المرتبة الثانية لـ Son of Saul في «كان»
يرفع Son of Saul، الفيلم السينمائي الأول للكاتب والمخرج الهنغاري لازلو نيميس، سقف توقعاتنا بشأن أعماله المستقبلية، مثيراَ، في الوقت عينه، جدلاً حول الفيلم بحد ذاته.
عُرض هذا الفيلم للمرة الأولى في {مهرجان كان السينمائي} في مايو وفاز بجائزة المرتبة الثانية. يؤدي بطله الشاعر جيزا روريغ الذي وُلد في بودابست ويقيم راهناً في بروكلين، دور سجين هنغاري في معسكر اعتقال أوشفيتز بيركينو. يعمل هذا السجين في وحدات العمال التي شكلها النازيون في معسكرات الاعتقال، وكان عليه التخلص من الجثث في غرف الغاز، منتظراً اليوم الذي يتحول فيه هو أيضاً إلى جثة. يلاحق هذا الفيلم بطله ومحيطه عن كثب، فيما يقرر سول القيام بعمل رحمة تلقائي في أسوأ مكان على وجه الأرض.
مئة ألف بطاقة تعود الإستراتيجية البصرية في Son of Saul إلى فيلم نيميس القصير الأول With a Little Patience (2007). تناول هذا العمل الأول المحرقة النازية بطريقة أشمل، إلا أنه على غرار Son of Saul يعرض قصته من وجهة نظر شخص واحد.ناقش نيميس وروريغ أخيراً، أثناء تناولهما القهوة في وسط مدينة شيكاغو، هذا الفيلم وردود الفعل التي ولدها. فما هو العلاج المضاد لما يدعوه نيميس بصراحة {فن المحرقة النازية السيئ}؟ يجيب بوضوح: {عليك أن تحد من مجال الرؤية. فإن عرضتَ التطورات بشكل واسع ومباشر، كما اعتدنا عموماً، ينتهي بك المطاف إلى الحد من وقع الفظائع التي ارتُكبت لأنك توهِم المشاهد أنه يستطيع رؤية كل شيء وفهمه. أقصد بكلامي هذا العرضَ الشامل الذي يقوم، إلى حد ما، على اللقطات المحددة والروايات المعهودة وما شابه. فيقدّم هذا للمشاهد وسيلة للهرب تجعله يشعر أنه منفصل عن الأحداث وأنه بمنأى عنها. لذلك، عندما تتناول المحرقة النازية، عليك أن تركز على وجهة نظر ضيقة وتثق بقدرة المشاهد على تكوين فكرة شاملة حول مدى الألم البشري الذي شهده مكان مماثل}.أشار روريغ إلى أن Son of Saul باع مئة ألف بطاقة في هنغاريا، ما يُعتبر إنجازاً كبيراً لفيلم هنغاري.أضاف هذا الممثل: {كان الجزء الأكثر سهولة بالنسبة إلي تصوير الفيلم بحد ذاته. فمرحلتا ما قبل الفيلم وما بعده كانتا بالغتَي الصعوبة. فقبل التصوير، كنت أُقيم في نيويورك، فيما يعيش سائر الممثلين والعاملين في الفيلم في بودابست. ورحت أستعد لهذا العمل بمطالعة كل هذه الروايات عن فرق العمل في معسكرات الاعتقال النازية}.