عاد الفنان اللبناني يوري مرقدي إلى سوق الألبومات الغنائية بعد غياب طويل عن الساحة الفنية عقب هجرته إلى كندا مع أولاده.

Ad

يوري الذي طرح ألبومه الجديد «أنا الموقع أدناه» نهاية العام الماضي، حرص على الاحتفال به في القاهرة أخيراً، وتحدث عن تفاصيله في دردشة مع «الجريدة».

ما سبب غيابك الطويل عن الساحة الفنية؟

سافرت برفقة أسرتي إلى كندا بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي في العالم العربي، وفضلت أن ينشأ أبنائي في ظروف مستقرة وهادئة. فعلاً، انشغلت معهم، وتأخرت عودتي إلى الغناء رغم أنني لم أكن أخطط للبقاء طويلاً، ولكن أربكني الاضطراب السياسي الذي رافق ثورات الربيع مثلما أربك جميع الشعوب. وفي النهاية، الفنان يتأثر بمجتمعه وبالظروف التي تحيط به بشدة، فضلاً عن أنني أعمل بمزاجية شديدة في الفن، وبقيت حتى مرّت تسع سنوات تقريباً وعدت إلى لبنان.

يسافر بعض الفنانين إلى الخارج كثيراً، لكنهم لا يبتعدون عن الغناء.

أفضل التعامل بروح الهاوي في الموسيقى، لذا أعمل وفق حالاتي المزاجية، ويستغرق بعض الأغاني وقتاً طويلاً. في الألبوم الأخير، كتبت ثماني أغان ولحنت بعضها واهتممت بتوزيعها. لم أتقصّد الابتعاد، لكني حرصت على أن لا أفقد متعة العمل.

هل وجدت صعوبة في العودة؟

شعرت بتردّد كبير عند تفكيري بالعودة وبنوعية الأغاني التي يجب أن أقدمها والجمهور الذي استهدفه. لكن زوجتي أدّت دوراً كبيراً في تشجيعي ومساندتي للتخلّص من تردد سيطر عليّ لفترة، خصوصاً أن ألبومي «أنا الموقع أدناه» استغرق تحضيره نحو ثلاث سنوات. وأشير هنا إلى أن الجمهور الذي قدمت معه «أنا عربي» أصبح في مرحلة عمرية مختلفة، لذا كان لدي تخوف من تذكر الناس لي وللأغاني التي قدمتها مع تغيّر ملامحي وتقدّمي بالعمر. لكن رد الفعل كان جيداً للغاية.

لكن يتهمك البعض بالغرور بسبب سيطرتك على غالبية الأغاني.

غير صحيح. الأمر ليس مرتبطاً سوى بمزاجيتي التي تجعلني أعمل وأنا في المنزل، وفي الألبوم تعاونت مع كل من محمود الجبالي وهشام نيازي وغيرهما. فكرة التعاون ليست مرفوضة بالنسبة إلي لكنها تحتاج إلى وجود أغانٍ تناسبني. كذلك جعلتني إقامتي في كندا لا أتواصل مع صانعي الموسيقى، لذا علاقاتي محدودة في الوسط الفني، وإذا قدّم لي أي شخص أغاني أشعر بانجذاب إليها لن أتردّد بالقبول بها.

عودة مختلفة

عدت إلى الجمهور بإطلالة مختلفة تظهر تقدمك في العمر. هل تقصّدت ذلك؟

عدت بشكلي الحقيقي وعمري الذي أعيشه، والتجاعيد والشعر الأبيض جزء منهما، وهي مرحلة لا أخجل بها على الإطلاق، بل على العكس سعيد بها. عموماً، على الإنسان الاستمتاع بكل مرحلة في حياته وعيشها كما هي. لكن هذا الأمر لا يمنع أن أغيّر في شكلي إذا تطلّب الفيديو كليب أو العمل الذي سأشارك فيه ذلك.

اعتدت تقديم نوعية مختلفة من الموسيقى منذ بدايتك، هل تراها لا تزال مناسبة؟

يميز الاختلاف فناناً عن آخر، وعندما قدمت الأغاني في بداياتي لم يتحمّس لها المنتجون وأصحاب شركات الألبومات لكنها حققت نجاحاً كبيراً مع الجمهور. عموماً، الفنان مشروع غنائي متكامل، وأعمل على نفسي باستمرار لتقديم أغان تناسبني كمطرب وتلائم شخصيتي الغنائية. كذلك لست مضطراً إلى تقديم أعمال لست راضياً عنها، فروح الهاوي التي أتعامل بها تمنحني فرص الاختيار والانتقاء بعيداً عن أي ضغوط قد أتعرض لها بسبب ظروف السوق. والحمد لله أن الألبوم حقّق رد فعل جيداً مع الجمهور بعد طرحه في الأسواق.

تعاونت مع شركة «مزيكا» في الألبوم، فما سبب حماستك للعودة من خلالها؟

أقدر مالك الشركة المنتج محسن جابر للغاية وأثق في اختياراته، فهو منتج خبرته طويلة في سوق الألبومات، لذا لم أتردد كثيراً في التعاون معه.

لم تصاحب الألبوم دعاية مكثفة، خصوصاً أنك غائب منذ سنوات، فما السبب؟

لا يختلف أسلوب الدعاية كثيراً بين شركات الإنتاج، لذا كنت حريصاً على المجيء إلى مصر بهدف الترويج للألبوم والظهور إعلامياً والمشاركة في الحفلات الغنائية بما يعطي فرصة للجمهور لمعرفة أنني عدت فعلاً. سيكون للتواجد الإعلامي دور إيجابي بالترويج للألبوم، واستقبال الجمهور لي فاق توقعاتي الشخصية. أعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد تواجدي أكثر سواء في الحفلات أو النشاطات الفنية عموماً.

حدثنا عن أغنيتك «يا قاهرة».

كتبت هذه الأغنية متأثراً بالحوادث في مصر من خلال متابعتي الأخبار على الشاشات.

ما هي الأغنية التي ستصورها كفيديو كليب؟

استقريت على تصوير أغنية «أحلام كبيرة»، لكن حتى الآن التصور النهائي للتصوير لم ينته بعد، لا سيما أن ثمة أفكاراً عدة نناقشها خلال الفترة الراهنة للاستقرار عليها.

هل ستخوض تجربة التمثيل مجدداً؟

لا أمانع من تكرار التجربة إذا وجدت نصاً مناسباً يحمسني إلى العودة، وأشعر معه بتلقائية في الأداء مثل «منتهى اللذة»، فهي تجربة مهمة في مشواري الفني وسعدت بها.