديد أو خطر بعد نشر شهادتي في يناير الماضي، باستثناء بلاغ لنيابة أمن الدولة العليا قدمه أحد المحامين ضدي، لكنني أتوقع ألا يكون ذلك البلاغ مؤثرا إلى حد كبير، لأني لم أذكر أسماء أشخاص أو أحدد هوية أحد.

* كيف تقيم أداء المعارضة المصرية؟

- المعارضة في مصر فاشلة ومفككة ومشتتة لا تنظر إلى المصلحة العامة، وتزايد على بعضها البعض بالقول أنت كنت مؤيدا للرئيس أو للجيش، وبينها خلافات لا تؤهلها لمعارضة النظام، وإذا لم تتخل عن المزايدات الطفولية والكرتونية فلا فائدة تذكر من وجودها.

• ماذا عن أداء البرلمان الجديد؟

- غالبية نواب المجلس من الشخصيات التابعة للنظام، والتي تحركها أجهزة أمنية، ومن يعترض من النواب على قولي، فعليه أن يثبت غير ذلك، وقد عايشت كما أوضحت أخيرا تفاصيل كثيرة من كواليس تشكيل ائتلاف «دعم مصر»، وأن أجهزة في الدولة كانت تسعى من خلال ذلك الائتلاف للحصول على ثلثي مقاعد المجلس للتحكم في مصير البرلمان، لكن الوضع الحالي يقول إن الأمور تفلت من أيديهم ولا يستطيعون تنفيذ ما هو مطلوب، فالائتلاف يحاول السيطرة على البرلمان، لكن الأمور لا تسير على ما يرام.