بالعربي المشرمح: عالم بلا إنسانية!
حين كان يتظاهر أطفال فلسطين في أواخر القرن الماضي بحجارتهم أمام الجيش الصهيوني المدجج بالأسلحة التي يطلق بها النار عليهم كان العالم يثور ويخرج بتظاهرات عارمة تجول شوارع المغرب والمشرق، وكانت الحكومات الغربية تخضع لإرادة شعوبها فتضطر إلى الضغط على الكيان الصهيوني خوفاً من شعوبها، أما اليوم فنرى العجب العجاب من قتل وإرهاب واغتصاب وانتهاك لحقوق الإنسان دون أن نشاهد تظاهرة واحدة في الغرب، بل تقابل كل الجرائم الحقوقية التي نراها يومياً في منطقتنا وغيرها، بعدم اكتراث من قبل المنظمات الحقوقية والأممية المعنية، فما الذي حصل يا ترى ليصمت العالم الحر أمام هذا المشهد اليومي الدامي؟!في اعتقادي أن الأعلام الغربي المدعوم من الصهاينة نجح في إقناع تلك الشعوب بأننا متوحشون وإرهابيون، طبيعتنا القتل والإرهاب، فإذا لم نجد أجنبياً نقتله فسنتقاتل في ما بيننا، فالصهاينة مولوا ودعموا المنظمات الإرهابية العربية لتقتل وتفجر وتزرع الرعب في نفوس الشعوب الحرة والديمقراطية، حتى نجحوا في إقناعهم بأننا لا نستحق من يدافع عنا أو حتى يستنكر الجرائم التي نتعرض لها، ليصبح العالم بمجمله بلا إنسانية بل غابة يقتل القوي فيها الضعيف.
أصبح القتل مشهداً طبيعياً نراه يومياً بمنطقتنا وباتت أوطاننا مستنقعات للإرهاب والإرهابيين، فإن لم نمت بسكاكين الإرهابيين متنا بصواريخ الطغاة ومدافعهم، والناجي منا يموت غرقاً في المحيطات والبحار، والعالم يتفرج علينا كما يتفرج على أفلام الرعب عبر شاشات التلفاز دون حتى استنكاراً لما يحدث لنا من جرائم تقشعر لها الأبدان. يعني بالعربي المشرمح:أصبح العالم بلا إنسانية ولا ضمير، بل حتى الشعوب الحرة انعدمت في هذا الزمان، الذي نراها فيه تحرص على حقوق وحياة الحيوانات، بينما لا تكترث بالشعوب العربية التي تتساقط يومياً بسكاكين الإرهابيين وصواريخ الطغاة، ليأكل القوي منا الضعيف أمام مرأى ومسمع العالم.