كما كان متوقعاً، انتهت الانتخابات الحزبية الأميركية في «الثلاثاء الكبير 2»، والتي جرت في 5 ولايات مهمة، إلى توضيح الصورة، التي سترسو عليها انتخابات الرئاسة الأميركية.

Ad

ومن اليوم فصاعداً، قد يكون من الصواب القول إنه لم يعد بإمكان الجمهوريين منع قطار دونالد ترامب من الوصول إلى محطته الأخيرة في يوليو المقبل، والفوز بترشيح الحزب للسباق الرئاسي، فقد تمكن ترامب، المثير للجدل، من الفوز بأربع ولايات من أصل خمس.

وفي عملية احتساب الأصوات، يمكن القول إن ترامب بات يحتاج إلى أقل من 50 في المئة من أصوات المندوبين الضرورية للفوز بترشيح الحزب، بينما يحتاج أقرب منافسيه إلى أكثر من 70 في المئة.

وفي لهجة غير مسبوقة، توقع ترامب، فيما يشبه التهديد، حصول «أعمال شغب»، إذا قرر الحزب الجمهوري ألا يرشحه، حيث لا تنقصه إلا أصوات عشرات المندوبين في المؤتمر الحزبي لتأمين الأكثرية.

وقال ترامب: «أعتقد أنكم ستواجهون أعمال شغب، أمثل أعداداً هائلة... ملايين الأشخاص».

وتستطيع قيادة الحزب تفضيل مرشح فاز بعدد أقل من المندوبين، وهذا ما يتخوف منه ترامب.

الا أن ترامب كشف في مؤتمره الصحافي، بعد ظهور النتائج الأولى، أنه تلقى اتصالاً وصفه بأنه «جيد جداً» من رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري بول راين، وزعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل. وكشفت مصادر إعلامية، في وقت سابق، أن ترامب تلقى اتصالات مهمة من قيادات الحزب، طلبت منه «الجلوس والمصارحة، للاتفاق على ما يمكن التوافق عليه».

في الجانب الديمقراطي، تمكنت هيلاري كلينتون من إفشال جميع الرهانات على إمكانية هزمها، وحققت فوزاً كبيراً في ولايات فلوريدا ونورث كارولينا وأوهايو، التي كان يراهن عليها ساندرز ليضمها إلى ميشيغان.

كما فازت بشكل شبه مريح في ولاية إلينوي (50.6 مقابل 48.6)، التي شهدت الأسبوع الماضي أقوى المواجهات بين أنصار ترامب وساندرز في مدينة شيكاغو، لكنها خسرت ولاية ميسوري بنسبة تقل عن 1 في المئة لمصلحة ساندرز، الذي ترنحت حملته بشدة في «الثلاثاء الكبير».

وأجمعت التحليلات على أن مهمة ساندرز باتت أصعب بكثير، دون الحسم باستحالة تحقيقه مفاجأة ما، لكن حتى لو تمكن من الفوز في الولايات المقبلة كلها، وحافظت كلينتون على حصتها من أصوات المندوبين، فإنها قادرة على الاحتفاظ بتقدمها.

وتتمثل فرصة ساندرز الوحيدة في كسب أصوات وثقة أكثر من 400 من «المندوبين الكبار» (سوبر ديليغيت)، الذين يمنحون تأييدهم لكلينتون حتى الآن، وهو ما لا يبدو متاحاً حتى اللحظة، في ظل النتائج الجيدة التي تحققها كلينتون.