وسط انهيار واسع في صفوف الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، احتفل سكان تعز، أمس، بكسر القوات الحكومية الحصار المفروض على مدينتهم منذ 10 أشهر، وتقدم القوات الحكومية شمالاً وشرقاً.

Ad

غداة سيطرة قوات الرئيس عبدربه منصور هادي على البوابة الجنوبية والغربية لمدينة تعز، تنفس اليمنيون في مدينة تعز الصعداء، أمس، مع مواصلة القوات الحكومية تقدمها في إطار حملتها الواسعة لكسر حصار المتمردين الحوثيين عن كبرى مدن جنوب البلاد، بشكل كامل.

وتمكنت قوات الرئيس عبدربه منصور هادي، أمس، بدعم من قوات التحالف العربي، من استعادة مواقع مهمة في الضاحية الشمالية، بعد اشتباكات عنيفة وانهيار واسع وسريع في صفوف الميليشيات الحوثية، لكن في الضاحية الشرقية، واجهت القوات الحكومية مهمة أكثر صعوبة لأنها تحت سيطرة قوات الحرس الجمهوري، وحدة النخبة في الجيش، التي بقيت موالية للرئيس السابق علي صالح المتحالف مع المتمردين.

ومن الضاحية الشرقية، التي تضم مطاراً ومدينة صناعية، ومواقع عسكرية، منها القيادة العامة للقوات الخاصة، قصف المتمردون وحلفاؤهم الأحياء السكنية وسط تعز.

وردت القوات الموالية لهادي على هجوم مضاد للمتمردين شن، صباح أمس، في محاولة لاستعادة المقر العام للواء المدرع 35 في الضاحية الغربية لتعز.

وجاء التقدم في المناطق الشمالية والشرقية، غداة استعادة القوات الحكومية مواقع في الضواحي الغربية والجنوبية لمدينة تعز ليل الجمعة - السبت، حيث تمكنت من فك الحصار جزئياً ـ غرباً وجنوباً ـ عن تعز المحاصرة منذ 10 أشهر.

عمليات تمشيط

وبينما تناثرت جثث المتمردين في شوارع الأحياء الجنوبية، بعد تمكن القوات الحكومية من دخولها وقيامها بعمليات تمشيط، أفاد مسعفون ومقاتلون محليون بأن 48 شخصاً قتلوا في الاشتباكات العنيفة، التي دارت أمس الأول، في ثالث أكبر المدن اليمنية، كما أصيب 120 شخصاً.

وفي وقت سابق، تمكنت المقاومة من الدخول إلى جامعة تعز، إثر اشتباكات عنيفة، قتل خلالها العشرات من العناصر الانقلابية، وتمت محاصرة أعداد أخرى من قناصتها في بعض المباني، التي تحصنت بها.

وفي الأثناء، قصفت طائرات التحالف منصات إطلاق صواريخ في شارع الستين شمال المدينة، فيما أفادت مصادر بمشاهدة عشرات الآليات التابعة للميليشيات وهي تنقل عناصرها باتجاه محافظة الحديدة الخاضعة لسيطرة المتمردين.

قوافل النصر

في موازاة ذلك، أجرى نائب الرئيس رئيس الوزراء خالد بحاح، أمس، اتصالين هاتفيين بمحافظ تعز، ووكيل المحافظة رشاد الأكحلي هنأهما بالانتصارات.

واطلع من محافظ تعز على الخطوات العملية ما بعد عملية التحرير لاستعادة عجلة الحياة للمدينة، وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها، والبدء في تدفق المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية، إلى كل مناطق المحافظة دون استثناء، وثمن بحاح "المواقف البطولية، التي جسدها الجيش والمقاومة في تحرير المدينة وكسر الحصار".

ووجه بحاح رئيس اللجنة العليا للإغاثة بتحريك "قوافل النصر" الإغاثية إلى محافظة تعز.

في غضون ذلك، قال محافظ تعز علي المعمري، إن استعادة الضواحي الجنوبية والغربية، من شأنه أن يسمح بـ"نقل مؤن وأدوية" إلى 200 ألف شخص من سكان تعز ضحايا الحصار المفروض على مدينتهم.

عدن وصنعاء

من جانب آخر، أكد بحاح، أن الوضع الأمني في عدن يتحسن، والأمور ستعود إلى طبيعتها تدريجياً، موضحاً أن "المرحلة الثانية من الخطة الأمنية، سيتم تطبيقها بعدن، ومعها سيشعر المواطن بتحسن الأوضاع تدريجياً".

من جانب آخر، أفادت مصادر لقناة "العربية" بانشقاق عدد من شيوخ قبائل صنعاء عن الحوثيين، وإعلانهم تأييد الشرعية، على وقع النجاحات الكبيرة، التي تحققها المقاومة والجيش في مدينة تعز.

مساعي صالح

إلى ذلك، أفادت تقارير، أمس، نقلاً عن مصادر في حزب "المؤتمر الشعبي"، بأن الرئيس السابق تواصل مع قيادات منشقة في حزب "المؤتمر"، توجد في الرياض، للقيام بدور وساطة لإقناع القيادة السعودية بالموافقة على مقترحه بإجراء مفاوضات مباشرة معه، وما تبقى من جناح الحزب الذي يرأسه. وأبدى السفير اليمني لدى الأمم المتحدة خالد اليماني تفاؤله في أن تسهم عملية تبادل الأسرى، التي تمت بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية، ضمن اتفاق تهدئة الحدود، الذي توسطت فيه شخصيات قبلية، بالدفع بشكل إيجابي للعملية التفاوضية، وتعجيل عقد جولة جديدة من محادثات السلام تحت رعاية الأمم المتحدة بين حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي والمتمردين.

وقال السفير اليماني، في تصريحات نشرت أمس، إن من المتوقع إجراء محادثات سلام يمنية نهاية شهر مارس الجاري، مشيراً إلى أن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ لم يحدد بعد التاريخ المحدد للمحادثات، لكن من المقرر أن تكون في الأسبوع الأخير من مارس الجاري، وأن تعقد في سويسرا.