The Treasure يخلط تاريخ رومانيا

بورومبوي من الشخصيات البارزة في {الموجة الرومانية الجديدة}. أخرج عدداً من الأعمال لاقت رواجاً في المهرجانات، مثل 12:08 East of Bucharest و Police, Adjective. يعد بورومبوي أفلاماً إما تثير الضحك أو لا تترك أي تأثير في المشاهد.

تشمل قصص هذا الكاتب والمخرج، التي يضمنها لمحات من التاريخ الروماني فضلاً عن حالة البلد الحالية، أبطالاً يعجزون عن مواجهة الحياة العصرية، ويجدون أنفسهم متورطين في قصص غريبة تفاجئ نهاياتها المشاهدين والأبطال أنفسهم على حد سواء. بدأ The Treasure، على ما يبدو، كفيلم وثائقي أراد بورومبوي أن يعده عن مخرج صديق يُدعى أدريان بوركاريسكو كان يبحث عن كنز يُفترض أن والد جده دفنه في أرضه قبل السيطرة السوفياتية على البلد.

لكن هذا المشروع لم يبصر النور. إلا أن بورومبوي أدرج فحواه في قصة خيالية عن موظف مدني بسيط يُدعى كوستي (كوزين توما) يهوى قرأة قصص ابنه البالغ من العمر ست سنوات عن روبن هوود ليتخيل نفسه بطلاً في في غابة شيروود.

يدق بابه ذات مساء جاره أدريان (يؤدي دوره بوركاريسكو)، ناشر فقير يريد أن يقترض 800 يورو من رجل بالكاد يعرفه لأجل {فرصة في الحياة لا تتكرر}.

بما أن أدريان بأمس الحاجة إلى المال، يخبر كوستي عن بحثه عن كنز تقول أسطورة عائلية إنه مدفون في ملكية ورثها ويعد بأن يقتسمه معه مناصفة، إن أمكنه تأمين المال لاستئجار آلة لكشف المعادن بغية العثور على الكنز.

صحيح أن المسألة تبدو بسيطة، إلا أن حوادث القصة سرعان ما تزداد تعقيداً، بدءاً من تردد كوستي في طلب المال من حماه الذي يقول إنه لا يتحمله. لكن زوجته تصحح كلامه: {لم يقل يوماً إنه لا يتحملك. صحيح أنه لا يستلطفك، إلا أنه يتحملك}.

أضف إلى ذلك أخذ إجازة من العمل لاستئجار آلة كشف المعادن والتفاوض مع الشركة المؤجرة. فقد تحولت كل هذه إلى عقبات كبيرة، فيما يرسم بورومبوي صورة بلد يُعتبر فيه الفساد المستشري القاعدة لا الاستثناء.

برفقة مشغل آلة كشف المعادن، الذي قد لا يعرف حتى كيفية تشغيل هذه الآلة (كورنيليو كوزمي الذي يعمل فعلاً في هذا المجال)، يقصد الصديقان الجديدان الملكية المحددة، التي يتضح أنها تقع في إسلاز، قرية تحتل مكانة بارزة في التاريخ الروماني بما أنها الموقع الذي أُعلنت فيه ثورة عام 1848.

يدور معظم حوادث The Treasure في الملكية، حيث يخوض الرجال الثلاثة محادثات لا هدف منها (لعل أهمها الحوار عن أفضل طريقة للتخلص من الغربان) ويبحثون بتصميم متزايد وطباع حادة عن كنز لا يعرفون يقيناً ما إذا كان له وجود.

يعكس The Treasure، الذي يحفل باللحظات الغريبة والتعليقات المثيرة للاهتمام (يُقال لنا: {يقرأ أقل من 2 % من الرومانيين أكثر من كتاب في السنة})، فكرة المخرج بورومبوي عن أن {الوقائع تكون عادةً غريبة}. بكلمات أخرى، كما يحدث مع البطل كوستي، {تكون مشاكل الإنسان عموماً من صنع يديه، فهي لا تهبط عليه من السماء}.