آمال: أغنامنا ترعاها الذئاب
![محمد الوشيحي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1579110147954926500/1579110167000/1280x960.jpg)
كل شيء عال العال. أغنامنا السمينة ترعاها الذئاب الجائعة، وتحميها الضباع المتربصة، ونحن نعد النجوم، ونسهر على لحن الربابة، ياما انت كريم يارب. واللصوص يلعبون معنا "عظيم سرى ولاح" (لعبة نجدية يمارسها الأطفال، إذ يرمي أحدهم عظماً في عتمة الليل، وينطلق الآخرون للبحث عنه، ومن يجده أولاً فهو الفائز)، ولصوصنا الأفاضل يلعبون معنا بهدف تسليتنا، ويرمون لنا عظماً طائفياً في عتمة الليل، وننطلق نحن للبحث عنه، بأقصى سرعاتنا، فينقضون هم على الخزائن، ويفرغونها من محتواها قبل أن نجد العظم. وإن وجدناه، صفقوا لنا ورموا عظماً آخر، نتسابق بحماسة، مرة أخرى، للعثور عليه قبل غيرنا.القاشية معدن، والسلم نايلو في نايلو، وأنا لست ممن يبطر على النعمة، لكن أمراً واحداً فقط لم أفهمه، هو: لماذا يرتفع صوت الناس بالبكاء عندما يفقدون أغنامهم، رغم علمهم أنها تسرح ما بين الذئاب والضباع؟ هذه النقطة الوحيدة التي عكرت مزاجي ولم أفهمها. أما ما عدا ذلك فالموسم ربيع، والنبات يغطي الركب. وعظيم سرى ولاح: "العريفي والقزويني سيدخلان إلى البلاد قريباً".