قرار مصيري
تراود فكرة الاعتزال علا غانم باستمرار، لأن عشقها للفن أهم الأولويات في حياتها، فهي لا تستطيع العيش من دون قراءة سيناريوهات، دخول بلاتوهات، وتقمّص شخصيات.مهما كانت حالتها النفسية أو الظروف التي تمرّ بها، تعتبر الفن المتنفس الوحيد لها للتحرر من ضغوطات الحياة، لذا لا تخطر في بالها فكرة الاعتزال وليست من أنصار هذه الخطوة، مهما كانت الظروف التي يواجهها الفنان، إلا إذا أراد الاحتجاب تماماً ومزاولة مهنة أخرى.
ضغط الظروف يوضح هاني شاكر أن الفنان الحقيقي لا يعتزل بشكل نهائي لأن الفن يجري في دمه، ولا يستطيع العيش لحظة من دونه، مهما كان نوعه أو تصنيفه، أو الظروف التي قد تدفعه إلى ذلك.حول قراره اعتزال الغناء الذي اتخذه قبل سنوات، يشير إلى أنه بمثابة هروب من الحياة واعتزالها ككل وليس الفن وحده، بعد مرض ابنته الوحيدة دينا ووفاتها.يضيف أنه بعدما هدأت الأمور قرر العودة إلى الغناء، لأنه يعلم أن الفن الوحيد القادر على تخفيف أحزانه، وإخراجه من حالة الاكتئاب والحزن التي عاشها، لأن الفن بالنسبة إليه كما الماء والهواء، لذا لا يستطيع العيش من دونه، أو أن يتخلى عن موهبته التي شكّلت حياته وغيرتها حتى في أصعب المواقف قسوة. ترى مي عز الدين أن الاعتزال قرار مصيري غالباً ما يتخذه فنانون في لحظة قاسية وفاصلة في حياتهم، ولا تستبعد أن يخطر هذا القرار في بالها ذات يوم، وتعلنه، مع علمها بأن كثراً قد يفاجأون به، لكنها على يقين بأن هذا القرار لا بد من أن يحين يوماً ما، إنما تحديد الوقت على وجه الدقة مسألة قدرية خاضعة للظروف المحيطة وحياة الفنان الشخصية.كانت انتشرت إشاعات في الآونة الأخيرة حول اعتزال مي عز الدين الفن، خصوصاً بعد وفاة الفنانة ميرنا المهندس، غير أن مي نفت الخبر فوراً معلنة أن تلك اللحظة الفاصلة لم يحن وقتها بعد.أما فريدة سيف النصر فتوضح أن لحظة تفكير الفنان في الاعتزال تنبع من اضطراب وتخبط في المشاعر، لا سيما بعد تعرضه لحدث ما يغير حياته سواء بالإيجاب أو السلب.تضيف أن الفترة التي اعتزلت فيها الفن كانت نابعة من شعور داخلي لديها للتقرب إلى الله، وحاجتها إلى هدنة وهدوء نفسي داخلي لتكمل بهما حياتها، فكان قرار الاعتزال الذي تراجعت عنه، وخلعت الحجاب بعد سنوات لتعود إلى الفن، مشددة على أنها كانت في حاجة ماسة إلى اتخاذ هذا القرار.شعور داخليعندما اعتزلت عبير صبري التمثيل قبل سنوات، كان قراراها نابعاً من شعور داخلي بضرورة التوقف في هذه اللحظة والتقرب أكثر من الله، فكان الجمع بين الاعتزال والحجاب، وفي تلك الفترة اتجهت إلى تقديم برنامج ذات طابع اجتماعي، إلا أن عشقها للفن دفعها إلى التراجع، والعودة إلى الوسط الفني، لكن بالحجاب، بعدما وجدت من الصعوبة بمكان الاستمرار من دونه، كونها تتنفسه، غير أن الأدوار التي عرضت عليها لم تكن تتلاءم مع كونها محجبة، فخلعت الحجاب، معتبرة أن للفن أصولا لا يجب إغفالها، ولطبيعة أداء الأدوار سمات وطريقة تحضير تتنافى غالبيتها مع كونها محجبة.