رأينا كيف نشأ عادل أدهم في حضن الإسكندرية عروس البحر المتوسط، ومارس الرياضة والرقص، لكن باب المجد فتح له بمصادفة سعيدة، ونصف فرصة قدمها بديع خيري، وكيف جاء انتقاله من مدينة البحر إلى هوليوود الشرق سريعاً، ليبدأ أولى خطوات طريق التمثيل الصعب، فرغم أنه نال الاستحسان في أول تجربة أداء فإن المصاعب سرعان ما كشّرت عن أنيابها، فرفضه أنور وجدي بعنف، ليقرر بعدها «البرنس» الابتعاد عن التمثيل والالتحاق بعالم البورصة، لكن الأقدار كان لها كلمة أخرى.

Ad

جاءت فرصة التمثيل لعادل أدهم وهو في السابع عشر من عمره، لذلك لم يتوان في اقتناصها والتشبث بها، قرر السفر سريعاً من الإسكندرية إلى القاهرة، اهتم بتحضير حقائبه كي يتمكن من الإقامة أسبوعاً أو أكثر، استقل القطار ووصل إلى هوليوود الشرق، ليقيم في إحدى اللوكندات القريبة من محطة باب الحديد (رمسيس في ما بعد)، وتعرف على صاحبتها التي استقبلته مثل ابنها الذي سافر للعمل في الخارج قبل سنوات، ومنحته غرفة في اللوكندة بحمام صغير بحسب طلبه، وأخبرها أنه جاء إلى القاهرة للبحث عن فرصة للعمل بالسينما، ولا يعرف المدة التي سيمكث فيها على وجه الدقة.

دفع عادل أجرة يومين لمالكة اللوكندة، التي طلبت منه أن يحافظ على نقوده القليلة طوال المدة التي سيقيم فيها بالقاهرة، وصعد إلى غرفته وقام بتغيير ملابسه للذهاب إلى استوديو شبرا مستقلاً الترام، وعندما وصل إلى الأستوديو وجد المخرج حسن عبدالفتاح جالساً يباشر التحضير لأعماله، فذهب إليه وذكره بنفسه ولقاء الإسكندرية وكان عبدالفتاح لايزال يتذكره، وطلب منه أن يجري اختبارا أمام الكاميرا.

طلب عبدالفتاح من الشاب الوسيم أن يسير أمام الكاميرا ويتحدث كأنها تقوم بتصويره، فترجل ذهاباً وعودة قبل أن يعلق عبدالفتاح قائلا:

«هايل أنت زي بتوع أفلام رعاة البقر».    

اعتقد عادل أنه يسخر منه فرد في إحباط: «يعني أنا تمثيلي مش حلو يا أستاذ؟»

عبدالفتاح: «بالعكس أنت تنفع ممثل هايل، بس لازم تتعلم شوية حاجات علشان تقدر تمثل في السينما، وأنا أعرف مدرسة في شارع قصر النيل هتروح تتدرب فيها وترجع تاني بعد أسبوع».

لم يصدق عادل أدهم نفسه أن السينما ستفتح له أبوابها، فقرر أن يعود للإسكندرية ليخبر والده، خصوصا أن المدة التي سيقضيها بالقاهرة ستطول، وكان لايزال في إجازة الصيف، فطلب من المخرج حسن عبدالفتاح فرصة يومين حتى يسافر إلى عائلته ويخبرها أن إقامته بالقاهرة ستطول بعض الوقت قبل أن يلتحق بالمدرسة، فوافق عبدالفتاح مؤكدا أنه سيصطحبه بنفسه إلى المدرسة ليخبرهم بما يجب أن يعلموه معه.

سافر عادل إلى الإسكندرية في اليوم التالي بعدما قرر إخبار والده وإقناعه بالعمل في التمثيل، وهي الخطوة التي جاءت بمساعدة والدته ودعمها له، بالإضافة إلى تشجيع أصدقاء عادل للقيام بهذه الخطوة، وبصعوبة وتحت إلحاح أدهم ووالدته وافق والده على مضض، مشترطا عودته لبيت العائلة كل أسبوع أو أسبوعين مع الانتهاء من أية أعمال قبل بداية الدراسة، وهي الشروط التي استجاب لها عادل وعاد للقاهرة بعد يومين فقط ليقيم في نفس اللوكندة.

