اشتباكات متعددة الأطراف في عدن... والجيش يتسلم منشآت تعز

نشر في 14-03-2016 | 00:00
آخر تحديث 14-03-2016 | 00:00
No Image Caption
• «التحالف» يقصف متشددين وانفصاليين في العاصمة المؤقتة

• «القاعدة» يُخضِع ساحل حضرموت بالكامل
قصفت مقاتلات التحالف مواقع لمتشددين وعناصر من الحراك الجنوبي الانفصالي في حي المنصورة شمالي عدن، أمس، مع انطلاق المرحلة الثانية للخطة الأمنية الموضوعة من الحكومة اليمنية لاستعادة الاستقرار في العاصمة المؤقتة، في حين بدأت قوات من الجيش الوطني الانتشار بالمباني الحكومية في الأحياء المحررة من قبضة الحوثيين بمدينة تعز.

غداة إعلان الحكومة اليمنية بدء تطبيق المرحلة الثانية من خطتها الأمنية لإعادة الاستقرار إلى عدن، شنّت مقاتلات التحالف العربي ثلاث غارات متتالية على معاقل لعناصر إرهابية في حي المنصورة وأوقعت خسائر في صفوف المتطرفين بالعاصمة اليمنية المؤقتة.

وأكدت قناة "العربية" نقلاً عن مصادر طبية وأمنية أن 19 شخصاً بينهم 17 من عناصر تنظيم "القاعدة" قُتلوا في الغارات، التي تزامنت مع اشتباكات ضارية تخوضها عناصر المقاومة الشعبية الموالية للحكومة منذ مساء أمس الأول ضد مقاتلي التنظيم المتطرف.

وشاركت أسلحة ثقيلة وطائرات "الأباتشي" التابعة للتحالف، الذي تقوده السعودية في شن غارات جوية على مخزن للأسلحة وتجمع لمسلحي "القاعدة" في مبنى المجلس المحلي بحي المنصورة، الذي شهد ليلة دامية أمس الأول.

وتقدر المصادر وجود 300 مقاتل من "القاعدة" مدججين بالسلاح في المنصورة، فيما أفاد سكان بوصول تعزيزات تقدر بالعشرات من عناصر التنظيم ليل السبت ـ الأحد، قادمين من محافظتي أبين ولحج المجاورتين.

وأكد مسؤول، أن العملية تأتي ضمن المرحلة الثانية من عمليات تطهير حي المنصورة. وشهد الحي عدة عمليات واغتيالات استهدفت شخصيات ومسؤولين في المقاومة الشعبية والأجهزة الأمنية اليمنية.

قصف انفصاليين

من جانب آخر، استهدفت غارات أخرى للتحالف تعزيزات عسكرية دفعت بها فصائل مسلحة مساندة لـ"الحراك الجنوبي"، المطالب بانفصال الجنوب، اتجهت من محافظة لحج المجاورة لإسناد المسلحين في عدن.

وأكدت المصادر أن طائرات الأباتشي دمرت التعزيزات بالكامل، وهي في طريقها إلى عدن، مساء أمس الأول.

وقالت مصادر أمنية وأخرى في مكتب محافظ عدن لـ"بي بي سي"، إن "قوات الأمن نشرت نقاط تفتيش جديدة لمنع دخول مسلحين تابعين للحراك الجنوبي إلى حي المنصورة، كما نُشرت قوات إضافية في محيط المكاتب والمؤسسات الحكومية وميناء عدن ومصفاة عدن تحسبا لشن هجمات من قبل المسلحين".

وتتهم الحكومة اليمنية فصائل مسلحة تنتمي للحراك الجنوبي الانفصالي بنشر الفوضى في مدينة عدن، ومحاولة فرض مطالب تصفها بأنها غير واقعية ويصعب تحقيقها في الوقت الراهن.

وتنفي فصائل الحراك الجنوبي الانفصالية تلك الاتهامات، وتقول، إنها تقوم بما يجب عليها سعياً إلى تحقيق هدفها الرئيسي في تحقيق انفصال ما تسميه بالجنوب العربي عن شمال اليمن.

