بعد زيارته إلى الصرح البطريركي في بكركي، حيث التقى البطريرك الماروني بشارة الراعي، أجرى رئيس تيار «المستقبل»، رئيس الحكومة السابق النائب سعد الحريري، أمس، زيارة الى مدينة طرابلس، حيث أدى صلاة الجمعة في مسجد الصديق، في ما بدا أنه محاولة من الحريري للحصول على دعم طرابلسي لترشيح زعيم تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية.

Ad

وفي كلمة له في طرابلس، قال الحريري: «إننا سنكمل المشوار مع فرنجية، وهو المرشح الذي اخترناه من ضمن الأقطاب الأربعة»، مضيفا أن «لبنان دولة ديمقراطية ونستطيع أن نخرج بحل الأزمة الرئاسية من لبنان حتى لو كانت هناك ضغوط إقليمية، واللعبة الديمقراطية تحتمل الربح والخسارة»، ومعتبرا أن «من يعطل انتخاب الرئيس يعطل البلد، والحريص على شؤون المسيحيين ينتخب رئيسا للجمهورية».

ورأى الحريري أنه «عندما نرى ما يحصل في البلدان المجاورة نشعر أنه من واجبنا الوطني والدستور والأخلاقي أن نتوجه الى المجلس النيابي، وننتخب رئيسا، لذلك سنكون في 2 آذار حاضرين في المجلس».

وأشار الى أن «طرابلس هي البلد التي وفت للرئيس رفيق الحريري، واليوم نأتي الى طرابلس كي نؤكد أن طرابلس في قلبنا، ولذلك القلب على الشمال».

الشعار

وفي كلمة له خلال مأدبة غداء أقامها على شرف الحريري، قال مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار إن «كل الرؤساء وصلوا الى سدة الرئاسة بالأكثرية في مجلس النواب»، مشددا على أنه «لا يجوز أن يصل الرئيس بالأكثرية المذهبية أو الطائفية». ورأى أن «المرحلة التي يمر بها لبنان تحتاج الى عدم التساهل بالانتظام العام»، معتبرا أن «رئيس الجمهورية يكون قويا إذا التزم الدستور ويكون كبيرا وعظيما إذا استطاع أن يستوعب المواطنين».

وكان الشعار قال في كلمة له بمسجد الصديق في طرابلس أن «قدر هذه الأمة وقادتها أن يصبروا وأن يتحملوا، لأن الرابح هو الأرجح عقلا وهو الذي يفكر بعقل، ونسأل الله أن يعين رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري على قيادة الوطن الى الخير، وأن يتولى قيادة المركب الى شاطئ الأمان والنجاة، مخاطبا الحريري بالقول: «أهلك معك والوطن معك والأحرار معك، والله تعالى معك».

الحريري والراعي

وكانت زعيم «المستقبل» قال بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي، إن «التواصل مع الراعي دائم، ونحن جئنا لسماع رأي غبطته، وبالنسبة إلينا موضوع الرئاسة أساس، واليوم هناك 3 مرشحين، وهؤلاء يجب أن ينتخب واحد منهم، ونحن سنهنئ من يفوز بهذه الانتخابات، وواجب النواب انتخاب الرئيس، وهناك من يعتبر مقاطعة الانتخابات حقا، ولكن من يقاطع يقاطع لمرة أو اثنين، ولكن بعد هذه المدة من مقاطعة الانتخابات الفراغ في رئاسة الجمهورية خيانة للدستور، وعلى الجميع انتخاب رئيس». أما الراعي فقال للحريري: «لقد حركت البلد بمجيئك الى بيروت، إن شاء الله تكون عم تقدر ترتاح».

سجال «مستقبلي ـ عوني»

ورد أمين سر «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ابراهيم كنعان (التيار الوطني الحر بزعامة العماد ميشال عون) على الحريري، مشددا على أن «‏الدستور والميثاق متلازمان وفصلهما، كما حصل منذ 25 عاماً في كل المواقع المسيحية هو الخيانة للدستور ولعقد الشراكة الوطنية».

في المقابل، اعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب جمال الجراح أن «من يريد المحافظة على الميثاق لا ينخرط في الموقع والمحور الإيراني الغريب عن حضارتنا وثقافتنا»، لافتا الى أن «المحافظة على الميثاق تبدأ بتحرير رئاسة الجمهورية، وليس من خلال خطاب طائفي بغيض».

ورأى أن «من يحافظ على الميثاق، لا يقف ضد النسيج الوطني ولا ضد العروبة والثقافة والحضارة والتاريخ اللبناني، ولا يقف ضد الإجماع العربي وينخرط مع قوى فارسية غريبة عن المنطقة».

ريفي يرفع قضية سماحة إلى «الجنائية الدولية»

عقد وزير العدل أشرف ريفي، أمس، مؤتمراً صحافياً، أكد فيه أنه سيلجأ إلى المحكمة الجنائية الدولية بقضية الوزير السابق ميشال سماحة، المتهم بنقل متفجرات من سورية إلى لبنان، بالتآمر مع النظام السوري، للقيام بتفجيرات تستهدف رجال دين وشخصيات سياسية سنية.

وكانت المحكمة العسكرية أطلقت سراح سماحة، فيما تتواصل جلسات محاكمته، في إجراء لاحتواء اثار الغضب.

وأوضح ريفي أن "سماحة بحوزته الجنسية الكندية، وهي ضمن الدول التي تحاكم وتحاسب المجرمين"، مضيفاً أنه "يدخل ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية النظر في الجرائم ضد الانسانية، ويعد القتل العمد جريمة ضمن الانسانية اذا حصل ضمن هجوم ممنهج وبين السكان".

وقال: "كيف نغفر ذنب من تواطأ مع سورية، وخطط لاغتيال شخصيات وفعاليات سياسية ودينية، إرضاء لأوامر أسياده بالخارج؟".