نبأ كارثي

فور وصول عادل للقاهرة، ترك حقائبه في اللوكاندة، وأسرع إلى الترام صوب أستوديو شبرا ليصل ووجه مليء بالحماس والتفاؤل للمستقبل ليجد الأستوديو وقد أغلقت أبوابه بعكس زياراته السابقة، فسأل حارس الأستوديو الذي يخرج إليه وتبدو على ملامحه الحزن الشديد.

عادل: السلام عليكم

الحارس: وعليكم السلام.

عادل: خير يعني الباب مقفول النهاردة، أنتم إجازة ولا ايه، أنا عندي ميعاد مع الأستاذ حسن عبدالفتاح.

الحارس: أستاذ حسن مات من شوية.

أسقط في يد أدهم وأصابته الصدمة بتلعثم شديد، فوقف مذهولا لا ينطق بكلمة، فالنبأ الكارثي دمر كل أحلامه.

فيما الحارس واصل كلامه قائلا: الأزمة جات له من شوية، وملحقناش نوديه المستشفى، الله يرحمه، كان راجل طيب، الناس كلها راحت الجنازة.

ساد الوجوم وجه عادل أدهم، نزل عليه الخبر كالصاعقة، لم يتمكن من السؤال على مكان الجنازة أو العزاء، شاهد أحلامه تنهار أمامه في دقائق قليلة، لم يعرف أين يتجه ولم يفكر في أي شيء سوى الحلم الذي تبخر أمام عينيه، غادر الأستوديو حزيناً، لا يعرف كيف سيتصرف في هذا الموقف الذي أصابه بإحباط شديد، عاد إلى اللوكندة ووجهه مليء بالحزن، فسألته صاحبة اللوكندة عما حدث معه ولماذا يبدو حزينا إلى هذا الحد، فأخبرها بما حدث، وكيف ساقه سوء الحظ إلى هذا المصير، تركها وصعد غرفته حزيناً.

جلس عادل دون أن يتحدث مع أحد، بدأ يفكر فيما يجب أن يفعله، هل يعود للإسكندرية، أم يحاول البحث عن وسيله يقتحم بها المجال الذي اختاره، وماذا يفعل ليحقق حلمه في الالتحاق بالسينما، وبعد ساعات من التفكير والحيرة تذكر مقابلته مع السيناريست محمد عثمان في الإسكندرية، والعنوان الذي كتبه له، لكي يزوره عندما يأتي إلى القاهرة، فقرر الذهاب له على أمل العثور على فرصة سينمائية تعوضه عن الصدمة التي تلقاها.

أول دور

من خلال محمد عثمان تعرف عادل أدهم بالمخرج علي رضا، الذي لاحظ أن الشاب السكندري لديه موهبة سينمائية تميزه، ومن ثم وافق على الظهور بمشهد صغير في فيلم «ليلى بنت الفقراء» كراقص جمباز، بعدما علم بمهاراته في تلك الرياضة التي تعلمها خلال دراسته الابتدائية وظل يمارسها بانتظام، بينما تذكره بديع خيري الذي شارك بسيناريو وحوار الفيلم، أول لقاء مع عادل ادهم على شاطئ الإسكندرية، لكن هذا لم يشفع له بالحصول على دور أكبر في الفيلم ليكتفي بأداء مشاهد محدودة.

أنهى عادل مشاهده في أيام قليلة، عاد بعدها إلى شوارع القاهرة، يصاحب الملل والفراغ، قبل أن يهديه تفكيره للجوء إلى الفنان أنور وجدي، بعدما تذكر ما قرأه في حواراته الفنية عن مدى المعاناة والمشكلات التي واجهته في بداياته وعدم اقتناع المنتجين به، فقرر أن يذهب إليه لعله يجد فيه المنقذ الذي يساعد الشباب حتى لا يعانوا كما عانى هو في بدايته الفنية، لكن كيف يذهب إليه، وهو لا يعرف عنوانه أو طريقة للتواصل معه.

