بعد أسبوع فقط من فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية في كارولاينا الجنوبية، جاء دور الديمقراطيين في الولاية نفسها، التي عرضت متصدرة السباق إلى الولاية الرابعة هيلاري كلينتون أمس قوتها فيها أمام منافسها بيرني ساندرز، مع افتتاح مراكز التصويت تمهيداً لـ«الثلاثاء الكبير» بعد غدٍ.

Ad

بدأت أمس في ولاية ساوث كارولينا الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، التي يتنافس فيها المرشحان هيلاري كلينتون وبيرني ساندرز، في حين تتجه كل الأنظار الى "الثلاثاء الكبير" في الأول من مارس المقبل.

وتتقدم كلينتون على ساندرز بـ26 نقطة في عشرة استطلاعات رأي محلية، وبحسب الموقع الإلكتروني "ريل كلير بوليتيكس دوت كوم"، تحظى كلينتون بتأييد 58 في المئة من الناخبين الديمقراطيين، مقارنة بـ32 في المئة لساندرز.

وأفاد مكتب الإحصاء الأميركي بأن تعداد سكان الولاية يبلغ 4.8 ملايين نسمة ونحو 27 في المئة منهم من أصحاب البشرة السوداء.

وتتصدر كلينتون السباق لجمع عدد المندوبين المطلوب لنيل ترشيح الحزب، بعد فوزها في اثنتين من الولايات الثلاث التي نظمت حتى الآن انتخابات تمهيدية، مع فوزها في أيوا بفارق ضئيل وفي نيفادا.

وقالت كلينتون، أمس الأول، أمام مئات الأشخاص ومعظمهم أميركيون أفارقة تجمعوا خلال حفلة شواء في أورانجبرغ، إنه "سيكون رائعا القيام بعمل جيد هنا غدا". وفي صورة متناقضة، لاقى ساندرز ترحيبا فاترا من الحشد نفسه عندما وصل بشكل غير متوقع إلى الحفل نفسه بعد وزيرة الخارجية السابقة.

وفي وقت لاحق بكولومبيا، ألقى ساندرز خطابه الأخير في قاعة ضخمة نصف فارغة، على عكس ولاية أيوا حيث جمع نحو خمسة آلاف مؤيد في الساحة.

وبينما يحظى ساندرز بدعم شخصيات من السود مثل المخرج سبايك لي ومغني الراب كيلر مايك، تحظى السيدة الاولى السابقة بدعم مسؤولين محليين وشخصيات من السود.

وتستفيد المرشحة البالغة من العمر 68 عاما من تأييد الناخبين الذين دعموا زوجها بيل، الذي نافست شعبيته كمرشح رئاسي تلك التي لدى باراك أوباما.

وهذان الرجلان تعرفهما كلينتون جيدا، وفي كثير من الأحيان تطلق النكات عن كونها جزءا من نسبهما السياسي، قائلة: "أنا لست مرشحة لأكون المرحلة الثالثة من بعدهما، لكنني أعتقد أنهما قاما فعلا بعمل جيد للولايات المتحدة، وسيكون غباء ألا نتعلم منهما".

وتجوب هيلاري وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون وابنتهما تشيلسي ارجاء الولاية مع التركيز على الكنائس والجامعات التي تلقى اقبالا من السود، مرددين الرسالة ذاتها: هيلاري كلينتون هي المرشحة الوحيدة التي تملك برنامجا متكاملا من اجل "اسقاط الحواجز"، التي تمنع الاقليات من الازدهار داخل المجتمع الاميركي.

وخصص ساندرز قدرا أقل من وقته لولاية كارولاينا الجنوبية، مفضلا على ضوء فرصه فيها تكريس جهوده لولايات مثل اوهايو ومينيسوتا ستصوت في مارس، حين يتم منح 45 في المئة من المندوبين، مقابل نحو 2 في المئة فقط حتى الان.

ويتوقع سناتور فيرمونت منافسة شديدة وسباقا طويلا يستمر ربما حتى اخر عمليات الاقتراع في مايو ويونيو.

وتتصدر هيلاري كلينتون في معظم الولايات، غير ان ساندرز متقدم عليها في ماساتشوستس كما في معقله فيرمونت طبعا.

وتجرى انتخابات "الثلاثاء الكبير" التمهيدية في ولايات ألاباما وأركنساس وجورجيا وماساشوستس ومينيسوتا وأوكلاهوما وتينيسي وتكساس وفيرمونت وفرجينيا والاسكا وجزيرة ساموا الأميركية في جنوب المحيط الهادئ.

وتمنح هذه الولايات مجتمعة الحزب الجمهوري 595 مندوبا انتخابيا، أي ربع العدد الاجمالي للمندوبين لطلب نيل بطاقة الترشح، في حين تمنح الحزب الديمقراطي 1004 مندوبين، أي نحو نصف العدد المطلوب للمرشح كي يتقدم بطلب نيل بطاقة الترشح.

وتقدم الولايات المشاركة في "الثلاثاء الكبير" المندوبين بناء على نسب التصويت التي يحصل عليها المرشحون، طالما تم الايفاء بنسبة معينة تختلف بحسب الولاية.

وتستعد كلينتون لإحراز تقدم كبير على حساب منافسها ساندرز بعد نتائج "الثلاثاء الكبير"، وربما تكون في طريقها لطلب الترشح عن الحزب الديمقراطي أثناء انعقاد مؤتمر الحزب في فيلادلفيا في يوليو المقبل.

وفي الحزب الجمهوري يواصل ملياردير نيويورك دونالد ترامب تقدمه أمام منافسيه في استطلاعات الرأي بمعظم ولايات "الثلاثاء الكبير".

وفي اكبر دعم يحوزه من شخصية جمهورية مرموقة، حصل ترامب على دعم حاكم ولاية نيوجيرسي الجمهوري المعتدل كريس كريستي، الذي كان قد دخل السباق الى البيت الابيض عن الجمهوريين قبل ان ينسحب في العاشر من فبراير.

وقال كريستي إن "الشيء الاهم للحزب يكمن في تسمية الشخص القادر على ان يعطينا افضل فرصة لهزم هيلاري كلينتون".

وقال كريستي (53 عاما)، النائب العام السابق، خلال مهرجان لترامب في تكساس: "لا يوجد احد جاهز لتقديم قيادة قوية لأميركا، هي بحاجة لها في الداخل وفي العالم على حد سواء، افضل من دونالد ترامب".