تضمن اليوم الثالث من فعاليات مهرجان الكويت الدولي للمونودراما عرضين، الأول بعنوان "في انتظار مريم" من البحرين، والثاني "اللي ما يتسماش" من مصر.

Ad

العرض الأول "في انتظار مريم" لمسرح البيادر من تأليف وإخراج جمال الصقر وتمثيل عادل جوهر، تدور أحداثه حول رجل كفيف يعيش وحيدا بعد انفصاله عن زوجته مريم وهجران ابنته الوحيدة زينب له، ليستقر بمنزله البائس مع والدته التي لا تكف عن تأنيبه على زواجه الفاشل.

ويؤدي اشتياقه إلى زوجته وابنته، إلى تفكيره في الصفح عن خيانتها له، بيد أن والدته تذكره دائماً بتلك الخيانة وهجرانها، فتنتابه حالة من الغضب الشديد ويقتلها، وفي نهاية المطاف تتكشف الأمور باعتراف مريم بخيانتها، حيث وصفته بالأعمى التعيس.  

وفي الندوة التطبيقية للعرض، قالت المعقبة الرئيسة إسراء جوهر: "يتحدث العرض عن رجل عاق بوالدته وذهابه بحبه لمريم وما يربطه من خلال شخصية الأم التي تعني الجذور أو الوطن وظروف حبه الشديد". وتساءلت قائلة: "لدي ملاحظة على إدخال صوت مريم عند الاتصال، فما المبرر لإقحام هذا الصوت؟ هل هناك خرق للمونودراما من خلال ذلك الصوت، العرض كان حافلاً بالأخطاء التي فلتت من الممثل، تمنيت الاهتمام بما ينطقه الممثل الذي غلب عليه الجانب الكوميدي، فأزاح الجانب التراجيدي الذي تجسد من خلال معاناة الكفيف، وقد التبس علينا الأمر في بعض التصرفات وحرنا هل كان كفيفاً أم لا".

بدوره، وجه المخرج جمال الصقر الشكر للمعقبين على الملاحظات، التي سيأخذها بعين الاعتبار، لافتاً إلى أنه سيعيد العرض في البحرين بنسخة معدلة.

«اللي مايتسماش»

أما العرض الثاني "اللي ما يتسماش" لفرقة الشروق المسرحية للمكفوفين (تأسست عام 1992)، فهو من تأليف وإخراج عاطف أبو شهبة (مؤسس الفرقة)، وتمثيل صابرين سليمان، وتدور فكرته حول فتاة كفيفة تتألم من نظرة المجتمع إلى إعاقتها.

وفي الندوة التطبيقية للعمل، قدمت المعقبة الرئيسة زهراء اليتيم شرحا مبسطا للمونودراما، ثم أشارت إلى أن العرض يمثل تجربة إنسانية تحمل رسالة فلسفية من قبل المؤلف والمخرج، كما أن البطلة الفنانة صابرين كفيفة وهي تتألم من المجتمع الذي لا يعترف بتلك الفئة بسبب غياب العدالة الاجتماعية، مضيفة أن أداء الممثلة مميز إلا أن السينوغرافيا في العرض كانت فقيرة  وهي تحمل إشارات لكنها لم توصل رسالة.

وفتح بعد ذلك باب التعقيب على العمل للحضور، ووجه الناقد والكاتب علاء الجابر تحية للمخرج والممثلة، لافتاً إلى أن العرض كان مباشراً يريد الحصول على تعاطف المتلقي. أما د. أيمن الخشاب فبيّن أن فكرة النص المباشر لا تعني عدم قبوله كنص مسرحي. وأشار الناقد الصحافي عبدالمحسن الشمري إلى أن المشكلة تكمن في النص.