وتهدد تلك الفصائل بفرض الانفصال بالقوة مستندة إلى ما حصلت عليه من أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة من قوات التحالف العربية وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال سيطرة الحوثيين وقوات موالية للرئيس السابق علي صالح على عدن ومحافظات جنوبية أخرى.

وسجلت منظمات حقوقية يمنية مستقلة عمليات اعتقال وإعدام شنقاً أو رمياً بالرصاص خلال الأسابيع الماضية لمواطنين شماليين في مدينة عدن على يد مسلحين ينتمون لـ"الحراك الجنوبي الانفصالي" المتشدد.

توسع «قاعدي»

في غضون ذلك، أفادت مصادر محلية بأن تنظيم "القاعدة" استكمل سيطرته على ساحل محافظة حضرموت، أمس، بعد دخوله مدينة الريدة الشرقية شرقي مدينة المكلا عاصمة المحافظة الجنوبية

وأوضحت المصادر أن أبناء مدينة الريدة الشرقية هم من دعا التنظيم إلى بسط سيطرته على مدينتهم التي تشهد انفلاتاً أمنياً.

قصف وتطهير

في سياق منفصل، قصفت مدفعية القوات الحكومية مواقع للميليشيات الحوثية وقوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح على مرتفعات نقيل بن غيلان في المحور الشمالي الشرقي لريف صنعاء.

وقال المتحدث باسم "مقاومة صنعاء" الشيخ عبدالله الشندقي، إن القوات الشرعية وبدعم من التحالف تقف على بعد 10 كم من نقيل بن غيلان المطلة على قاعدة الديلمي ومطار صنعاء الدولي.

وأشار الشندقي إلى مقتل 120 مسلحاً من الانقلابيين خلال عملية تطهير مديرية نهم الواقعة شرقي العاصمة صنعاء، لافتاً إلى أن المرحلة الثانية من تحرير صنعاء بدأت، وستمتد إلى عمق العاصمة.

تسلم تعز

في غضون ذلك، أعلن محافظ تعز، علي المعمري، أن قوات من الجيش بدأت بتسلم المنشآت والمباني الحكومية والعسكرية من المقاومة في المناطق التي استعادت الشرعية السيطرة عليها غرب تعز بعد دحر الميليشيات الحوثية وقوات صالح.

وقال المعمري، إن توجيهات صدرت من نائب القائد الأعلى للجيش الفريق علي محسن الأحمر إلى قائد اللواء 35 بنشر قوات الجيش في كافة المنشآت الحكومية بما فيها جامعة تعز.

وكان وزير الإدارة المحلية عبدالرقيب فتح أشار إلى أن 70 في المئة من البنية التحتية والمرافق في تعز دمرتها الميليشيات، وأوضح أن المزيد من المساعدات والقوافل الإغاثية ستصل قريباً عبر الممرات الآمنة.

ولفت إلى أن القوات الشرعية انتزعت 300 لغم أرضي وعبوة ناسفة مزروعة عشوائياً من المناطق التي انسحبت منها الميليشيات، مشيرا إلى أن القوات الحكومية تفتقر إلى الإمكانيات اللازمة للتعامل مع الألغام الأمر الذي يعطل تدفق المساعدات.

إعمار خليجي

إلى ذلك، أكد الأمين العام المساعد لشؤون السياسية والمفاوضات بالأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي د. عبدالعزيز العويشق، أمس، حرص دول المجلس على الاستفادة من التجارب الدولية في خططها لإعادة الإعمار في اليمن.

وجاء ذلك في كلمة القاها العويشق أمام المشاركين في ورشة عمل خاصة بـ"الدروس المستفادة من التجارب الدولية في التعافي وبناء السلام وإعادة الاعمار في اليمن" بمقر الأمانة العامة لمجلس التعاون بالرياض.

وقال العويشق، إن "الورشة تأتي في إطار تنفيذ قرار المجلس الأعلى الخليجي بالتحضير لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار اليمن".

back to top