الشباب وتحديات العصر
الإلحاد، والمواد الإعلامية العشوائية، التي تحتوي أحيانا على رسائل لا أخلاقية فاسدة.. والفضائيات التي لا تضع المجتمع وقيمه معياراً لموادها، وكل همها المادة الإعلانية ونسبة المشاهدة هي الهدف مما تقدمه، وتلاشي دور المدرس التربوي، وقلة تأثيره كقدوة، فضلاً عن تلاشي دور الأسرة الرقابي... وسط كل هذه العوامل بات من الصعب السيطرة على شبابنا في عصر الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)... ولذلك فالسؤال: كيف يمكن مواجهة كل هذا الغزو الفكري؟أولاً، علينا أن نتفهم جيدا أنه لم يكن بمقدورنا عزل شبابنا عن كل ذلك، بل يجب أن نكون أكثر مصارحة بعرض سلبيات وإيجابيات كل هذا، فمما لا شك فيه أن من يعزل، ومن يمنع، ومن يخشى هو الأضعف... والأقل حجة! وهنا علينا إشغال الفكر بفكر آخر أغزر وأكثر نفعا بعيدا عن التطرف والغلو، أي نسلح شبابنا بسلاح المعرفة والحجة القوية، فالعقول الفارغة ستملأ إما بالغث أو الثمين، ولذا يجب ألا نترك عقول شبابنا لهذا الغث، بل وجب محاربته بالإكثار من الثمين والتنويه والإرشاد بشأنه بالطرق المختلفة.
بالتفكر والتدبر والثقافة الصحيحة لابد أن نعد أجيالاً قادرة على تحدي كل ما هو سيئ، ونزرع في شبابنا حب القراءة والاطلاع، مع البحث عن كل الثقافات المفيدة ونوجههم إليها بعيدا عن الغلو والتطرف والتمييز.بين الحين والآخر يصاب بعض شبابنا بآفة التطرف أو الانحراف، فضلاً عن انتشار ظاهرة سوء الخلق بشكل يعد خطيرا، إلى جانب ما يسمى بـ "عبدة الشيطان"، إذ فجأة يرى الأب أن ابنه أصبح ملحدا أو من هؤلاء الشباب الذين يؤمنون بأن الشيطان مظلوم، وأنه الطريق الصحيح الذي يجب أن يتبعوه، فينغمسون في الملذات والشهوات ليحققوا ذاتهم لينتهي بهم الطريق إلى الانتحار أو الإدمان أو الجريمة، إنهم يرون أن الإنسان يجب أن ينهي حياته بنفسه، فما الذي أوصل الشباب إلى كل هذا التطرف والانحراف، لعله الفراغ والرفاهية وعدم مراقبة الأسرة لهم والفراغ الثقافي والديني، ما يجعل الشاب هشاً ضعيفاً قابلاً للانحراف في أي وقت وتحت أي ظروف طارئة، فما الحل؟هنا علينا العودة إلى التكاتف الأسري، وشغل فراغ الشباب، والحوار وعدم ترك الشباب فريسة لأجهزة التكنولوجيا، فضلاً عن الاهتمام بالأطفال بتفعيل دور المدرسة والمعلم في تنمية وتحفيز الطفل الدائم على القراءة والاطلاع.