كشفت مصادر مصرية، لـ«الجريدة»، أمس، تفاصيل الجولة الثانية من المباحثات، التي جرت مع المسؤولين المصريين ووفد من حركة «حماس» ، الذي اختتم زيارته إلى القاهرة الأربعاء الماضي، مؤكدة أن أجواء إيجابية سيطرت على المباحثات، عززت الانفراجة، التي خلفتها الجولة الأولى في 12 مارس الماضي، والتي شهدت التوقيع على اتفاق مكتوب بين الجانبين، ساعد على كسر جبل الجليد، الذي ميز العلاقات بين القاهرة و«حماس» منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011.

Ad

مصدران مصريان مطلعان على مسار المباحثات مع وفد «حماس»، أكدا لـ»الجريدة» أن نتائج المباحثات مع «حماس» ستظهر خلال الأيام المقبلة، وأشارا إلى أن القاهرة استفسرت حول علاقة «حماس» بكل من تركيا وإيران، وجاء الرد بأن علاقة الحركة مع أي من الدولتين لن تكون على حساب مصر، وأن القاهرة تنتظر ترجمة «حماس» تعهداتها إلى أفعال ملموسة وواضحة قولاً وفعلاً، حيث يتوقع أن تعقد جلسة مباحثات ثالثة نهاية شهر أبريل الجاري.

وطالبت «حماس» القاهرة بتزويدها بالسولار، بغية حل أزمة الكهرباء في القطاع، مما كان محل قبول من الجانب المصري، بينما طالبت القاهرة بمهلة للرد على مقترح «حماس» بشأن إنشاء ميناء بحري في غزة بشراكة مصرية، خصوصاً أن القاهرة تريد ضمانات بعدم استغلال الميناء في تهريب السلاح والمتفجرات إلى الأراضي المصرية.

في الأثناء، قال مصدر مسؤول في «حماس»، إن الاجتماعات مع المسؤولين المصريين «كانت إيجابية وشفافة، وتم التطرق إلى كل الأمور بصراحة تامة، وأكدنا  للجانب المصري استعدادنا التعاون في الموضوعات، التي عرضت علينا، خصوصاً ما يتعلق بضبط الحدود والأنفاق»، فضلاً عن مناقشة فتح معبر «رفح» البري من الجهة المصرية لعبور الفلسطينيين من وإلى قطاع غزة، إذ تطالب الحركة بزيادة أيام فتح المعبر شهرياً.

وبدا وكأن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، اعترف بالتحسن في العلاقات مع القاهرة، أمس، (الجمعة)، بعدما قال، إن اجتماعات القاهرة جيدة، وهناك بعض الأمور تحتاج إلى المتابعة، مؤكداً خلال خطبة الجمعة بمناسبة افتتاح مسجد جنوب القطاع، أنه لا تدخل في الشأن المصري الداخلي، ولا يوجد دور عسكري أو أمني لحماس في سيناء، أو بأي مكان داخل القطر المصري.