أنت نتيجة ما تجذب!
الإنسان آلة معقدة، ويزيده تعقيدا عدم وعيه بالتفاعلات الفسيولوجية داخله، فيتصرف وفق برمجة ترعرع عليها منذ نعومة أظفاره، وقد تختزن في عقله اللاواعي طرق غير مناسبة لا تتماشى مع شخصه، فيخرج كأنه "إنسان آلي" يتصرف ويفكر، وفق ما تمت برمجته عليه، ومع ذلك يعتقد أنه يعيش حياة صحيحة!لذا أحب مشاركتكم تجربة بسيطة عايشتها، وتوصلت من خلالها إلى أن كل ما يحدث لي هو نتيجة ما فكرت أو شعرت به، أي أنني أجذب ما لا أريده، فكم مرة قلت إنني لا أريد شيئا ما، إلا أنني مازلت أشاهده بكثرة في حياتي، وعندما كنت أستمع إلى د. صلاح الراشد لم أكن أفهم عمق معنى قانون الجذب الذي تحدث عنه، إلى أن أبحرت وتعمقت وقرأت واكتشفت أنني أجذب فعلا ما لا أريده، أي أن ذبذباتي ومشاعري والحالة التي أكون عليها تكون منخفضة مع الشيء الذي أريده؛ لذا لا يمكنني جذبه، وعالية ومرتفعة مع الشيء الذي لا أريده، لذلك أنا مستمرة في جذبه.
فمثلاً أريد مبلغاً من المال، لكن شعوري والغالب على ذبذباتي هو الحرمان والعجز والشعور بالحسرة على حالي فلا يمكنني الحصول عليه، عندئذ علي فوراً أن أغلق تدفق صنبور تلك المشاعر المؤذية، وفتح مجرى نهر الشعور بالوفرة والغنى، وأن المبلغ الذي أريده في حوزتي مع الإحساس بالشعور المتدفق من سيلان المال وهكذا... ولكن عليك الانتباه، فأحياناً تكون غيرت فكرتك ومشاعرك ومع ذلك يبقى في داخلك شيء أعمق وهو النية المعاكسة، أي عدة نوايا ترفض مثل ذلك الشعور، كأن تقول لك: "أنت تكذب على نفسك أنت بلغت مرحلة الجنون"، عندئذ وافقها على آرائها واسمح لها بالتواجد، ولا تقاومها ولا ترفضها ولا تتجاهلها؛ واستمر في التركيز على نيتك في المبلغ الذي تريده والشعور بتحققه ووصولك إليه، والنقطة الأخرى عليك ألا تتعلق! أي لا تنتظر متى يتحقق ذلك الشيء، وأثناء ذلك قد تعاودك المشاعر السلبية، فلا تنهزم أمامها واستجلب مشاعرك الإيجابية تجاه هدفك وتصرف ومارس حياتك كما لو أنك امتلكت هذا الشيء، فحتماً سيتحقق لك ما تريد عاجلاً أو آجلاً.فإن أردت منزلاً جديداً فزر المنازل الجديدة واذهب إلى محلات الأثاث وغيرها من كماليات أو أساسيات المنزل، وإن أردت سيارة فزر وكالة السيارة التي تريدها، واطلب منهم تجريبها لتنتقل ذبذباتها إليك، وكذلك بالنسبة للوصول إلى وزن مثالي أو ترقية في العمل أو زواج، عش وتصرف كأنك نلته؛ وكن دائماً ذا استحقاق عال، لأن صاحب الاستحقاق العالي يعيش رحلة ممتعة مدفوعة الأجر للأبد، وتذكر الامتنان لله والشكر على كل حال أنت فيه، وهذا بحد ذاته يولد شعوراً بالراحة والاطمئنان، تمسك بالسعادة والانتعاش المصاحب طوال يومك بلا تذمر، ولا تتحسر على حالك، ولتكن سعادتك حقيقية غير مفتعلة، فالعيش لحظة بلحظة مع وعيك بذاتك من أكبر النعم.