اجتماعات مكثفة في جنيف حول سورية قبيل زيارة كيري إلى موسكو

نشر في 23-03-2016 | 13:49
آخر تحديث 23-03-2016 | 13:49
No Image Caption
تتواصل المحادثات غير المباشرة الأربعاء بين ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة في مقر الأمم المتحدة في جنيف فيما تتجه الأنظار إلى موسكو التي يصلها وزير الخارجية الأميركي في محاولة لدفع عملية المفاوضات التي لم تحقق تقدماً ملموساً بعد.

وبدأ الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا اجتماعاته الأربعاء بلقاء مع الوفد الحكومي السوري، وقال بشار الجعفري، رئيس الوفد ومندوب سورية لدى الأمم المتحدة في مقابلة لوكالة فرانس برس إنه سيسلم دي ميستورا تصورهم عن جدول أعمال المفاوضات التي تنطلق جولتها المقبلة في أبريل.

واعتبر الجعفري أن عدم الاتفاق على جدول الأعمال «يعيق التقدم بشكل رئيسي» في جنيف لكنه أضاف «أستطيع أن أقول إننا اقتربنا إلى حدٍ ما من كسر جدار الجمود الذي كان قائماً في الجولة الأولى من ناحية الشكل وليس الجوهر».

وانتقد الجعفري «انتقائية واستنسابية الوفود الأخرى في مقاربتها للقرار 2254» الذي قال إنه «واسع وشامل ويجب أن نراعيه بكل أحكامه، فهو يتحدث عن مكافحة الإرهاب ويجب أن نتطرق إلى ذلك، ويتطرق إلى حوار سوري سوري بدون تدخل خارجي وشروط مسبقة».

وشدد على أن أولوية الوفد الحكومي في الجولة المقبلة هي بحث «محاربة الإرهاب»، مؤكداً على أن حل النزاع الذي تشهده سورية منذ خمس سنوات والذي تسبب بمقتل أكثر من 270 ألف شخص «يبدأ حكماً بمكافحة الإرهاب ونحن محتاجون إلى تضامن العالم معنا».

انتقال سياسي

وقال دي ميستورا للصحافيين الثلاثاء أن «الحل اللازم لمكافحة الإرهاب يمر بالتوصل إلى صيغة للانتقال السياسي في سورية»، وهو ما يرفض وفد دمشق الخوض في تفاصيله مشدداً على أن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد «ليس موضع نقاش» في جنيف.

ويحدد القرار 2254 الذي تبناه مجلس الأمن بالإجماع نهاية العام الماضي خارطة طريق تتضمن مفاوضات بين النظام والمعارضة ووقفاً لإطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وتنظيم انتخابات خلال 18 شهراً، ولا يشير هذا القرار إلى مصير الرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما تعتبره دمشق «ليس موضع نقاش» في جنيف.

وبحسب الجعفري فإن «آليات الحوار والتغيير السياسي والانتقال السياسي وحكومة الوحدة الوطنية كلها جزء لا يتجزأ من جدول الأعمال»، معتبراً إنه إذا كان القرار 2254 «بوصلة أو خارطة طريق فهو يحتاج إلى جدول أعمال يحدد أولويات المشاركين في هذا الحوار».

وأقر بأنه «لا قراءة واحدة لمسألة الانتقال السياسي»، مضيفاً «نحن فهمنا شيئاً والطرف الآخر فهمه شيئاً وربما لدى دي ميستورا حل وسط».

وكان دي ميستورا حث الوفد الحكومي نهاية الأسبوع الماضي على تقديم مقترحات عملية بشأن رؤيته لموضوع لانتقال السياسي الذي يعتبره «أساس» محادثات جنيف.

وتتزامن محادثات جنيف غير المباشرة الأربعاء مع زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو، حيث يلتقي الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره سيرغي لافروف في محاولة لدفع مفاوضات جنيف وتقييم وقف إطلاق النار الذي تشهده مناطق سورية عدة بموجب اتفاق بين الطرفين منذ 27 فبراير، ترعاه الأمم المتحدة.

ويعول دي ميستورا على محادثات موسكو التي «ننتظر الكثير» منها على حد قوله، أملاً أن «تكون بناءة لتساعدنا على المضي في المحادثات بشكل معمق أكثر».

لكن الجعفري اعتبر أن الحديث عن ضغوط تمارسها روسيا على الحكومة السورية لتقديم تنازلات في جنيف هو «قراءة خاطئة».

وقال «إذا كان من ضغط يجب أن يمارس فنحن نتمنى من الأميركي أن يمارسه على المجموعات المسلحة وعلى رعاتها في قطر وتركيا والسعودية لكي يساعدوا في دفع الأمور قدماً».

وأضاف «عندما نقول أن الحوار سوري سوري من دون تدخل خارجي فهذا يشمل الروس والأميركيين، لا استثناءات هنا».

ويضع محللون قرار روسيا المفاجئ الأسبوع الماضي بسحب الجزء الأكبر من قواتها من سورية والذي بدأت تنفيذه تدريجياً في إطار الضغط على دمشق.

وقالت المحللة اغنيس لوفالوا المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط لفرانس برس الثلاثاء أن لدى الروس الوسائل «للي ذراع» النظام السوري، وستكون زيارة كيري إلى موسكو الأربعاء مناسبة لزيادة الضغوط عليه.

واعتبرت أن «النظام لا يريد التنازل عن أي شيء لأنه يدرك إنه في حال الدخول في مفاوضات جديدة فستكون بداية النهاية له».

تدمر

ميدانياً، بات الجيش السوري الأربعاء على مشارف مدينة تدمر الأثرية بدعم جوي روسي في إطار هجوم لاستعادة السيطرة على المدينة من تنظيم «داعش» الذي يسيطر عليها منذ مايو الماضي.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس أن «قوات النظام السوري أصبحت على بعد كيلومترين جنوب المدينة»، موضحاً بأن هذا التقدم جاء «بعد استعادة سيطرتها على جبال الهيال المطلة على المدينة وتقع في الطرف الجنوبي الغربي منها».

وبدأ الجيش السوري في السابع من مارس عملية لاستعادة تدمر في محافظة حمص في وسط سورية بغطاء جوي كثيف توفره الطائرات والمروحيات الروسية.

وتعد هذه العملية وفق عبدالرحمن، «معركة حاسمة لقوات النظام، كونها تفتح الطريق أمامها لاستعادة منطقة البادية وصولاً إلى الحدود السورية العراقية شرقاً».

ويسيطر التنظيم على مدينة تدمر المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، منذ مايو 2015، وعمد مذاك إلى تدمير العديد من معالمها الأثرية وبينها قوس النصر الشهير ومعبدي شمين وبل.

back to top