لم يستغرق الأمر وقتا طويلاً حتى أسرع إلى مديرة اللوكندة وتحدث معها عن رغبته في الوصول إلى أنور وجدي، وبدأت تسأل له معارفها عن عنوان مكتبه حتى وصلت له وأعطته لعادل، وفي اليوم التالي قرر الذهاب إليه على الفور والحماس حليفه، كان يتمنى أن يمنحه فتى الشاشة الأول وقتذاك أنور وجدي فرصة التمثيل، كان مملوءا بالأمل أن يجد لدى وجدي ضالته، وأن ينطلق من خلاله في عالم السينما، ذهب له مدفوعا بالأمل، ترن في أذنه كلمات الراحل حسن عبدالفتاح بأنه يمتلك الموهبة، فشهادة الراحل في حقه جعلته يعرف أن السينما قد تفتح له أبوابها إذا جاءته فرصة جيدة.

صدمة

صعد عادل ادهم إلى مكتب أنور وجدي، انتظره حتى نهاية اليوم، ليتمكن من مقابلته بعد انتهاء جدول مواعيده، مرت الساعات وهو ينتظر الدخول لمكتب الفنان الكبير، شغل نفسه بمطالعة الصحف والمجلات التي وجدها في الصالون لدى الفنان الشهير قبل أن يأتي موعد دخوله، وعندما حان الموعد قام عادل ادهم ولديه ثقة بنفسه، تذكر كل ما قرأ عن مسيرة أنور وجدي، ودخل مكتبه ومشاعره مضطربة بين أمل ورجاء وقلق وخوف.

عادل: مساء الخير يا أستاذ

أنور وجدي يرد ببرود: أهلا

عادل: أنا كنت جاي علشان عاوز أمثل مع حضرتك.

أنور منفعلاً: هو كل واحد شكله حلو ولعب رياضة وعامل شعره ايه يفتكر أنه ممكن يبقى ممثل كويس روح يا شاطر مثل قدام المراية في البيت، مش معقولة كل يوم واحد ييجي يقولي الكلمتين دول.

خرج عادل من مكتب أنور وجدي وهو منهار انخرط في بكاء حار، لم يصدق أن يعامله فنانه المفضل على هذا النحو، فقد كون له صورة ملائكية في ذهنه من واقع ما قرأه عنه، تصور أن من عانى في بداياته يمكنه أن يساعد غيره، لكن جاءت كلمات أنور وجدي صادمة، كانت علامات اليأس والحزن تملأ وجه ادهم وتسيطر عليه، وفي طريقه إلى اللوكندة قرر العودة إلى مسقط رأسه، فحزم حقائبه وتوجه لمحطة القطار، ليغادر القاهرة، اتخذ قراره بالابتعاد عن التمثيل والتركيز في دراسته، خصوصا أن العام الدراسي الجديد لم يتبق عليه إلا أيام قلائل.

عاد عادل ادهم والحزن يسيطر عليه، والإحساس بالفشل يحيط به من كل جانب، لم يستطع الانتظام في دراسته بسبب حزنه على ضياع حلمه، فقرر الانعزال عن المحيطين به وتجنب النظر إلى المرآة، بعد حديث أنور وجدي عنها تحولت إلى عدوه اللدود، فكان يتجنب النظر إليها حتى لا يرى وسامته التي وجدها عائقا بينه وبين التمثيل، بل وصلت به حاله الضيق حتى قرر الذهاب إلى الحلاق لإزالة شعره بالموس، توهما منه أن يزيل كل ملامح وسامته فيما حوله الحزن لرجل تجاوز عقده السادس بينما لم يكن قد أتم عامه العشرين بعد.

تردد عادل على مدرسته بعد غياب فترة، ووقع في يده بمكتبة المدرسة كتاب «دع القلق وابدأ الحياة» للكاتب الأميركي ديل كارينغي، والذي شكل نقطة تحول بالنسبة له، فاقتنع بما قرأه  في الكتاب وقرر أن يطوي صفحة التمثيل وينهي دراسته الثانوية ليبدأ العمل بعدها في بورصة القطن، تغير مسار عادل في بورصة القطن ليظهر فيها مهارة كبيرة بسبب رغبته في إثبات نفسه، ونجح في تحقيق مبالغ مالية كبيرة بفضل مهارته في عمله وتفوقه به، لدرجة أنه كان يحصل على راتب قدره 130 جنيها، وذلك خلال أشهر قليلة، ليتفوق على عشرات الموجودين في السوق، وذاع صيته في الإسكندرية بشكل كبير.

وضع ادهم أمام عينه فرغلي باشا قدوة له، وهو الباشا الملقب في أربعينيات القرن العشرين بـ»ملك القطن»، وكان مشهورا بأناقته وقدرته على المبارزة في البورصة، وكان الجميع يتحدث عنه وعن قدرته في تحقيق المكاسب المالية الطائلة بأسهل الطرق وبذكاء رجل البورصة الذي يعرف طرق المكسب جيداً ويبتعد عن الخسارة، نجح عادل في توفير الكثير من الأموال، فاشترى سيارة حديثة وشقة فاخرة على البحر، ومشى على نهج فرغلي باشا بخلط أنواع العطور، ليكون صاحب رائحة مميزة، تغيرت حياة ادهم كثيرا بعدما استقل بحياته حيث تعددت علاقاته الغرامية والتي لم تستمر طويلا، كذلك عرف طريق الخمور.

يقول عادل ادهم في أحد حواراته عن تلك الفترة: «تعلمت فيها معنى الحياة الحقيقية، عاشرت الشيالين، العربجية، الفلاحين، وعمال اليومية، وجمعتني صداقة مع عتاولة البورصة وأصحاب الملايين والذين ترتفع أرصدتهم مئات الألوف في ثوان، ثم يفلسون في خبطة واحدة، فالقطن سوق الذهب الأبيض، والبورصة هي «صاغة» القطن، والناس فيها أسرار، فرأيت الكذاب، والمنافق، والأبله، والشرير، والداهية، ورئيس العصابة في ثوب ملاك، وهي النماذج التي استوحيت منها شخصيات عدة قدمتها على الشاشة لاحقا».

حلم لا يموت

رغم النجاح العريض الذي حققه عادل ادهم في عالم البورصة، فإن حلمه في الالتحاق بالسينما لم يمت، كان استغراقه في العمل حجة جيدة تشغل عقله عن التفكير في العودة إلى السينما، لذلك حافظ على علاقته بصديقه السيناريست محمد عثمان، وكان يلتقي معه في كل صيف عندما يأتي إلى الإسكندرية، وتعرف من خلاله على عدد من أهل الفن، لكنه لم يعرف كيف يعود إلى السينما، خصوصا أن عمله في بورصة القطن كان يحقق له ربحا كبيرا، كما أن ارتباطه بمدينة الإسكندرية جعله بعيدا بشكل كبير عن مركز صناعة السينما في العاصمة.

صارت حياة عادل ادهم على ما يرام حتى صدور قرار تأميم البورصة من الرئيس عبدالناصر لتتحول بعدها للبورصة المصرية وكان ذلك عام 1961، وهو في الثالثة والثلاثين من عمره، شعر أن أحوال البورصة تتراجع، وعليه البحث عن مجال آخر للعمل فيه، ففكر في السفر إلى ألمانيا، حيث كان أحد أصدقائه المقربين قد سافر لها قبل عامين، ونجح في الالتحاق بالعمل في البورصة هناك ولطالما دعاه للانضمام إليه.

كانت مهارة ادهم سبباً في اختياره ضمن المحكمين الذين اختارهم اتحاد مصدري القطن، ليكون ضمن لجنة لفصل المنازعات التي تنشأ بين البائعين والمشترين بالبورصات العالمية لكنه لم يتحمس لتقليص نشاطه وتراجع دخله المالي بالبورصة، لذا اتخذ قراره بالسفر إلى ألمانيا من أجل العمل، فذهب إلى القاهرة بسيارته لترجمة الأوراق إلى الألمانية والحصول على موافقة بالسفر، واستغل فترة وجوده بالقاهرة لإتمام إجراءات السفر لزيارة أصدقائه بالقاهرة وتوديعهم، إلا أنه فوجئ بالسيناريست محمد عثمان وصديقه علي رضا يقومان بتشجيعه على العمل بالسينما وعدم مغادرة مصر.

لم يتحمس ادهم لتكرار التجربة مرة أخرى، فصدمة لقائه بأنور وجدي كانت كفيلة برغبته في الابتعاد عن هذه المهنة، خصوصا أن عمره اقترب من 33 عاماً وتخطى مرحلة الفتى الوسيم المسيطرة على أبطال السينما وقتذاك، رغم احتفاظه بوسامته ومحافظته على أناقته لكن علامات تقدم العمر كانت واضحة عليه، إلا أنه أمام إلحاح الأصدقاء، أيقظ حلمه القديم مجدداً، وفي المساء كان على موعد مع المخرج أحمد ضياء الدين بصحبة صديقيه، وبالفعل وافق ضياء على إعطاء مساحة للقادم من بورصة إسكندرية للعمل في بورصة السينما المصرية.

لم يكن أحمد ضياء الدين متحمساً للوجه الجديد خاصة بعدما عرف أن تجربته الوحيدة في الوقوف أمام الكاميرا قد مر عليها سنوات طوال، وكان حينئذ يحضر لفيلمه الجديد «هل أنا مجنونة»، لذا قرر أن يمنحه الفرصة مع وجود دور يناسبه، فإما أن يثبت مكانته أو يفشل إلى الأبد ولا يكرر التجربة مرة أخرى، وهي نفس الخيارات التي وضعها عادل ادهم لنفسه، فأسندت إليه شخصية حامد الشاب الفاسد المستهتر الذي يسيطر عليه الطمع في ميراث أبيه، فيظل يلح في طلبه لكنه يرفض وتقع جريمة قتل يجري التحقيق فيها.

وقع عادل ادهم العقد في اليوم التالي، وبعدها بيوم واحد فقط بدأ تصوير دوره في الفيلم، ولما كان عادل لم يتحصل على السيناريو من قبل، فجلس طوال الليل يقرأ الأحداث ويمثل أمام المرآة في منزله محاولاً حفظ الدور والشخصية، كاسراً حاجز الخوف من التمثيل، متخيلاً أن الكاميراً أمامه، وأن كمال الشناوي يحدثه حيث كان اللقاء الأول بينهما، وهو اللقاء الذي ساند الشناوي الوجه الجديد بكل قوة، بعدما أدرك موهبته من أول مشهد، فماذا حدث بينهما وكيف سانده؟ التفاصيل في الحلقة المقبلة.

الباليرينا... حب العمر كله

رغم وسامة عادل ادهم وتعدد علاقته النسائية فإنه لم يحب بالإسكندرية إلا فتاة واحدة كانت باليرينا يونانية، تعرف عليها أثناء تردده على النادي اليوناني، ونشأت بينهما قصة حب استمرت عدة شهور، فكان يرافقها في عروضها ويقضي معها ساعات طويلة.

كانت قصة حب ادهم والباليرينا اليونانية حديث الإسكندرية، لأنها الوحيدة التي نجحت في إيقاعه بغرامها، فلم تكن قصتها معه مثل باقي قصص الحب العابرة التي عاشها خلال تلك الفترة، ففتى الإسكندرية الأول كان يلازمها مثل ظلها ويظهر معها في كل مكان فتحولت قصة حبهما لحديث النادي والبلاج بالمدينة.

قررت الفتاة السفر إلى إيطاليا حيث والدها، وسافر بصحبتها عادل ادهم لرغبته في الارتباط بها، وطاف معها أوروبا في فترة زمنية قصية، قبل أن يقرر كل منهما الاكتفاء بعلاقة الصداقة التي نشأت بينهما، بسبب صعوبة تأقلم ادهم في أوروبا وعدم رغبتها في العودة لمصر مرة أخرى.

عاد ادهم سريعاً إلى مصر بعد شهور قضاها برفقة فتاته، ليبدأ حياة جديدة بالعمل في البورصة، ولكنه ظل على تواصل معها لتبقى قصة حبهما في قلبه، فلم يرتبط لأكثر من عقدين بعد ذلك بأية امرأة أخرى، بسبب تعلقه بها، بل إنها قصة الحب الوحيدة التي ظل يتذكرها حتى وفاته، كانت حب العمر كله.